تتوالى الأخبار عن إصابات كورونا، شمالاً وجنوباً، ليعود اللبنانيون مع الوباء إلى دائرة الهلع من جديد. وصل الوباء إلى وزارة الخارجية، حيث تأكد وجود إصابة لأحد الموظفين. وصل الوباء إلى دار الهندسة، حيث تأكد وجود إصابة، ما دفع المعنيين إلى الطلب من جميع الموظفين إجراء الفحوص اللازمة.
إلى ذلك، واصلت البلديات دعواتها للسكان إلى التزام الحيطة والحذر، خصوصاً في ظل ارتفاع أعداد المصابين بشكل مقلق يومياً.
التعايش مع الإصابات
وكان وزير الصحة حمد حسن دعا اللبنانيين إلى "التعايش" مع فيروس كورونا، وتحمل عدد الإصابات المرتفع كما حصل في الآونة الأخيرة. وذلك، خلال جولة تفقدية لمستشفى بعبدا الحكومي، يرافقه عدد من نواب المنطقة. وأكد أن الوباء الذي انتشر على كل الأراضي اللبنانية لن يقهرنا وسنتعايش معه معنوياً ولوجستياً.
وأضاف أن من مسؤوليتنا أن نخفض عدد الإصابات لأنه غير مقبول. وذكّر أنه قبل 1 تموز، أي تاريخ فتح المطار، كان لبنان ضمن الدول الـ15 المسيطرة على وباء كورونا. لكن فتح البلد انعكس سلبياً على الالتزام، وعدد الإصابات عاد للارتفاع. لذلك يجب ان نلتزم كل ما تدربنا عليه خلال 4 أشهر.
مرحلة الخطر
من ناحيتها جددت نقابة أطباء لبنان في بيروت تحذيراتها من خطورة انتشار الوباء، ووصوله إلى مرحلة الخطر، بعد الارتفاع الملحوظ والمخيف في عدد الإصابات اليومية. وناشدت المواطنين بضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية الوقائية، وخصوصاً ارتداء الكمامات والتزام التباعد الاجتماعي، والبقاء في المنزل والحجر الطوعي قدر الامكان. وطالبت الحكومة وخصوصاً وزارة الصحة والهيئات الرسمية المعنية، باتخاذ التدابير الضرورية والخطوات اللازمة، وخصوصاً لناحية تجهيز المستشفيات الحكومية والخاصة بكل ما يلزم لحماية المرضى والأطباء على حد سواء.. ودعت وزارة الداخلية والبلديات إلى التشدد بتطبيق القوانين والقرارات، خصوصاً لناحية منع التجمعات، أو على الأقل فرض التباعد الاجتماعي، وتغريم من لا يلتزم بارتداء الكمامة، بالإضافة إلى حث البلديات على القيام بدورها في مراقبة العزل والتتبع والحجر الصحي للمصابين والوافدين.
عزل بلدات
بعد ارتفاع عدد الإصابات بكورونا في بلدة عين جرفا – قضاء حاصبيا، اتخذت قائمقامية حاصبيا ولجنة متابعة كورونا في القضاء، وبالتنسيق مع طبابة القضاء الدكتورة ندى حمد، قراراً بعزل البلدة، في الوقت الحاضر. وسيمنع الدخول إليها والخروج منها إلا في الحالات الضرورية القصوى، مع التشديد على وضع الكمامة للداخلين وللخارجين، واتخاذ كل التدابير الوقائية اللازمة، على أن تتولى فصيلة قوى الأمن الداخلي في حاصبيا تنفيذ التدابير اللازمة للعزل.
من ناحيتها أعلنت بلدية القلمون عن ارتفاع عدد الإصابات بكورونا في البلدة إلى 12 حالة. وتماشيا مع قرار محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا بعزل البلدة القلمون، اتخذت البلدية سلسلة إجراءات لمنع التجمع بشكل كامل، ومنع الدخول إلى البلدة والخروج منها، وإغلاق كل المحال التجارية على أنواعها. وسمحت بخروج المواطنين لتأدية الأمور الضرورية جداً فحسب، ومنع التجمعات بكل أشكالها.
وسمحت بفتح العيادات، والصيدليات والأفران ومحال السمانة والخضار، مع التزام أصحاب المحال وضع الكمامة والتأكد من تباعد الزبائن. وأعلنت عن استمرار إجراء الفحوص في البلدة، وأنهت اليوم اجراء 258 فحصاً للأشخاص المخالطين في البلدة، على أن تصدر النتائج يوم غد السبت.
وبعد صدور نتائج الفحوص التي أجريت منذ يومين في بلدة عنقون في قضاء الزهراني، وتبين وجود 6 إصابات، طلبت البلدية أهالي البلدة إقفال جميع المؤسسات على اختلاف أنواعها، ما عدا الصيدليات والملاحم والأفران، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة، والتقيد بإجراءات السلامة العامة وارتداء الكمامات والحفاظ على المسافة. وطلبت من المخالطين والمصابين التزام الحجر المنزلي. ولجأت إلى تعقيم الساحات وكلفت شرطة البلدية تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين.
وفي الهرمل وبعد ثبوت إصابة أحد ابناء المنطقة بكورونا، قامت اللجنة الوطنية لمكافحة جائحة كورونا بتتبع الحالات المخالطة له، بالتنسيق مع الجهات المعنية. وأجريت فحوصات لـ61 مخالطاً، وجاءت النتائج على الشكل التالي: حالتان إيجابيتان لابنتي المصاب، وحالة قيد التحقق. ودعت المخالطين إلى الالتزام بالحجر الكامل لحين انقضاء 14 يوماً. وأكدت أنها لن تتهاون مع المخلين والمستهترين بتطبيق هذه الإجراءات، لجهة الالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي وإلغاء التجمعات من أي نوع كان، أفراحاً أو أتراحاً، أو مناسبات دينية أو اجتماعية.
وشمالاً، أجرى فريق طبي تابع لوزارة الصحة، فحوص كورونا لموظفي دائرة النفوس في سرايا طرابلس ومخاتير قضاء طرابلس، وجميع الأشخاص الذين تخالطوا مع أحد المختارين المصاب بكورونا، وبلغ عددهم أكثر من خمسين شخصاً. وأقفلت سرايا طرابلس أبوابها أمام مراجعات المواطنين، منذ مساء أمس ولغاية صباح الاثنين المقبل.
وأعلنت بلدية عابا في الكورة أن جميع الفحوص التي أجريت في القرية سالبة. لكن في المقابل طلبت من الجميع توخي الحذر، واحترام الإجراءات المطلوبة من قبل وزارة الصحة العامة. وتمنت على الذين أجروا الفحوص التزام الحجر، لمدة ثلاثة أيام قبل العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية والاختلاط بالأهل.