الهديل |
بعيد المواقف الأخيرة المطالبة بحياد لبنان للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، سجّل المراقبون عدة ملاحظات ونقاطًا مهمة لهذه المواقف وما تبعها من تأثير في السياسة اللبنانية وتوقيتها.
يقول المراقبون أنّ الملاحظات المُسجّلة من مواقف البطريرك الراعي يمكن اختصارها بـ3 نقاط رئيسية بالغة الأهمية، وهي كالآتي:
أولًا: لم يرد أي تعقيب من قبل حزب الله على مضمون كلام البطريرك الرّاعي، حتّى إنّ كلام نائب الامين العام لحزب الله الشّيخ نعيم قاسم عن أنّ "علاقة حزب الله ببكركي جيّدة" تجنّب فيه التعليق على كلام الرّاعي عن أهمية وضرورة حياد لبنان، حيث يقول المراقبون أنّ حزب الله يتجنّب الرّد مباشرة على بكركي ضمن سياسته المعتمدة بتجنب السجالات مع المقامات والمراجع الدينية.
ثانيًا: عندما جاء البطريرك الراعي إلى رأس الكنيسة المارونية في لبنان كان في ذهنه أن يصبح الناخب الأكبر في انتخابات رئيس الجمهورية، ولكن نظرًا للظروف التي كانت محيطة بانتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، دفعته بحسب المراقبين إلى الإنتقال إلى منصة ثانية في العملية الوطنية حيث أصدر أكثر من موقف مهم في لحظات مفصلية، كمواقف إبان اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول. ويقول المراقبون أنّ هناك معلومات أنّ البطريرك الراعي منح الغطاء الوطني لمجموعات في الحراك تنتمي للضباط والعسكريين المتقاعدين، ما يشير إلى أنّ مبادرة الراعي من خلفية أنّه موجود في صلب هذا الحراك ولم تأتي من فراغ، فهي تُلاقي الحراك في نقطة معينة، حيث يربط المراقبون بين هذه الخطوات والمجموعات المنتمية للحراك والتي رفعت شعار تطبيق قرار مجلس الأمن 1559.
ثالثًا: يقول المتابعون أنّ الراعي بطرحه للمبادرة يفرض على رئيس الجمهورية مادة للحوار الوطني وذلك بحسب توقيت ساعة بكركي وليس بعبدا، وربما هذا الامر أدى لتباين بين بكركي وبعبدا، ويقول المراقبون أنّ زيارة البطريرك الراعي إلى بعبدا اليوم تأتي في إطار ردم الهوة وإعادة ترتيب الأمور لإيجاد أجندة عمل وطني مسيحي في لبنان تجمع بين الموقع الماروني السياسي الاوّل وبين المرجعية الدينية للموارنة في لبنان، حيث أنّه أيضًا من الممكن أن يكون من الصعب إعادة ترتيب الأمور بين قصر بعبدا والصّرح البطريركي، حيث يتساءل المراقبون إن كنّا سنشهد إعادة الصّدام السّابق بين الرئيس اميل لحود والبطريرك صفير ولكن في هذه المرة بين الرئيس عون والبطريرك الراعي؟