أعلن ماكرون عزمه الدعوة لمؤتمر دولي جديد لدعم لبنان الشهر المقبل وكان ماكرون نجح الاسبوع المنصرم في تخفيف حدة الموقف الاميركي من التجديد اليونيفيل في لبنان يضاف لذلك ان جهود ماكرون نجحت في دفع الأطراف اللبنانية للتسريع في تسمية رئيس للحكومة العتيدة. وكل هذه المؤشرات تعني أن ماكرون يقود تفويض دولي له في الملف اللبناني. ويمارس ماكرون هذا التفويض بحيوية تمتاز بها شخصيته الشابة والمندفعة والمتصفة بأنها متابعة.
معروف ماذا تريد باريس من لبنان، وهي ثلاثة أمور اساسية:
اولا – منع انهيار الكيان اللبناني الذي هو في نشأته صنيعة فرنسية .. وتريد باريس ان تسترد امتياز لبنان الفرنكفوني.
الثاني – تريد باريس تثبيت وجودها في لبنان الذي هو بوابة المتوسط الذي تخوض فيه باريس صراعا مريرا مع تركيا، وسط انقسام أوروبي حول هذا الصراع حيث ألمانيا تريد حوارا مع تركيا وليس حرب ارادات مفتوحة معها. وعليه فان باريس معنية بتثبيت مواقعها بقوة في منطقة المتوسط حيث لبنان احد بواباتها الهامة.
الثالث – باريس تريد في لبنان ان يكون منطلقا لها لتكون حاضرة في تسويات المنطقة وخاصة في سوريا وبالتالي المشاركة في إعادة أعمارها. كما ماكرون لديه تتمة من المكاسب داخل فرنسا يحصدها من خلال مبادرته في لبنان التي تتضمن استعراض وجداني بالإضافة لبعدها السياسي.
هذا ما تريده باريس في لبنان، ولكن ماذا يريد لبنان من فرنسا؛ وبعبارة اخرة ماذا يريد اللبنانيون من ماكرون؟
اولا- حزب الله يريد شراء وقت ترامب الصعب ؛ ويرى أن ذلك قد يتم من خلال الافادة من إنشاء لعبة مناورة مع مبادرة ماكرون المغطاة دوليا.
ثانيا – المجتمع المدني يرى في باريس رافعة سياسية جدية لتحقيق بعض مطالبه .
ثالثا – القوى السياسية في لبنان تتعاطى بحذر مع مبادرة ماكرون، ولكنها تدرك انه ينطبق عليها المقولة القائلة : البحر أمامكم ومبادرة ماكرون وراءكم، وعليه فان هذه القوى مرغمة على التعاطي بإيجابية مع الدور الفرنسي الجديد وهي تنتظر جلاء الموقف الاميركي من حراك ماكرون.
وعندما يغادر ماكرون سوف يحضر شينكر.. وفيما إذا برز ان شينكر يكمل ماكرون والعكس، فهذا يعني أن لبنان ذاهب لتسوية خارجية تراعي ظروفه الداخلية …