حصاد اليوم الأربعاء 6-1-2021
مقدمة الهديل :
هذا اليوم بدأ لبنان وكأنه يحي مناسبة الاستعداد ليوم عيد وليس ليوم اقفال .. وهذا الوضع أصبح معتادا منذ ظهور جائحة كورونا. فمنذ انتشار فيروس كورونا في لبنان، بدأت الدولة بالتحرك لوضع خطط واستراتيجيات لحماية الشعب والتخلص من الوباء الذي فتك بمنازل الناس وحياتهم. منذ ذلك الحين ، و الجهات المختصة تصدر أوامر وقرارات تقضي بإقفال البلاد للحد من انتشار الفيروس، لكن يبدو أن الوضع قد اتخذ شكلاً مغايراً للمطلوب في كل مرة. ففي كل مرة ، يلاحظ ان اليوم الذي يسبق بدء الاقفال، تزدحم حركة الناس على نحو يؤدي لاقفال الطرقات، وكأن يوم ما قبل بدء الاقفال هو يوم عيد ومناسبة يتحضر لها الناس على مستوى التبضع والتنقل. ولكن المشكلة الأهم تبقى في الحصاد النهائي لإصابات كورونا الذي يسجل ارتفاعاً كبيراً في اعداد الإصابات وذلك ككل مرة بعد اصدار كل قرار الاقفال !!.
وفي ظل استمرار كلام الدولة عن الرهان على وعي الشعب، تصدر الحكومة قرار بالإقفال يتضمن استثناءات غريبة، لا تمت للتخلص من الوباء بأي صلة، بل تفاقم اعداده وانتشاره.
وهذه المرة لاقى قرار الحكومة بالاقفال الكثير من التعليقات والإنتقادات التي تقول انه لن يجدي نفعاً، بل سيحقق نتيجة عكسية. وفي هذا الصدد قال النائب عراجي ان "الاستثناءات فضفاضة جدًا، والوضع خطير جدًا، فما من سرير شاغر في المستشفيات، ولا بد من إعادة النظر في الاستثناءات، والاقفال الجديد يشبه ما سبقه، فالاستثناءات الكثيرة ستؤدي إما الى وقف الاصابات عند حدود الـ 3000 أو تحسين الوضع قليلا، ويجب أن يكون التشدد أكبر".
والجدير بالذكر أن سبعين في المئة من العدوى ناجم عن الاختلاط الضيق في المنازل، حيث ان المواطنين بدلاً من التجمع في الأماكن العامة، اخذوا يتجمعون في المنازل الضيقة، وينقلون العدوى فيما بينهم بشكل أكبر. ورغم ان الدولة تعرف تماما هذا الامر، الا انها تكرر اتخاذها لنفس الاجراءات عديمة النفع لحد كبير .
ويسأل المواطن لماذا يكرر المسؤلون الخطأ ذاته.. والاجابة واضحة : من المؤكد ان مصالحهم الشخصية تتطلب عدم الإقفال التام للبلاد، حتى لا يتكبدوا خسائر فادحة بحق اموالهم المستثمرة في مصالح وأعمال.. والمختصر المفيد هو ان كل ما يجري على الارض هو شكليات ومظاهر فقط؛ لم ولن تغير شيئا من سطوة كورونا، ولن يتحقق النجاح على هذه الجبهة إلا بشرط واحد فقط، وهي ان تصحو ضمائر المسؤولين ويبدلوا من إنانيتهم التي تغتال الوطن والمواطن .
محلياً:
مع تفشي ظاهرة تفلّت السلاح.. قرار هام من "العسكرية"
كشفت مصادر مُطلعة عن قرار اتخذته هيئة المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد منير شحادة بالتشدّد في الأحكام التي ستصدر تباعاً في حق المدعى عليهم في حوادث إطلاق النار ومنها الإبتهاج خلال الأعياد أو مناسبات الأفراح والأتراح، وذلك تزامناً مع تفشي ظاهرة تفلّت السلاح بيد المواطنين وكثرة حوادث إطلاق النار خلال المناسبات الإجتماعية، خصوصاً ما حصل ليلة رأس السنة على الأراضي اللبنانية كافة.
