لليوم الثاني على التوالي جالت كاميرا الهديل في شوارع العاصمة بيروت، حيث استطاعت أن تلتقط صورًا لبعض المحال المخالفة لقرار الإقفال المندرج تحت ما يُعرف بالتعبئة العامة والتي مددها مجلس الدّفاع الاعلى اليوم إلى آخر العام الجاري!
مخالفات قرار الأقفال لم يكن شيئًا يُذكر أمام المشاهد المغنطيسية لفيروس كورونا، حيث شوهدت تجمّعات في الشوارع وأمام بعض المطاعم والمقاهي دون أي تباعد اجتماعي أو لبس للكمامات، وإن كان لا بد من التقاط أحدٍ يلبس كمامة، فهو أو هي يزيّنُ بها أسفل ذقنه ويكشف كامل جهازه التنفسي للفيروس، فربّما يظنّ البعض أنّ الأسلوب "التمويهي" قد ينطلي على كورونا!!
الحاصل مما شاهدناه في الأيام الماضية، أنّ كثيرًا من المواطنين والمقيمين لا يقيمون أي أدنى اعتبار للقرارات واللجان والإجتماعات المفتوحة والمغلقة ما ظهر منها وما بطن، حيث تبدو "هيبة الدّولة" في أسوأ ايامها، وقرارات اللجان لا اعتبار لها عند الكثيرين وتحذيرات وتغريدات وزير الداخلية باتت بحكم التصريحات العادية كونها لم تُنفّذ بالمرّة.
مرّة أخرى، نضع هذه الصور المرفقة برسم وزير الداخلية والبلديات محمّد فهمي، حيث إنّ كثيرًا منها التقطته عدسة الهديل يوم أمس، وما زال يصرّ أصحابها على المخالفة و"ما فارقة معهم حدا"، بل ونقول أنّ المسؤول حين لا يسمع من النّاس ولا يأخذ بالنصائح ينتهي به المطاف غير مسموع الكلمة ولا قرارات نافذة له عند النّاس.
أضف إلى ما ذُكِرَ أنّ قرارات الإقفال والتعبئة العامة وغيرها لا ينتج عنها إلا إجبار المواطن على الإقفال والتزام منزله، دون أي دراسة للأثر الإقتصادي ولا التبعات على القطاع السياحي الذي كان يُعد أحد أهم أعمدة الإقتصاد ووصل اليوم إلى القعر بسبب الإهمال من قبل الدّولة والجهات المختصة.
خطط كهذه تحتاج إلى تعاون بين الوزارات المختصة وخطط واضحة لكيفية الإقفال، ولو كان محدودًا وبالحد الاجنى ضمن معايير ورقابة، وهذا ما غفل عنه وزير السياحة رمزي المشرفية والذي يبدو أنّه كان يُشرف طيلة الفترة على ملاحقة الناشط واصف حركة تاركًا القطاع السياحي لمصير الموت المحتوم.
وبالإضافة إلى السياحة، ماذا عن العام الدّراسي؟ أيام تفصل الطلاب الذين لم يحضروا شيئًا من عامهم خلال السنة المنصرمة، ليأتي وزير التربية ويعلن أنّه قد يعتمد الدّمج بالتعليم بين التعليم التقليدي والدراسة عن بعد، دون يعلم الطلاب كيف سيدرسون عن بعد وبأي وسائل، حيث أشارت معلومات موثوقة لموقعنا أنّ إحدى المؤسسات المختصة اقترحت على وزير التربية خطة للدراسة عن بعد وتأمين مستلزمات الدراسة من حواسيب وأجهزة دون أن تلقى أي إجابة، بل إنّ معاليه لم يعطِ المؤسسة موعدًا من الأساس لدراسة من تنوي تقديمه.
كما يُسجّل سبات "شتوي- صيفي" لوزير الاتصالات "تحفة الحكومة" طلال حواط والذي لم يجتمع مع زميله طارق المجذوب لوضع ولو تصوّر لإطلاق الدراسة عن بعد والتي تحتاج إلى شبكة انترنت فعالة ومتابعة، إلا أنّ "حسّون الإتصالات" كان مشغولًا بتفاصيل أكثر دقّة من متاعبة الشؤون العامة، بل هي شؤون خاصة وأية شؤون، سنكشفها قريبًا بتفاصيلها الصّادمة…
كلّ ما ذكر ليس سوى نقطة في بحر الأزمة التي دخل فيها لبنان بفعل القرارات غير المدروسة والخطط العشوائية، والتي تُسرع بالإنهيار على جميع الصّعد وإتلاف ما تبقى من ثقة المواطن والمؤسسات العاملة في لبنان ببعض ما تبقى من هيبة الدّولة والتي يبدو أنّها اندثرت!
نُرفق بالمقال بعض الصّور التي التقطها عدسة الهديل بعد الساعة 6 من مساء اليوم الأربعاء 26-08-2020