أقام النائب فيصل عمر كرامي، رئيس تيار الكرامة، غداءً تكريمياً على شرف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، في قصر الرئيس عمر كرامي – بقاعصفرين، بحضور ممثل رئيسي الجمهورية والحكومة، وزير الداخلية أحمد الحجار، النائب فؤاد مخزومي، النائب وضاح الصادق، النائب عدنان طرابلسي، النائب حسن مراد، النائب بلال حشيمي، النائب عبدالرحمن البزري، القاضي هاني حلمي الحجار، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله، الوزير السابق أشرف ريفي، مفتي طرابلس والشمال محمد إمام، مفتي البقاع علي الغزاوي، وحشد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية.
وفي كلمة له خلال الحفل، ثمّن المفتي دريان مبادرة النائب كرامي، مؤكداً دعمه لقرارات الحكومة الأخيرة المتعلقة بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، ومشدداً على أن “التحاور والتشاور يبقيان السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات بعد اتخاذ هذه القرارات”، مضيفاً: “أي موضوع خلافي يجب أن يحل ضمن المؤسسات الدستورية بالحوار وتغليب المصلحة الوطنية على غيرها من المصالح الحزبية أو الشخصية، لأن مصلحة اللبنانيين هي فوق كل اعتبار”.
وأشار المفتي دريان إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب من جميع اللبنانيين التكاتف والتعاون لحماية السلم الأهلي والحفاظ على الاستقرار، داعياً إلى الابتعاد عن السجالات العقيمة التي لا تؤدي إلا إلى تعميق الأزمات.
من جهته، رحّب النائب فيصل كرامي بالحضور، مؤكداً أن “دار الفتوى كانت وتبقى المرجعية الوطنية الساعية لحماية لبنان وتحقيق المصلحة العليا”، معتبراً أن “التطبيق الحرفي والشفاف لبنود اتفاق الطائف هو السبيل الوحيد لإخراج البلاد من أزماتها”.
وأضاف كرامي: “دورنا في هذا العهد الجديد يشكل ركيزة أساسية للمستقبل، فهذا عهد إصلاح ولا بد من دعمه، فبناء الدولة أصبح لزاماً علينا لا نقاش فيه. ومن المستغرب أن ننتظر كشعب لبناني أن يشترط علينا الأشقاء أو الأصدقاء الانطلاق بالإصلاحات، فيما يفترض أن يكون هذا هدفنا أولاً وأن نطلب منهم دعماً لتحقيقه”.
وتابع: “إن اتفاق الطائف يمثل الركيزة الأساسية لبقاء الدولة وضمانة استقرارها، وأي دعوات لبدائل عنه ليست سوى سراب. والمطلوب اليوم هو التطبيق الكامل لبنوده، بعيداً عن أي محاولة للنقض أو الالتفاف أو التفسير المغلوط”.
وشدد كرامي على أن “لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ضمن حدوده الراسخة والمعترف بها، وأي مسعى لتوسيع أو تقزيم جغرافيته يشكل تهديداً مباشراً لاستقراره وكيانه”، مؤكداً أن “طرابلس وكل الشمال سيبقيان جزءاً لا يتجزأ من لبنان، وعلى الحكومة أن تولي هذه المنطقة حقها في خطط التنمية”.
كما أكد أن “المرجعية الوحيدة لحمل السلاح هي الدولة، والجيش اللبناني هو الضامن الشرعي لحماية الوطن ووحدة أراضيه”، مشيراً إلى أن الثقة بالمؤسسة العسكرية ثابتة ودورها محوري في صون الاستقرار.
وحذّر كرامي من مغبة الانجرار إلى مغامرات قد تهدد البلاد، قائلاً: “لبنان المتنوع الحاضن لكل طوائفه هو المبتغى، ولا يجب أن يجرّ أحد البلاد إلى صدامات أو حروب أهلية لا سمح الله. المطلوب هو التفاهم والحوار وإيجاد الحلول بما يحفظ وحدة الوطن”.
وختم مؤكداً “الوقوف إلى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كان موقفه الأخير صريحاً وحاسماً في رفض الانجرار إلى الشارع، إدراكاً منه لما في ذلك من مخاطر على وحدة لبنان وأمنه”، مشدداً على أن “الحكمة والحوار هما الطريق الأسلم لتجاوز التحديات”.


