نشرت صحيفة غارديان البريطانية مقالا للكاتب الصحفي جون هاريس، قال فيه إن بريطانيا مقبلة على أزمة اجتماعية غير مسبوقة ونقص في الغذاء، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن تفشي وباء كورونا.
وأشار هاريس إلى أن الموضوع الأكثر تكرارا في المحادثات التي أجراها خلال الشهور الثلاثة الأخيرة أثناء تغطيته لتداعيات تفشي وباء كورونا والأزمة الاجتماعية التي تسبب بها، كان موضوع الغذاء، أو بالأحرى العدد المتزايد من الناس الذين خاضوا تجربة الجوع أو هم معرضون لخوضها.
وقال إن القائمين على بنوك الطعام في بريطانيا يفيدون بارتفاع الطلب على المساعدات الغذائية في بعض المناطق بنحو 300%، في ظل الركود الاقتصادي الذي يتوقع أن يبلغ مداه بحلول فصل الخريف.
كما أشار إلى أن أعدادا كبيرة من الناس ممن فقدوا وظائفهم مؤخرا في القطاعين الرسمي والخاص ويملكون الحق في الحصول على مستحقات، قد اكتشفوا فجأة أن الأموال التي يتلقونها في نهاية المطاف لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية.
الهدوء الذي يسبق العاصفة
وانتقد المقال الإجراءات التي تتبعها الحكومة البريطانية في التعاطي مع تداعيات كورونا، وقال إنه بالرغم من الوعود التي قدمها رئيس الوزراء بوريس جونسون المتعلقة بإعادة البناء وضمان توفير الفرص، فإن الناس مدركون لحقيقة أن المملكة المتحدة مقبلة على أزمة اجتماعية قد تكون غير مسبوقة.
وبحسب روبن بورغيس مدير مركز نورثهامبتون هوب الذي يقدم المساعدات الغذائية العاجلة لمئات الأشخاص أسبوعيا، فإن مركزه واجه تراجعا في التبرعات العامة مقابل زيادة كبيرة في الحاجة للمساعدات الغذائية في أبريل/نيسان الماضي، ورغم انتعاش المساعدات الآن، فإنه ما زال قلقا للغاية بشأن ما ستؤول إليه الأمور عندما يحل فصل الخريف، في ظل الزيادة الكبيرة في الطلب على المساعدات الغذائية، واعتبر أن ما يحدث الآن هو "هدوء ما قبل العاصفة التالية".
ومن المتوقع أن يحصل بنك الطعام الذي يديره بورغيس قريبا على مساعدة من هيئة حكومية جديدة تدعى "منحة الغذاء الخيرية"، تبلغ 46 ألف جنيه إسترليني، ولكنها لا تكفي في ظل ارتفاع البطالة وتفاقم الأوضاع الاقتصادية.
وقال بورغيس للصحيفة "أعتقد أننا مقبلون على أزمة كبيرة في بنوك الطعام، ويجب أن نحصل على أموال أكثر من هذا المبلغ، لأنه ستكون هناك زيادة أخرى في الحاجة للمساعدات الغذائية".
المصدر : غارديان