وأملت المصادر أن يشكل قرار المحكمة برئاسة العميد شحادة رادعاً للمرتكبين وسواهم لعدم تكرار مثل هذه الظاهرة السيئة ولوضع حد حازم لها.
وعُلم أن التشدّد في العقوبات سيشمل رفع مدة التوقيف والغرامات معاً و ذلك اعتبارا من 31/12/2020 ضمناً لتشمل الأحكام مطلقي النار ليلة رأس السنة.
اللواء عثمان لمجلة الامن: وعدٌ منَّا لعام ٢٠٢١ بأن يبقى أمن الوطن والمواطن أُولى أولويَّاتنا
يا زملاءَ الأمنِ والأمانة،
رحَلتْ الـ ٢٠٢٠ حاملةً معها أوجاعَها ومصائبَها.
سنةٌ مشؤومةٌ سيتذكَّرها العالم أجمع بأنَّها الأبشع في الذاكرة وفي التاريخ.
سنةٌ خافت فيها البشريَّة من احتمال الفناء بسبب الفايروس اللُّغز.
العالم عانى الهواجس نفسها… وباءٌ أغلق الأسواق، وعطّل الإقتصادات، رغم تدخُّل الدول الفاعلة ماديًّا وطبيًّا لمواجهة أضراره، وما استطاعت حتى الآن…
لبنان عانى كذلك من أكثر من خوف… خوف من الوباء … أزمة الدولار … إنهيار الليرة… غموض المستقبل، فضلًا عن وباء فقدان المناعة الإقتصاديَّة والمجتمعيَّة والمعيشيَّة…
كأنَّما لبنان الوليد قبل ١٠٠ عام، المفترض وفقًا لأعمار الدول أنه دولة شابة ناشئة، قد شاخ وداخ بحمل أمراض سياسيَّة مُستعصِية، فاختلطت الشعارات، والتَبَست التوجُّهات.
نحن، اللبنانيِّين، سنتفق على أن ٢٠٢٠ كانت الأبشع في تاريخنا المشحون بجغرافيا يعتبرها البعض مقدَّسة…
لكن، مع ذلك، لا بدَّ من القول والشهادة بأنَّ الأيام السوداء الطويلة التي عشناها في ٢٠٢٠، أظهرت خامة مؤسَّستنا، مؤَّسسة قوى الأمن الداخلي، التي استطاعت، رغم كلِّ التحدِّيات، أن تحافظ على نظافة الأداء في أوقات صعبة توقَّع البعض خلالها ضياع مفهوم الأمن.
نعم، كانت ٢٠٢٠ علامة فارقة في تاريخ مؤسَّستنا، ففيها حافظنا على كلِّ التزاماتنا لجهة الإنجازات من جهة، والشفافيَّة والمحاسبة من جهة أخرى، في وقت كان كثيرون يحلمون بإيقاعنا في فخِّ التجاذبات.
في وداع سنةٍ بغيضة، أتوجَّه بالشكر لكلِّ عناصر مؤسَّسة قوى الأمن الداخلي، بدءًا من الشرطي والدركي، وصولًا إلى الرتيب والضابط، على الجهد الإستثنائيِّ الذي بذلوه للحفاظ على أمن الوطن والمواطن، في وقتٍ راهن أعداء كُثُر على أننا لن نقدر على تحمُّل أعباء المسؤوليَّة المُلقاة على عاتقنا.
وفي استقبال سنةٍ جديدة لا نعرف مسبقًا كيف ستكون، أتعهَّد أمامكم، يا رجال الأمن، بأن نتابع مسيرة الحق والقانون بغضِّ النظر عن أصوات المُغرِضين الراغبين بانهيار أمن لبنان.
