يظهر وكأن مشاركة الرئيس سعد الحريري في الحوار المزمع عقده في بعبدا الخميس المقبل محورية، حيث اضافة الى الزيارة التي قام بها الى رئيس مجلس النواب، اللقاءات في بيت الوسط لم تتنقطع…
في موازاة ذلك، يحمّل البعض، لا سيما من يدور في فلك رئاسة الجمهورية، رئيس "المستقبل" مسؤولية افشال الحوار حتى قبل انعقاده، وصولا الى ربط الحوار بمشاركته.
هل هذه الحركة التي يشهدها بيت الوسط تحمل في طياتها ابعد من لقاء حواري وان كان عنوانه انقاذي؟!
حضور لاخذ الصور
رفض عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب مصطفى علوش تحميل الحريري مسؤولية انقاذ البلد مما يتخبط فيه، قائلا: هذا الكلام الطباوي لا ينفع، مذكرا ان من خرج عن الوفاق الوطني وتسبب بالانهيار الحاصل هو الداعي اليوم الى الاجتماع الوطني.
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، قال علوش: مشاركة الحريري او اي طرف خارج السلطة اكان القوات او الكتائب… من المفترض ان تستمع الجهات الداعية الى رأيهم، فلا يكون الحضور لاخذ الصور في بعبدا.
واذ اعتبر ان السبب المباشر للانهيار هو الخيارات السياسية المرتبطة بحزب الله، قال: اذا كانت الدعوة الى "حوار الطرشان"، فلا داعي للمشاركة، اما اذا كان هناك انفتاح على الآخرين فعندها قد تكون المشاركة مجدية.
واضاف: محاولة تحميل المسؤولية للجميع امر مرفوض فمن هم في السلطة عليهم تحملها، موضحا ان الحريري لا يرفض فكرة المشاركة بل ينتظر جدول الاعمال وهو على تشاور مع رؤساء الحكومات السابقين ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الى جانب التشاور مع تيار المستقبل، مشددا على ان القضية ليست فلكلورا.
"سيد لبنان"
وردا على سؤال، اعتبر علوش انه من المفترض ان يضع الرئيس ميشال عون رؤيته، التي يبدو حتى اليوم انها تنطلق مما يقوله "سيد لبنان" (في اشارة الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله) … سائلا: هل علينا السير بخيارات حزب الله حتى ولو كانت باتجاه الانتحار او الجوع او الحرب…
وقال: رئيس الجمهورية مرهون ومديون لحزب الله على اكثر من صعيد، في حين ان اي انسان عاقل لا يمكن ان يقتنع بخيارات نصر الله، ولكن تفكير العاقل يختلف عن المديون الذي يتجه الى خيارات غير عاقلة.
وسئل: اذا لم يحضر الحريري هل يخسر لقاء بعبدا الاجماع الوطني؟ اجاب علوش: لا يهدف الحريري الى الذهاب نحو اي منحى طائفي، بل القضية الاساسية ماذا سيقدّم خلال هذا الاجتماع، مشددا على ان الحريري لا يمارس النكايات، لكن لن يغطي خيارا ليس مساهما فيه ولا مسؤولا عنه ولا يعبر عن رأيه، كما لا يمكن تغطية شيء هو يرفضه.
هذا هو الحل الوحيد
واعلن ان الشارع الواسع الذي ينتمي اليه سعد الحريري لا يؤيد مشاركته بهذا الحوار، اضف الى ذلك ان الجزء الاكبر من اللبنانيين، حتى من الطائفة المارونية، ينظرون الى ساكن في القصر الجمهوري على انه اميل لحود ثان.
واذ اعتبر ان لا شيء يبشر بالخير، شدد علوش على ان الحل الوحيد الذي يمكن ان ينقذ البلد، هو ان يسلّم نصر الله سلاحه الى الدولة، لكنه لن يفعل.
وختم: اما اذا كان هناك اي خيار آخر فالذي يروج له عليه ان يتحمل المسؤولية.