اكد الوزير السابق الدكتور ريشار قيومجيان اننا نمر في ازمة تاريخية كشعب وكمجتمع وكوطن، وان صوت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هو صوت الناس المتألمن والمقهورين وصوت بيروت المفجوعة وهو يعبّر عن الامهم ووجدانهم والمستقبل الذي يحلمون به.
كلام قيومجيان جاء خلال إزاحة الستارة عن لوحة للبطريرك الراعي في مقر جهاز الشهداء والمصابين والأسرى في "القوات اللبنانية" في الضبيه وقد دوّن عليها قول البطريرك في 18/7/2020: "د. جعجع عندما كنت تتكلم مرّ في خاطري كل شهداء المقاومة اللبنانية، كل الذين اراقوا داماءهم على ارض لبنان من اجل ان نعيش بكرامة ومن اجل ان نحافظ على هذا الوطن الذي ثمنه كان دماء شهدائنا". وقد اقتصر الحضور على الامين المساعد لشؤون الادارة في "القوات" جورج نصر، رئيس جهاز الشهداء والمصابين والأسرى جورج العلم ورئيس جمعية "رام" فؤاد سعيد وبعض اعضاء الجهاز بسبب جائحة كورونا.
قيومجيان اكد ان "القوات اللبنانية" حكما الى جانب البطريرك الراعي، واردف: "مطلبنا ليس سوى قيام دولة سيدة وحديثة وغير فاسدة، وهذا مطلب بديهي لدى شعوب العالم كافة".
وتعليقا على الحملات التي شنها بعضهم على البطريرك، قال: "لن ارد على الاصوات التي تشكك وتكيل الاتهامات للبطريرك، فهو وموقع بكركي اكبر بكثير من كلمات سخيفة يستخدمونها. شاؤوا ام أبوا سيبقى البطريرك صوت لبنان والمؤتمن عليه فيما حكامه تخلو عنه. ستبقى بكركي تحافظ على خطها التاريخي. فكما مع البطريرك صفير اخرجنا المحتل واعدنا سيادة لبنان، نأمل مع البطريرك الراعي ان نتوصل الى دولة سيدة وحرة وحديثة، دولة خالية من السلاح غير الشرعي وغير منحازة لأي محور. نحن نريد ان يكون لبنان سويسرا الشرق ولا نخجل بذلك".
تابع: "كل صراعاتهم ومحاور الصمود والتصدي والممانعة زادت من الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ومن انعكاسته علينا فقط كشعب لبناني. من يريد مقاتلة اسرائيل فليقاتلها من ارضه واجوائه واذا ارادت ايران ذلك فمن طهران لا بيروت. نحن بلدنا تحرر ونريد دولة فعلية غير فاسدة وهذا ما يطالب به البطريرك ونحن نعمل له منذ اكثر من 40 سنة".
كما شدد قيومجيان على ان مبدأ الحياد هو من اجل التوصل الى الحلول للازمات التي يتخبط بها لبنان، مضيفاً: "نحن الى جانب البطريرك في هذا المشوار الصعب".
كذلك تطرق الى انفجار 4 أب قائلاً: "انفجار، كارثة، زلزال سموه ما شئتم. انني استذكر فيه قصيدة احد الشعراء الارمن بعنوان "اين كنت يا الله" بُعيد الابادة التي تعرض لها شعبنا الارمني، حيث سأل الشاعر الله اين هو ويترك اهله يذبحون وينكل بهم ويهجرون. لكنني اؤكد ان الله معنا ولا يزال فاعلاً في التاريخ وهو في قلوبنا وفي ايماننا ورجائنا. فبرغم المصيبة التي نعيشها واكثر من مئتي شهيد والاف الجرحى وعشرات الاف المنكوبين، الا ان ايماننا يجعلنا واثقين بالنصر وصامدين في ارضنا ومتمسكين بمنازلنا وستعود بيروت اقوى مما كانت وبرجائنا سنتصر على الموت".
وختم قيومجيان: "هذه حقيقة نذكرها اليوم على مشارف ايلول، محطتنا السنوية مع شهدائنا حيث نجدد ايماننا بقضيتنا وبمستقبلنا في هذه البقعة من العالم".
بدوره، حيّأ العلم روح الشهداء الجدد الذين سقطوا في انفجار المرفأ متأسفاً انه عوض ان يحمل شبابنا رفاقهم بالابيض في اعراسهم ها نحن نراهم يحملون رفاقهم في النعوش، ومتمنياً الوصول الى قيام دولة فعلية للتخلص من ذلك.
كما استذكر مسيرة البطاركة الموارنة من البطريرك الاول يوحنا مارون الذي كان طليعيا في الدفاع عن شعبه، الى البطريرك الشهيد الحدشيتي والبطريرك حجولا الذي قتل باشنع الطرق وصولا الى البطريرك صفير وانتهاء بالبطريرك الراعي ومواقفه الاستثنائية، مؤكداً انها ستكون حتماً برعاية 15 الف حارس من السماء اي الرفاق الشهداء.