"القبس":
تقارير يومية تكتب، في الصحف المحلية والعالمية، عن معاناة اللبنانيين في خضم الأزمة المالية الاقتصادية التي تغرق بها بلادهم والتي لامست حد الجوع، غير أن الصور التي نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية بألف مقال وتحكي بلغتها الإيمائية حجم الكارثة التي التقطتها من داخل عشرات المنازل اللبنانية لأشخاص يقفون بحسرة أمام براداتهم الخالي معظمها من الطعام. بينما الأسوأ لم يأتِ بعد بحسب خبراء الاقتصاد العالميين بمكامن الخلل وتمنُّع هذه السلطة عن معالجتها.
فمع الانهيار الاقتصادي المتسارع، وجدت شرائح واسعة من اللبنانيين قدرتها الشرائية تتآكل بسرعة، ما جعل كثيرين عاجزين حتى عن ملء براداتهم بالخضار والألبان واللحوم مع تسجيل أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً جنونياً تجاوز 72 في المئة، وفق جمعية حماية المستهلك غير الحكومية.
وجعلت الأزمة قرابة نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر وفق البنك الدولي، مع توقّع خبراء اقتصاديين اضمحلال الطبقة الوسطى في بلد كان حتى الأمس القريب يُعرف باسم «سويسرا الشرق».
وأمام باب برادها المفتوح وفيه عبوة مياه وحبتان من الخيار فقط، تروي فدوى المرعبي (60 عاماً) المقيمة في منزل متواضع في طرابلس أنها باعت برادها الكبير العام الماضي؛ لأنها لم تكن قادرة على تخزين الكثير فيه واشترت آخر أصغر حجماً. وتقول: «حتى هذا البراد الصغير لست قادرة على ملئه. ولو وجدت أصغر منه في السوق لبعته».