-خاص الهديل –
رغم كل التحضيرات لعقد الانتخابات النيابية في موعدها، إلا أنه حتى هذه اللحظة لا تزال هناك شكوك كبيرة بأنها لن تعقد فعلا في منتصف شهر أيار القادم .
.. وازاء هذه الشكوك ، فإن كل الاحزاب تتبع مقولة تفيد بأنه ” اعمل للانتخابات وكأنها حاصلة غدا، وتعامل مع الواقع السياسي الراهن ، وكأنه ليس هناك انتخابات” ..
ولا يزال يوجد عدة عقبات امام إجراء الانتخابات في موعدها، منها الميغاسنتر، ولكن هذه العقبات ممكن حلها او تجاوزها اذا كان هناك إرادة سياسية تريد إجراء الانتخابات . ولكن المشكلة اليوم التي تقف وراء تصاعد الشكوك بإجراء الانتخابات، رغم أن الاحزاب تتصرف وكأنها حاصلة في موعدها لا محالة، هي أن هناك فوق مسرح انتخابات أيار ٢٠٢٢ قوى غامضة ؛ أي بمعنى اخر : قوى منتخبة وازنة لا تزال غير مقرؤة انتخابيا، علما ان هذه القوى يتوقع ان تكون كبيرة ، ويمكنها في حال ظهورها في اخر لحظة قبيل الانتخابات ، كقوة موحدة او لديها توجه سياسي وتغييري موحد ان تقلب كل الطاولة الانتخابية على رؤوس كل الاحزاب.
وهناك العديد من هذه القوى الوازنة وغير الخاضعة لسيطرة الاحزاب والمرشحين التقليديين التي لا تزال غير مقرؤة انتخابياحتى الآن والتي هناك خشية منها؟؟ .
ويظل ابرز هذه القوى هي قوة المغتربين التي قد تكون المادة الانتخاية التاريخية لمرشحي المجتمع المدني، واهمية هذه القوة الانتخابية الاغترابية في انها موجودة خارج سيطرة نفوذ الاحزاب ، وانها لا يمكن توقع كيف ستنتحب بشكل مسبق ومحدود ، وانها تملك عنصر المفاجأة الحاسمة فيما لو قررت شرائح واسعة منها ان تاتي الى لبنان يوم الانتخابات لتمارس حقها بالاقتراع في مناطقها.
واكثر من تخشاه الاحزاب في هذا المجال ، هو حقيقة أن الاستطلاعات لا تستطيع قيل حلول يوم الانتخابات ، ان تعرف بالدقة ، او حتى على نحو تقريبي، ما هو الحجم الشعبي والانتخابي الاغترابي المؤيد للمجتمع المدني، وما هو حجم المغتربين غير المعروف حتى الآن الذين سيحضرون يوم الانتخاب إلى لبنان ليمارسوا حق الاقتراع وفق أجندة تغييرية.
تقول بعض الاستطلاعات أن نسبة المؤيدين لمجموعات المجتمع المدني اللبناني في المغتربين، هي أكبر بكثير من نسبة المؤيدين لهذه المجموعات بين المواطنين اللبنانيين المقيمين في لبنان.
وتقول ايضا ان نسبة ٦٠ بالمئة من الناخبين اللبنانيين المقيمين في لبنان ، ليس معروفاً حتى اللحظة كيف سيقترعون، وما اذا كانوا سيقترعون او سيقاطعون الانتخابات . وبمقابلهم توجد نسبة غير قليلة من الناخبين المغتربين المسجلين للتصويت في سفارات لبنان بالخارج؛ غير معروفة لجهة كيف سيقترع بالخارج ولمصلحة اية جهة في الانتخابات… وايضا هناك نسبة ٤٠ بالمئة من المغتربين غير المسجلين للاقتراع في سفارات لبنان، ليس معروفا ما اذا كانوا سيأتون للبنان يوم الانتخاب ليقترعوا، ولمن سيقترعون. وهؤلاء يشكلون احتمال ان يحققوا مفاجأة كبيرة للانتخابات ونتائجها .
ومن جهة اخرى تتوقع هذه الاستطلاعات أن أصوات المغتربين السنة في دائرة بيروت الثانية ستشكل مفاجأة لمرشحين سنة تقليديين ولحزب الله على السواء ، حيث يتوقع ان يصوت نحو عشرين الف ناخب مغترب في اتجاه واحد ولصالح جهة معروفة مرشحة في بيروت الثانية، وهي جهة ليس لها لغاية الان حضور ظاهر بقوة على المسرح الانتخابي للعاصمة.
كما أن دائرة المتنافسين المرشحين للانتخابات الرئاسية في الشمال( اي دائرة فرنجية وباسيل ومعوض،) يتوقع ان تشهد مفاجأة على مستوى الكيفية التي سيقترع بها مغتربون تلك الدائرة ، حيث تقول معطيات انهم سيقترعون على نحو يفاجأ كل القوى الانتخابية التقليدية في الدائرة الانتخابية التي تسمى دائرة الرؤساء .
ويتم في كواليس متابعة وصف هذه القوة التي يحتمل ان تشكل مفاجاة انتخابية، بقوة اقتراع المغتربين غير المقرؤة ؛ بمعنى أن المفاجأة التي سيحملها معطى تصويت المغتربين ، لن تتوقف على عدد المغتربين المقترعين، فهذا جانب يمكن احصاؤه ، ولكن المفاجأة ستنتج عن طريقة تصويت المغتربين التي لم تكن متوقعة، وستنتج عن قيام شرائح واسعة من المغتربين بالحضور يوم الانتخابات إلى لبنان كي تقترع بشكل غير تقليدي ولجهات غير متوقعة
والواقع ان هذه الاستطلاعات والمعلومات تقول ان المغتربين لن يكونوا رقما عدديا في هذه الانتخابات بل فعل نوعي له ميزتان تمتلكان عناصر المفاجآت الصادمة:
الميزة الاولى ان حجم الاقتراع للمغتربين ليس مقرؤا بعد ولن يكون مقرؤا قبل يوم الانتخابات، وحصرا ليلة فرز صناديق الانتخابات .
الميزة الثانية ان حجم المغتربين المتوقع مشاركته في الانتخابات لا يزال غير معروف ، وسيظهر هذا الحجم الحقيقي لمشاركة المغتربين في الانتخابات، قبل أيام قليلة جدا من يوم الانتخابات حيث سيكون ممكن رؤية إعداد المغتربين اللبنانيين الذين قرروا أن يأتوا إلى لبنان ليقترعوا في دوائرهم و مناطقهم وبلداتهم.
ان فكرة إنشاء دائرة خاصة بالمغتربين هدفها حصر تأثير صوت الناخب المغترب في زاوية نائية فوق خارطة التمثيل النيابي والسياسي اللبناني، سيتحداها المغترب اللبناني وفق بعض المعلومات، وذلك من خلال قيام قوة الاغتراب الناخبة اللبنانية المستقلة وغير المنقادة من الاحزاب اللبنانية، بالحضور إلى لبنان لتنتخب في كل لبنان، بحيث يكون تأثيرها في أكثر من دائرة انتخابية ابتداءا من الجنوب مرورا بالعاصمة والجبل وصولا إلى البقاع وعكار وكل الشمال .
خلال عز ازمة كورونا، فاجأ المغتربون الواقع اللبناني، بأنهم جاؤوا إلى لبنان في أعياد الميلاد ورأس السنة، واليوم يمكن أن يفاجأ المغترب اللبناني صناديق الانتخاب بحضوره إلى لبنان تحت شعار الإسهام في الجهد الوطني للتغيير.