خاص الهديل –
منتصف هذا الشهر هو موعد الاستحقاق الدولي الخاص بلبنان، وأي موعد اخر كإجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية وانطلاق قطار التفاوض الاميركي الايراني، هي مواعيد وهمية ليس هناك أية صلة فعلية بين حدوثها وانعكاساتها المباشرة على لبنان.
وفي منتصف هذا الشهر ، أي موعد الاستحقاق الدولي الخاص بلبنان، ستنطلق في الناقورة عملية التفاوض اللبناني الاسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية ذات الصلة ببلوكات الغاز المتنازع على نسب حصصها بين بيروت وتل أبيب. وستجري هذه المفاوضات برعاية الامم المتحدة وبحضور الاميركي كمسهل لعملية التفاوض ومالك اوراق الضغط لدفع المفاوضات قدما على الجانبين اللبناني والاسرائيلي.
وإجراء قراءة سياسية لطاولة مفاوضات الناقورة ، تظهر انها مفاوضات ثلاثية أميركية لبنانية إسرائيلية، فيما الامم المتحدة موجودة من أجل القول انها مفاوضات برعاية الشرعية الدولية
وفي اللحظة التي أعلن فيها لبنان قبوله إطار التفاوض وقبل موعد بدئها، فهذا عنى ان ازمة لبنان دخلت فعليا لحظة تقاطعها مع الوضع الدولي. ولذلك لم يعد يفيد لبنان شيئا انتظار استحقاقات دولية أخرى ليرى إلى أين تسير أموره. ومنذ منتصف هذا الشهر فان صورة لوضع الدولي بالنسبة للبنان ، سواء فاز ترامب او بايدن، وسواء اتفقت ايران مع أميركا اما لا ، صار لها عنوان واحد وهو مفاوضات الناقورة ونتائجها.
وكل المطلوب اليوم من وجهة نظر دولية اميركية ، ليس حكومة ماكرونية وليس حكومة وحدة وطنية، بل حكومة ترسيم حدود الغاز بين لبنان وإسرائيل ومثل هذه الحكومة لن يتغير شكلها سواء شكلت قبل الانتخابات الأميركية او بعدها، وسواء تم تشكيلها قبل التوافق الايراني الاميركي او بعده. وبات واضحا أن الاميركي الذي لم يدعم حكومة ماكرونية في لبنان، فهو لن يدعم الا حكومة واحدة قادرة على مواكبة تفاوض ترسيم الغاز بسلاسة بإيجابية. والأمريكيون الذين يملكون معظم اوراق السماح للمجتمع الدولي بتمويل عملية إخراج لبنان من الانهيار الاقتصادي، يرون سبيلا واحدا لبدء عملية تمويل تعافي اقتصاد لبنان وهو اموال الغاز اللبنانية . وهذا يعني أن على لبنان إتمام التفاوض بسرعة لنيل حصته من غازه البحري، ما يجعل الدول المانحة تثق بأنها اذا اقرضت لبنان فانه سيكون قادرا على سداد ديونه بفعل انه بات يمتلك ثروة طاقة .