كم مرة وقفت حائراً مفكراً ومتردداً في اتخاذ إحدى القرارات المحاطة ببعض الاحتمالات، و بتعدد الاختيارات لاتخاذ القرار الذي يعتبر من السمات الإنسانية المتعارف عليها
إعداد: سلمى جابر نحلة
ولان هذا الأمر يحصل لأكثرية الناس ومن جميع الطبقات والأجناس، فقد لقي اهتماماً واسعاً من الباحثين لاكتشاف اسراره التي تنطلق من الدماغ، وقد ركَّز باحثون في جامعة زيورخ السويسرية في إجراء دراسة متخصصة على بحث الآلية التي يعتمدها دماغ الإنسان في رحلته نحو اتخاذ قرار ما، وقد توصلوا فيها إلى أن عملية اتخاذ القرار، سواء البسيط مثل اختيار وجبة طعام، أو الحاسم ذو الطابع المهني، تمر بمسارات مختلفة بين أكثر من منطقة من المخ، ولكنها تبدأ من "قشرة الفص الجبهي" التي تقع مباشرة تحت الجبين وتنتهي عند القشرة الجدارية فوق الأذنين.
وفي هذا الصدد وجد الباحثون في هذه الدراسة أن قوة الإشارات المتبادلة بين هذين الطرفين، يمكن أن تدل على قوة الشخصية، إن كانت مترددة في اتخاذ القرار أم حاسمة في مثل تلك المواقف. وكلما اشتدت كثافة تدفق معلومات المقارنة بين العديد من الاختيارات بين المركزين الذين رصدتهما الدراسة في دماغ الإنسان، كلما عكس ذلك قوة شخصية الإنسان وحسمه في اتخاذ القرار، وكلما قلت كثافة تدفق المعلومات كلما عكس ذلك ضعف شخصية الفرد وعدم تمكنه من اتخاذ القرار بشكل سريع، وهو ما يصفه علماء النفس بـ"الشخصية المترددة".
وتشير الدراسة أن الباحثين قد عمدوا إلى استخدام "تحفيز اصطناعي" لمسارات التفكير أثناء مرحلة الاختيار على المشاركين في البحث، دون إحاطتهم علماً بذلك، وذلك بتمرير تيارات ذات ذبذبات معينة بين قشرة الفص الجبهي، فوجد العلماء أنه "كلما زاد التحفيز عبر الذبذبات، كلما كانت عملية الاختيار حاسمة لدى الأشخاص المعروف عنهم عدم الحسم السريع في اتخاذ القرار، في المقابل يميل الأشخاص المعروف عنهم الاختيار السريع إلى التفكير ملياً في اتخاذ القرار، إذا تم التأثير اصطناعياً على قوة الذبذبات المنتقلة في المخ".
وكما تفيد الدراسة أيضاً، أن التفكير في الاختيارلا ينتهي مباشرة عقب الرسو على قررار ما، بل تشهد مسارات المخ حركة لتنقل المعلومات تحاول المقارنة بين ما تم اختياره وبين خيار آخر ربما كان أفضل، ولكن عادة تكون تلك الأفكار غير ذات جدوى، وفق ما قالته هذه الدراسة.
وبشكل عام ترحب الدوائر العلمية بمثل تلك الدراسات المتخصصة في الكشف عن أسرار التفكير، وآليات عمل الجهاز العصبي، لما يمكن أن تساهم في العثور على أدوية للأمراض العصبية والنفسية المختلفة، مثلما هو الحال مع هذه الدراسة التي يمكن أن تفتح الباب أمام علاج الاضرابات التي تصيب مراكز التفكير في الدماغ، عقب حادث ما أو صدمة عصبية، قد تؤثر سلباً أو ايجاباً على آليات اتخاذ القرار أو الاختيار وذلك وفقاً لما صدر في الوكالات.
أحدث الأخبار
- حماس تعلن الاتفاق مع إسرائيل على تمديد الهدنة ليوم إضافي
- وفاة وزير الخارجية الاميركي الأسبق هنري كيسنجر
- يجتمع الكابينت مرة أخرى بعد فترة استراحة
- طائرة مسيرة تابعة لقوات الاحتلال تطلق قنابل مسيلة للدموع في بلدة بيتونيا
- سعر صرف الدولار في السوق السوداء صباح اليوم
- 💠 صفحة يارون أبراهام العبرية: إنتهاء إجتماع مجلس الكابنيت الحربي
- 🔸️أو هيلر المراسل العسكري للقناة 13: إنها الساعة الواحدة صباحًا قريبًا، ويجتمع مجلس الوزراء الحربي، ولم تصل القائمة الجديدة للأسرى، وفي الساعة السابعة صباحًا تنتهي الهدنة – ستكون الليلة مثيرة للاهتمام ودرامية للغاية
- عناوين الصّحف الصادرة اليوم الخميس 30/11/2023