وعدٌ منَّا لعام ٢٠٢١ بأن يبقى أمن الوطن والمواطن أُولى أولويَّاتنا، وفي عُهدةٍ أمينة بين أيديكم… عُهدةِ قوى الأمن الداخلي.
وكلَّ عام وأنتم بخير، ووطننا الحبيب لبنان ينعمُ بالخير والأمن والإستقرار.
بيان هام عن نقابة السوبرماركت بخصوص الاقفال… ماذا جاء فيه؟
حذر رئيس نقابة السوبرماركت الدكتور نبيل فهد من ان بعض الطروحات التي يتم تسويقها بإقفال السوبرماركت خلال فترة الاقفال العام والاعتماد على خدمة الدليفري (Delivery) لمواجهة تفشي وباء كورونا هي بالحقيقة غير منطقية وغير عملية ومن شأنها تهديد الأمن الغذائي للمواطن اللبناني.
وإذ أكد ان هذا الطرح مرفوض ولا يمكن القبول به، أوضح ان السوبرماركت ليس لها القدرة نهائياً لعدم وجود جهاز بشري للقيام بهذه الخدمة وبالتالي فإنها غير قادرة على تلبية طلبات المواطنين وحاجاتهم الغذائية اليومية من مختلف المواد الأساسية.
ودعا فهد الجميع لا سيما المسؤولين وفي ظل هذه الظروف الدقيقة، الى التروي وإعتماد المنطق العلمي وعدم المزايدة وإطلاق افكار غير منطقية التي من شأنها الإضرار بمصلحة المواطنين لا سيما تهديد أمنهم الغذائي.
وأعلن فهد انه وإزاء تفشي فيروس كورونا وإسهاماً في الجهود المبذولة للسيطرة على الوباء، فإن السوبرماركت ستتخذ إجراءات إضافية من شأنها الحفاظ على صحة وسلامة زبائنها وموظفيها.
مرفق فيديو لرئيس نقابة السوبرماركت نبيل فهد.
دولياً:
الولايات المتحدة ترحّب بإنجاز استعادة الوحدة الخليجية والعربية
صدر عن مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية تصريحاً للوزير مايكل بومبيو جاء فيه:
نشعر بالتفاؤل بالتقدّم الذي تحقق مع إعلان العلا اليوم في قمة دول مجلس التعاون الخليجي، والذي يمثّل خطوة إيجابية نحو استعادة الوحدة الخليجية والعربية. لطالما شدّدنا على أن الخليج الموحد فعلا من شأنه أن يحقّق مزيدًا من الازدهار من خلال التدفق الحر للسلع والخدمات والمزيد من الأمن لشعبه. نرحّب بتعهد اليوم باستعادة التعاون في مجال المبادرات العسكرية والاقتصادية والصحية والثقافية ومكافحة الفساد.
ونأمل أن تستمر دول الخليج في تسوية خلافاتها. إن استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة أمر حتمي لجميع الأطراف في المنطقة لكي تتّحد ضدّ التهديدات المشتركة. نحن أقوى عندما نقف معا.
كما تشكر الولايات المتحدة الكويت على جهود الوساطة التي تبذلها ودعمها لحل النزاع الخليجي.
البحرية السُّلطانية العُمانيّة تصدر كتاب (عُمان البحري السّنوي ٢٠٢١م)
صدر عن المكتب الهيدروغرافي الوطني العُماني بالبحريّة السُّلطانية العُمانية الطبعة الجديدة من كتاب (عُمان البحري السنوي ٢٠٢١م).
وتحوي طبعة هذا العام العديد من المعلومات المهمة التي تخدم كافة مرتادي البحار والمهتمين في هذا المجال كجداول المد والجزر، وشروق وغروب الشمس، وقائمة الإشارات اللاسلكية، وقائمة الأضواء الملاحية، وفهرس الخرائط الملاحية العمانية، والقائمة الوطنيّة لحطام السفن الغارقة، وجدول المسافات بين الموانئ العُمانية وبعض الموانئ القريبة للدول المجاورة.
