حاوره: إبراهيم ريحان
بمقابلة حصرية لموقع الهديل أجريت عبر سكايب، قال الخبير العربي الدّكتور طلال أبو غزالة مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدّولية أنّ جائحة كورونا فرضت على العالم تغييرًا جذريًا بجميع المقاييس وعلى جميع الصّعد الإجتماعية والإقتصادية والتجارية والتعليمية، معتبرًا انّها كشفت "هشاشة" ما يسمّى بالنظام العالمي والعولمة. كما توقّع أبو غزالة إندلاع مواجهة بين العملاقين الإقتصاديين الولايات المتحدة والصّين، ينتج عنها سقوط مبدأ الأحادية في العالم، حيث أثبتت الصّين أنّها قوة إقتصادية وتجارية وسياسية وعسكرية لا يُستهان بها. (تجدون التفاصيل الكاملة عن الصراع بين واشنطن وبكين في الفيديو المرفق)
حيث كان الدكتور طلال أبوغزالة، قد قدّم سابقًا جملة نصائح وتوصيات لمواجهة التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا، التي من المتوقع أن تؤدي إلى كساد عالمي تاريخي.
وقال أبوغزالة في وثيقة، إن "طريق الخروج من الأزمة طويل وشاق ومؤلم، لذلك يتوجب علينا النقاش وطرح المزيد من الأفكار".
وأضاف، أنه "لا خلاف أن كورونا ستعيش معنا لفترة طويلة، وبالتالي فإن آثارها الاقتصادية السلبية ستستمر أيضا، لذلك لا يجب أن ننتظر القضاء على الوباء والتفرغ لمواجهة تداعياته".
وشدد على "أهمية أن تضع كل دولة الخطط المناسبة لمواجهة هذا التحدي الكبير، علما بأن تقرير صندوق النقد الدولي يقول إن الخروج من الأزمة يعتمد على الإجراءات التي تتخذها كل دولة".
ودعا إلى أن تقوم كل دولة بتأسيس مجلس استشاري يضم كفاءات وطنية لمواجهة الكساد الكبير، على أن يقوم هذا المجلس برفع تقريره لرئيس الدولة ليقرر بشأن الإجراءات التي يجب اتخاذها.
وقدم مجموعة اقتراحات ليقوم المجلس الاستشاري قي كل دولة بدراستها ومنها:
– عدم فرض ضرائب جديدة قد تعرقل أي انتعاش مطلوب، بالإضافة إلى إلغاء الضرائب على المشاريع الاستثمارية الجديدة في الزراعة والأدوية.
– التركيز كأولوية على التحول إلى دولة رقمية، بما في ذلك في تجارة الخدمات وفي التعليم.
– اعتماد سياسات تحفيز النمو في الناتج القومي، ما سيوفر فرص عمل جديدة وتزيد الوعاء الضريبي.
– اعتماد برنامج لتعيين العاطلين عن العمل في الشركات الصغيرة، على أن تقوم الحكومة بتقديم أموال لهذه الشركات لصرفها كرواتب لهؤلاء العاطلين، وذلك بدلا من صرف بدل العطالة بشكل مباشر.
– تبني خطة إصلاح إداري بالتوازي مع برنامج تقشفي لترشيد الإنفاق وإعادة هيكلة القطاعات الحكومية.
– الحفاظ على حرية حركة الأموال.
– إعادة هيكلة سياسات الطاقة.
– دراسة خصخصة المؤسسات الحكومية إذا كان ذلك يؤدي إلى زيادة في الفعالية الربحية.
– اعتماد سياسات وإجراءات ضبط الأسعار ومكافحة الغلاء.
– إطلاق برنامج لدعم القطاع السياحي.
وتحدّث الدكتور أبو غزالة عن انّ مجموعته قامت منذ ما قبل كورونا بسنين باعتماد العمل عن بعد ما أراح موظفيها وفرق عملها في أزمة كورونا، حيت لم تحتج المجموعة لاتخاذ اجراءات كبيرة لتغيير أسلوب العمل أساسًا.
ودعا أبو غزالة الدّول العربية لإعادة النّظر بطرق عملها، معتبرًا أنّ الكثير من المفاهيم أثبتت أنّها كانت مجرّد وهم كحالة الإتحاد الاوروبي والذي اعتبره أبو غزالة أنّه جمع بلادًا لا مساحة مشتركة بينها، بل إنّ تاريخها مليء بالحروب والنزاعات وتختلف بالثقافات واللغات والتاريخ، وأعطى مثالًا عن بريطانيا التي اعتبرها الشّريك الأوّل والتاريخي للولايات المتحدة الاميركية في العالم، معتبرًا أنّ بريطانيا خرجت من الإتحاد الأوروبي لحظة انضمامها إليه، حيث إنّ مشاركتها في الإتحاد لم تقتصر سوى على المشاركة "بالإسم".
وعن لبنان، كشف الخبير العربي الدكتور طلال أبو غزالة أنّه متشائم لتوجّه لبنان نحو صندوق النّقد الدّولي، معربًا عن رفضه الشّخصي لأي زيادة على الضرائب والرسوم، وهي السياسة التي يقوم عليه صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى أنّ البديل الواقعي لأي دولة عن الإتسدانة هو تنمية الإقتصاد والتجارة، مضيفًا إلى انّ أي زيادة على الرسوم والضرائب لا تعني بالضرورة زيادة الواردات، حيث إنّ التجارب أثبتت أنّ النتيجة عادةً تكون عكسية.
ووجه ابو غزالة نصيحة للبنان بضرورة تغيير "نظام الفرقاء أو الأفرقاء" بالحكم، حيث اعتبر أنّ التوافق على أي قرار في لبنان هو سبب المشكلة فيه، مرسلًا تحياته للبنان والذي قضى فيه الدكتور أبو غزالة مرحلة مفصلية من مسيرته وحياته. وفيما يلي المقابلة الشّيقة للدكتور طلال أبو غزالة مع موقع الهديل: