أثار حفل الفنان المصري تامر حسني في “فوروم دو بيروت” امتعاضاً لدى بعض من جمهوره الذي حضر بكامل حماسته، ما دفع إلى انتقاد الحفل والجهة المنظّمة. وبعد تواصل مع أحد المنظمين، صاحب شركة “GMH” حسين كسيرة، ولأنّ “النهار” حريصة على نقل وجهات النظر، فكان لا بدّ من نشر الرواية الكاملة للأحداث التي أدّت إلى تأخّر اعتلاء حسني المسرح.
البداية من الفندق
انطلقت الأجواء منذ ساعات صباح السبت الأولى من أحد فنادق بيروت، حيث تجمّع عشرات المعجبين بـ”نجم الجيل” منذ التاسعة والنصف صباحاً، متحدّين درجات الحرارة المرتفعة، فيما تجهّزت عدسات الكاميرات وتسلّح كل صحافي بميكروفونه، طامحاً إلى تصريح خاص يحمل نكهة لبنانية.
وصل حسني بعد الأولى ظهراً، وحُمل على الأكتاف ملوّحاً بالعلم اللبناني على أنغام فرقة موسيقية حضرت خصوصاً لاستقباله. وكما يحدث عادة مع النجوم، عمّت حالة من التدافع والرغبة في خطف تصريح أو لقطة طريفة. إلا أن تامر اكتفى بابتسامة وامتنع عن الإدلاء بأي تصريح، محتفظاً بكلمته الخاصة للجهة الإعلامية الشريكة، ما أثار امتعاض الصحافيين.
أما في حفل “فوروم دو بيروت”، فزاد الاستياء مع اعتلاء حسني المسرح في الحادية عشرة والنصف ليلاً، ومُنع الصحافيون مجدداً من دخول الكواليس للحصول على مقابلات موعودة، ما قسّم الآراء بين تحميل المسؤولية للفنان نفسه أو للجهة المنظمة.
رد الجهة المنظمة
في حديث لـ”النهار”، قدّم حسين كسيرة، صاحب شركة “GMH” المنظمة للحفل إلى جانب شركة “TMG”، توضيحاته قائلاً: “أبلغنا الإعلاميين بموعد وصول تامر حسني إلى الفندق، لكننا لم نَعِد أحداً بمقابلة خاصة معه، بل تركنا الأمر لشطارة الصحافي ورغبة الفنان في التصريح ولكلّ طرف حقّه في ذلك، أما نحن كجهة منظّمة، فلا نستطيع أن نُلزم الفنان بالإدلاء بتصريحات متفرّقة لوسائل الإعلام، وفي الوقت نفسه، حريصون على إعطاء الفرصة للصحافيين للحضور والقيام بعملهم بحرّية”. ولفت إلى أنّ “تأخّر وصول حسني إلى الفندق كان بسبب تأخر الطائرة، وهذا أمر خارج عن إرادتنا”.
الأمن والسلامة أوّلاً
أما بشأن تأخّر اعتلاء حسني المسرح في الحفل، فيقول كسيرة: “تذاكر الحفل حددت أن الأبواب تُفتح عند الثامنة مساءً، من دون تحديد موعد انطلاق الحفل. وفي الواقع، بدأ الكثير من الجمهور بالتوافد إلى الفوروم بعد الساعة العاشرة ليلاً”.
وفي هذا السياق، أوضح كسيرة أن “الأوضاع الأمنية في بيروت مساء يوم الحفل كانت حساسة، إذ كانت الدراجات النارية تجوب الشوارع ويتم قطع الطرق، ما دفعنا إلى إبقاء حسني في الفندق حرصاً على سلامته، إلى أن يحين الوقت المناسب لانتقاله من الفندق إلى مسرح فوروم دو بيروت”، مضيفاً: “لا نستطيع أن نتحمّل أي مشكلة يتعرّض لها حسني خلال عملية انتقاله، وهذا كان السبب الرئيسي في تأخر الحفل وأيضاً تأخر وصول الجمهور الذي عانى خلال تنقّله من عملية قطع الطرق”.
اعتلى تامر حسني المسرح عند الحادية عشرة والنصف ليلاً، وقدّم فقراته الغنائية حتى ساعات متأخّرة من منتصف الليل، مقدّماً ريبرتوارَ متنوعاً أسعد الجمهور.
وعن الإشكال الذي وقع وتمّ تداول مشاهد عنه على مواقع التواصل الاجتماعي، قال كسيرة: “المشكلات واردة في أكبر الحفلات، وحفل تامر حسني الذي استقطب الآلاف كان تحت السيطرة بفضل جهود رجال الأمن لضمان سلامة الحضور اللبناني والعربي، خصوصاً أنّ حسني جاء من مصر مؤمناً بصورة لبنان الجميلة”.
وختم: “لا نبحث سوى عن سعادة الجمهور واستمتاعه وراحة عمل الصحافيين الذين نقدّر جهودهم وتعبهم ونتفهّم أحياناً امتعاضهم، لكنْ لكل سؤال جواب ولكل تأخير سبب… وانتظرونا في حفل النجمة السورية أصالة في 16 آب/أغسطس”.