كما يحوي الكتاب معلومات متعلقة بمياه السلطنة بما فيها الموانئ التجارية وموانئ الصيد، وأجزاء مختارة من سواحل الدول المجاورة
وحوش بشرية.. إجبار فتاة مريضة نفسياً على الدعارة وزبون يقتلها بوحشية
بدأت اليوم الثلاثاء محاكمة رجلين في ألمانيا بتهمة بإجبار فتاة مريضة نفسيا على العمل في الدعارة، وذلك أمام محكمة في مدينة فردن بولاية سكسونيا السفلى.
وقد تعرضت الفتاة /19 عاما/ للقتل على يد رجل آخر بوحشية في أبريل من العام الماضي وتم إغراقها وهي مقيدة على لوح خرساني في منطقة نينبورج بالولاية ذاتها. وهناك محاكمة أخرى منفصلة ضد الجاني المشتبه فيه بتهمة القتل أمام المحكمة المحلية في فردن أيضا.
وبحسب الادعاء العام في قضية الإكراه على ممارسة الدعارة، يتم اتهام الرجلين /21 و26 عاما/ بتسليم الفتاة في البداية لداعر في آذار/مارس من العام الماضي، ثم بيعها بعد ذلك مقابل ألفي يورو لشخص آخر، وهو قاتلها المشتبه فيه حاليا، في 6 أبريل الماضي.
وتم انتشال جثة الفتاة في نهاية أبريل من العام الماضي من قناة بالقرب من مقاطعة نينبورج.
أمن وقضاء
قرار للعسكرية بالتشدد في الأحكام في حق مطلقي النار خلال الأعياد والمناسبات
أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للإعلام" أن هيئة المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد منير شحادة، إتخذت قرارا بالتشدد في الأحكام التي ستصدر تباعا في حق المدعى عليهم في حوادث إطلاق النار، ومنها الإبتهاج خلال الأعياد أو خلال مناسبات الأفراح كما الأتراح، وذلك تزامنا مع تفشي ظاهرة تفلت السلاح بيد المواطنين وكثرة حوادث إطلاق النار خلال المناسبات الإجتماعية، وخصوصا ما حصل ليلة رأس السنة على الأراضي اللبنانية كافة، على أن يشكل قرار المحكمة برئاسة العميد شحادة رادعا للمرتكبين وسواهم لعدم تكرار مثل هذه الظاهرة السيئة ولوضع حد حازم لها.
وسيشمل التشدد في العقوبات رفع مدة التوقيف والغرامات معا، وذلك اعتبارا من تاريخ 31/12/2020 ضمنا لتشمل الأحكام مطلقي النار ليلة رأس السنة.
ما جديد كورونا؟
أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي الذي يشرح حالة انتشار جائحة كورونا في مختلف المناطق اللبنانية عن تسجيل عدد جديد من اصابات حيث تم تسجيل4166 إصابة جديدة بكورونا و17 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية
مقدمات نشرات الأخبار
LBC:
بالارقام، يمكن تشريح ارتفاع اصابات العدوى بفيروس كورونا. وهذه الارقام تُقارن كل اربعة عشر يوما، بالايام الاربعة عشر التي سبقت.
تقول آخر الارقام التي سجلت في لبنان، أن عدد فحوص الـ pcr ارتفع في آخر اربعة عشر يوما، مقارنة بالاربعة عشر يوما السابقين بنسبة 45 في المئة، ومع هذه الفحوص ارتفع عدد الاصابات بنسبة 61% عن الاسبوعين الماضيين .
