جاء في وكالة "أخبار اليوم"
الثورة ان لم يكن هدفها الاطاحة بالسلطة القائمة والاتجاه نحو ارساء نظام افضل، فانها ستبقى تحركات شعبية من دون ان تلقى آذان صاغية، فتبقى السلطة في فسادها او في عجزها عن الحلول… ويبقى الشعب في معاناته يتحمل اعباء الازمات. من هنا كان "النداء الى اللبنانيين" الذي وقّعه أكثر من 566 ناشطا ومثقفا يدعو الى توحيد القوى والثورة للاطاحة بالطبقة الحاكمة…
حكومة من الشجعان
ويشرح الناشط السياسي الدكتور كمال اليازجي ان الهدف من النداء حثّ اللبنانيين على تحديد مصيرهم بيدهم ومعاودة الثورة، معتبرا ان
الطبقة السياسة الحاكمة هي التي اوصلت البلد الى الفقر ولا يمكن ان نتأمل منها شيئا ولا خيرا يرجى منها، قائلا: اذا علينا كلبنانيين اخذ مصيرنا بيدنا والتوحد من اجل اطاحة الطبقة الحاكمة لتأتي مكانها حكومة تمثل الثورة من الشجعان "المنزّهين عن المصلحة".
واليازجي، هو احد الموقعين على النداء، يشير الى انه لا يمكن التغلب على احدى اعتى الطبقات الحاكمة فقط بالاعتماد على عفوية الناس والارادة الطبية، فلا بد من التنسيق والتنظيم..
تراجع الطائفية
ويقول في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، ان اللبنانيين من خلال نزولهم معا الى الشارع جعلوا من الطائفية – التي كانت متحكمة بالكثير من المفاصل – تتراجع ، حيث توحد الناس واكتشفوا بعضهم… واحبوا بعضهم، وبالتالي الثورة بحد ذاتها كانت تخط نسبي للطائفية.
ويشدد اليازجي، ردا على سؤال، اننا اليوم امام ثورة اي تغيير جوهري يفرضه عدد كبير من الناس ومن خارج موعد الانتخابات، وبالتالي الضغط في الشارع يمكن ان يفرض على الطبقة الحاكمة التي هي اساسا مهتزة ولا تستطيع ان تحل مشاكل البلد، ومن المفترض ان تتنحى، واذا لم تتنح يجب ان ترتفع حدة الضغط، مؤكدا انه لا بد من حكومة منبثقة عن الثورة تبدأ بانقاذ البلد والا سيكون متجها نحو الزوال.
هدفنا السلطة
وعما يطرحه بعض الاطراف المشاركة في الثورة بان لا ضرورة للتنسيق والتنظيم؟ يؤكد اليازجي على ان هدف اي ثورة هو "اخذ السلطة، معتبرا ان الثورة في بدايتها ونظرا الى قلة الخبرة سمعنا ما يسمى بـ "مطالب الثورة". ويضيف: لكن الثورة ليست مظاهرة سترفع مطالب الى السلطة، بل ما يحصل اليوم هو نتيجة عدم الاعتراف بالطبقة الحاكمة والحكومة، وبالتالي الثورة لا تسعى الى تقديم المطالب بل هدفها الوصول الى السلطة.
ويوضح انه قبل اخذ السلطة، ليست مضطرة الى عرض برنامج طويل عريض على غرار تقديم الامتحان، لافتا الى ان الشعارات التي طرحتها الثورة حتى اليوم على عموميتها كافية ، اما الطبقة الحاكمة فلم تعط لا برنامج ولا حلول، بل هي طبقة حاكمة بالفساد ولم تكلف نفسها تقديم اي حل
وعي نموذجي
وعن الضوابط الخمس التي حددتها الحكومة لتحرك الغد (عدم قطع الطرقات، عدم حصول عمليات تخريب، عدم الصدام مع الجيش وقوى الأمن، عدم الصدام مع النّاس الذين يريدون الذهاب إلى اشغالهم، وضع كمامات للحماية من كورونا)، يجيب اليازجي: لسنا طلابا عند السلطة لتحدد لنا اي مسار، مؤكدا ان الشعب اللبناني يتمتع بالوعي الكافي، وفي المرحلة الاولى من الثورة لم يحصل لا سرقة ولا نهب على غرار ما هو حاصل في اميركا اليوم، على خلفية مقتل الشاب جورج فلويد. وبالتالي الوعي لدى اللبنانيين نموذجي.
واذ يشدد على ان الثورة مستوفية الشروط وهي ليست انتفاضة، يقول اليازجي: ليس مطلوبا من هذه السلطة ان تقول لنا ما الذي علينا فعله ، بل نحن من يطلب منها الرحيل.
نؤسس وننسق
اما عن توقيع النائب شامل روكز (وهو صهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون) على النداء؟ يوضح اليازجي ان لا شيء يربط بين الموقعين على النداء سوى موافقتهم على الافكار الواردة فيه، لافتا الى ان هذا النداء لم يصدر عن جهة واحدة بل هو ملك كل من وقع عليه.
وبالتالي لا صفة جماعية لجهة التنظيم او العلاقات بل افراد ناشطين على المستوى السياسي، وقعوا من اجل مخاطبة الشعب اللبناني. لا شيء يجمعم اليوم، لكن في المقابل لا نعرف ما يمكن ان ينشأ في المستقبل مع هذه المجموعة او سواها.
ويشير الى ان هدفنا اليوم ان نؤسس وننسق ونقرّب بين المجموعات، مؤكدا ان كل من وقف معنا وانضم الى الثورة مرحب به.
ويختم في هذا المجال، بالنسبة الى العميد روكز فالجميع يعلم انه منذ فترة يتخذ الكثير من الموافق الايجابية مع الثورة ، وهو يشارك فيها كما سواه.