الارتفاع الكبير في الاصابات الذي بلغ اليوم 4166 ظَهَرَ عبر اجراء 30 الف و 255 فحص pcr وهذا الارتفاع لا يشكل وحدَه مصدرَ القلق، لان ما يقلق فعلا نسبةُ اشغال غرف العناية الفائقة والتي فاقت 10 في المئة نسبة الاسبوعين الاخيرين، في حين ارتفعت نسبة الوفيات حتى لامست الـ15 في المئة مقارنة ايضا مع الاسبوعين الاخيرين .
من يحب الارقام، يقرأ من خلالها وبدقة خطورة الوضع، ويعرف ان تكثيف اجراء الفحوص يسهم في خفض العدوى, ستون في المئة من العدوى انتقلت عبر اشخاص يحملون الفيروس ولا يعرفون ذلك حتى.
ومن لا يحب لغة الارقام، ما عليه سوى مراقبة الواقع من حوله .
والواقع الذي اطلعت عليه الـ lbci عبر رسائل صوتية اُرسلت من عدد من المستشفيات الخاصة الى المعنيين، يقول ما حرفيته : "اذا بتريدوا ما بقا تجيبولنا حدا، نحنا سكرنا الطوارئ، ما بقا في عنا مطرح لـ ولا مريض".
covid unit عنا مليان,الطوارئ مليانة، طلعت الصرخة، والصليب الاحمر عم بزق، شو المطلوب نترك المرضى على الابواب يموتوا ؟ لا اليوم ولا بكرا ما بقا تجيبوا حدا "…..
كل ما سبق يؤكد الكارثة الصحية .
حتى الساعة، لم تسجل اي حالة وفاة على ابواب المستشفيات، صحيح ، انما سُجلت اكثر من حالة وفاة في المنازل، وسط شح في الادوية واجهزة الاوكسجين .
غدا، عندما يبدأ اقفال البلاد، تذكروا وانتم تتخفون خلف ابواب محالكم التجارية ومصانعكم المغلقة وداخل اسواقكم الشعبية ان في المنزل من ستنقلون اليه المرض .
وتخيلوا، اذا كنتم قادرين على التخيل، انو تيتا او جده، بابا او ماما، او ابني او بنتي راحوا بسببي ….
خليكن بالبيت، ارحموا حالكن وارحمونا …..
خليكن بالبيت، وما تكونوا مثل المسؤولين عنا، بقولوا شي وبيعملوا شي ….
خليكن بالبيت، وما تقعدوا على طاولة غدا او عشا، فيا كثير من تشبيع البطون و كثير من فقر العقول …..
الجديد:
147 مشاهدة
مقدمة النشرة المسائية 06-01-2021
شهرٌ أيامُه مِن جمر فكانونُ" ليس له أول ولا ثاني " ويكادُ يعادلُ السنوات.. في حجمِ انتظارِه والوباءِ الذي يفتِكُ به وتخطّى عددُ الإصاباتِ أربعةَ آلافٍ في أربعٍ وعِشرينَ ساعة ..وكلُّه عدا سباقِ المرَضِ معَ الأزَماتِ الاقتصادية.
سُلّمُ الجائحةِ يَركُضُ إلى الرقْم خمسةِ آلاف وسلالمُ الدولارِ تَفِرُّ نحوَ الآلافِ التسعة وما بينَ الرقْمينِ الحارقين بات حرقُ الروحِ أهونَ الخِيارات وهو ما أقدمَ عليه مواطنٌ اليوم بعدما أتعبتْه الحياةُ داخلَ سيارتِه على قارعةِ الطريق. وفي الحروقِ الصِّحيةِ فإنّ لبنانَ يبدأُ إغلاقًا عاماً وخاصاً في آنٍ اعتباراً من يومِ غد ما ترك موجةَ اعتراضاتٍ بلغت اهلَ الشأن إذ اعترضت لَجنةُ الصِّحةِ النيابيةِ على قرارِ الإقفال وحذّر رئيسُها عاصم عراجي من كارثةٍ صحيَّةٍ تَلوحُ في الأُفُق وقال: مناعةُ القطيعِ عملٌ غيرُ أخلاقيّ وسيُكَبِّدُنا خَسائرَ كبيرةً في الأرواح. وبمناعةِ قطيعٍ وزاريٍّ على مائدةٍ عامرةٍ كانت "الصورةُ التَّذكارية" لأوسعِ خرقٍ للتباعدِ الاجتماعيّ في مدينةِ بعلبك.
وزيرا الصِّحة حمد حسن والاقتصاد راوول نعمة والمديرُ العامُّ لوزارةِ الاقتصاد معَ ثُلةٍ من الكهنة ورجالِ الدين وشبيبةِ النادي وتُجارٍ ونِقابات اجتَمعوا على " سفرةٍ " لآل الصّلح في المدينة والتُقطت لهم الصورةُ المجيدةُ التي ستكونُ مثالاً أعلى لالتزامِ الإغلاق العامّ بَدءاً من الخميس. ولأنّ الوزيرَ راوول كونزالس نعمة لم يمتلئِ اللبنانيونَ من نِعمتِه فقد جاءهم بكتابٍ لزوجتِه سيدةِ الاقتصادِ الاولى وأهدى المجتعمينَ تُحفةً من ورقٍ عُنوانُها " بَعْلَبك الفينيقية ". على اعتبارِ أنّ المواطنينَ البقاعيين شبِعوا نظرياتٍ في المالِ والاقتصاد والسلةِ المدعومة ولم يكن ينقُصُهم سِوى الاطلاعِ على روائعِ زوجةِ الوزير. خروقٌ على الموائدِ الوزارية ..وحرتقاتٌ على المقاعدِ الوزاريةِ ترافقَت وخرقَ وقفِ إطلاقِ النارِ السياسيِّ الذي سادَ أياماً. وحبلُ السِّجالاتِ يبدو أنه سيكونُ طويلاً بين تيارَي الوطنيِّ الحرّ والمستقبل في انتظارِ عودة ِالرئيسِ المكلّفِ قريباً الى لبنان. واستعدادًا لانطلاقِ جولةٍ أخرى من المناوشات وجَّه البطريركُ الراعي ثلاثةَ نداءاتٍ في عيدِ الغطّاس إلى رئيسِ الجُمهورية ميشال عون والرئيس المُكلّفِ سعد الحريري طالبًا منهما لقاءَ مصالحةٍ لانتشالِ البلادِ مِن قَعرِ الانهيار وفي عيدِ الغطاس .. رسالةٌ مستوحاةٌ من الاسمِ وجّهها الحريري الى البطريركِ الراعي وعناوينُها .. أنّا وفَيْنا بتشيكلتِنا .. قدّمنا اللائحةَ من ثمانيةَ عشَرَ وزيرًا وهي محتجزةٌ اليومَ في قصرِ بعبدا .. فإما يُعطي الرئيسُ ملاحظاتِه عليها وإما فلْيتفضّلْ بالتوقيع .
لكنَّ الرئاسةَ الأولى تخطفُ اللائحة وتُبقيها في الأسر. ترفُضُ بعبدا الاعترافَ بالهزيمة كما رَفض دونالد ترامب التسليمَ بمغادرةِ البيتِ الأبيض وهو اليومَ يخوضُ معركةً على ثلاثِ جبَهاتٍ دُفعةً واحدة : الأولى أفقدته الأكثريةَ في مجلسِ الشيوخ بفوزِ عضوينِ ديمقراطيين .. الثانيةُ رسالتُه الى نائبِه مايك بنس، بالتدخّلِ لمنعِ إقرارِ نتائجِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ ..والثالثةُ في الشارعِ معَ تظاهراتِ واشنطن اعتراضا ًعلى اجتماعِ الكونغرس الذي سيثبّتُ رئاسةَ بايدن. والصفعةُ الإعلاميةُ في وجهِ ترامب التي وصلته من جميعِ وسائلِ الإعلامِ الاميركية حيث امتنعت عن تغطيةِ كلمتِه المباشرة خلال تظاهراتِ واشنطن باستشناء محطةٍ وحيدةٍ هي فوكس نيوز.
ومحاصرةُ الاعلام للرئيسِ المنتهيةِ صلاحيتُه تلتها محاصرةٌ من اسكتلندا الدولةِ التي امتنعت عن استقبالِ طائرةِ ترامب حيث كان ينوي قضاءَ يومِ التنصيبِ في العِشرين من الجاري يلعبُ الغولف في ملاعبِها . وقالت اسكتلندا : عذراً أيها الرئيسُ أنت مواطنٌ عاديّ وبلادُنا مغلقةٌ في أيامِ الكوفيد اما فوزُ الديمقراطينينَ بمجلسِ الشيوخ وفي جورجيا معقِلِ الجُمهوريين .. فقد أثبت أنّ ترامب لم يخسر وحدَه .. بل تمكّن من سحب الحزبِ الجمهوري معه الى ميادينِ الخَسارة .
وهذا اليوم السادس من كانون الثاني سيجله التاريخ الاميركي على انه النهار الذي أتى بنهاية رئيس أخرق .. آخر خطاب له كان عن الرؤساء الاغبياء .. لكنه سجل انه كان اولهم ولن ينصفه غدا سوى المطالبة بثلث معطل .
المنار:
اربعةُ آلافٍ ومئةٌ وستٌ وستونَ اصابةً بفيروس كورونا في يومٍ واحدٍ، واحدى وعشرونَ حالةَ وفاة. فهل يصيبُ هذا الرقمُ ضمائرَ ومشاعرَ اللبنانيين، فيستفيقونَ لمواجهةِ هذه الكارثةِ المتدحرجةِ ككرةِ الثلج؟ وهل يتحَسَّسِ اللبنانيونَ صراخَ المرضى على ابوابِ المستشفياتِ ومنافستَهم للفوزِ بسريرٍ في العنايةِ الفائقة، حتى يُعطوا الخطرَ الصحيَ الذي يصيبُ البلادَ عنايةً خاصة؟
الموضوعُ في غايةِ الخطورة، والاخطرُ أنَ على الأبوابِ امتحاناً هو الثالثُ بعدَ الرسوبِ بالامتحانينِ السابقين. امتحانُ الاقفالِ العام. واِن حاولَ بعضُ المعنيينَ تفريغَه من محتواهُ عبرَ الاستثناءاتِ الممنوحة، الا انَ انجاحَ المهمةِ منوطٌ بالمواطنينَ انفسِهم اِن فكَّرَ كلُّ واحدٍ منهم بامِّه وابيه، بابنِه او اخيهِ، وكلِّ مُحبيه، فالتزمَ الكمامةَ والتباعدَ والتعقيم، واحجمَ عن السياحةِ في الاسواقِ والمتاجرِ والمحلات، وعن الزياراتِ والواجباتِ الاجتماعية، حيثُ اِنَ اوجبَ الواجباتِ الاخلاقيةِ والوطنيةِ والشرعيةِ اليومَ هو السلامةُ الفرديةُ التي تُكَوِّنُ سلامةً مجتمعية.
تحدٍّ ليس بسهلٍ لكنْ لا مهربَ منه، ولا تُقْبَلُ معه الاعذار، فالموتُ متربصٌ والوباءُ مستفحل، والاَولى ان نَنجُوَ بصحتِنا كي نستطيعَ تحصيلَ لقمةِ عيشِنا..
اقفالُ كورونا اجباريٌ، اما الاقفالُ السياسُ في لبنان فطوعيٌ، ويبدو انهُ ممتدٌ ما دامَ انَ الأعينَ الآنَ شاخصةٌ الى ساحاتِ الكونغرس الاميركي الذي يتحضرُ لنزالٍ تاريخيٍ معَ الرئيسِ المنتهيةِ ولايته دونالد ترامب.
ترامب الذي خاضَ حروباً افتراضيةً مع الجميع، كان آخرها مع نائبِهِ مايك بينس، لانه ينوي المصادقةَ على نتيجةِ الانتخابات، فأكد امام اتباعِهِ قبل قليل انه لن يُقِرَّ بالهزيمةِ، داعياً الى تصويبِ الامورِ لتفادي دمارِ الولايات المتحدة كما قال . أما القولُ المُدَويِّ اليوم، فكانَ لوزيرِ الدفاعِ الايراني العميد أمير حاتمي الذي بعثَ برسالةٍ لوزراءِ دفاعِ أكثرَ من ستينَ دولةً، مؤكداً فيها وجودَ ادلةٍ دامغةٍ على تورطِ الكيانِ العبري في عمليةِ اغتيالِ العالمِ الايراني الشهيد محسن فخري زاده، قاطعاً بضرورةِ معاقبةِ المخططينَ لهذه الجريمةِ والمنفذينَ لها لردعِهم عن تكرارِها .
Otv:
أهلاً بكم، وميلاد مجيد للبنانيين عامة، ولأبناء الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية في شكل خاص…
غداً، يعود لبنان إلى الإقفال، في محاولة جديدة للحدِّ من انتشار كورونا، الذي سجل عداده اليوم رقماً صادماً، حيث بلغ 4166 إصابة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، إضافة إلى 21 حالة وفاة.
ولكن، كي ينجح الإقفال، ولو في الحد الأدنى، لا بدَّ من أمرين:
الأول، إلتزام شخصي بإجراءات الوقاية من كل مواطنة ومواطن، بلا تسخيف للقرارات الرسمية، وبغض النظر عن الجدل المستمر حول الإستثناءات، وهو ما نتناوله مفصلاً في حلقة “رح نبقى سوا”… الليلة مباشرة بعد نشرة الاخبار مع رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي.
أما الأمر الثاني المطلوب، فحزم غير مسبوق من قبل الدولة بكافة أجهزتها المعنية في فرض الاجراءات، واتخاذ أقصى ما يمكن من عقوبات وفق القانون في حق المخالفين… فالموت يدق على الأبواب، وعلى القوى الأمنية والأجهزة القضائية أن تمنع المستخفين والمستهترين والمستهزئين من أن يفتحوا له، ويسمحوا بدخوله إلى البيوت بلا مسؤوليتهم، فيدمِّر حياتهم وينهي حياة آخرين.
غير ان التزام الإقفال ليس مطلوباً فقط في الإطار الصحي، بل على مستوى السياسة والإصلاح:
أقفلوا الباب أمام محاولات العودة بالشراكة إلى ما قبل 2005، تتشكل الحكومة في غضون ساعات.
وأقفلوا الباب أمام التهرب من التدقيق الجنائي، ومن إقرار القوانين الإصلاحية وتطبيقها، يتحقق حلم مكافحة الفساد، وينظر إلينا المجتمع الدولي بعين الرأفة والرضا، فنأمل حينها بنيل المساعدة.
والأهم مما سبق، أقفلوا الباب على السياسيين المتسلقين على أحلام اللبنانيين وصرخاتهم في الساحات، إذ ليس مقبولاً بعد اليوم أن يصور الفاشل نفسه منقذاً، وأن يتهم غيره بإفشاله، تماماً كما أنه من المرفوض أن ينصب من التصق اسمه بهدر مليارات اللبنانيين… ناطقاً باسم الشابات والشباب الذين رفعوا الصوت بعد 17 تشرين، ليطالب باسمهم بحكومة تحقق مطالب فريقه السياسي التي يدركها جميع اللبنانيين، حيث لا يزال طعم مرارتها على الألسنة وفي القلوب منذ ثلاثين عاماً على الأقل، وحتى اليوم. غير ان بداية النشرة من الأقفال الصحي، بعد ثوان قليلة.