حصاد اليوم 21-12-2021
مقدمة الهديل:
عدّاد الموت يرتفع… وزارة الصحة أعلنت أمس 4332 إصابة و64 حالة وفاة ليتمدّد الاقفال أسبوعَين إضافيَين، الامر الذي كان محسوماً منذ مطلع الاسبوع، مع بدء الحديث عن إعداد آلية لتوزيع اللقاح… بعدالة!
اذاً، نحن في فراغ على كل المستويات! فحكومياً، لا زال شدُّ الحبال قائماً بين اقطاب التأليف لتناتش الحصص والحقائب، ومع دخول بايدن الى البيت الابيض اي ذريعة سيبتكرها هؤلاء لتأخير ولادة الحكومة؟
"الداخلية" و "العدل" هما العقدتان الظاهرتان واضيف اليهما عقدة "الفيديو المسرّب"، ولكن ما خفي أعظم اذ بات واضحاً ان الازمة ابعد من ذلك، والعلاقة بين التيارَين تقف على "صوص ونقطة"، مع تسريب معلومات حول دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري ربما على خط الوساطات بعد اعتكافه عن ذلك، فهل سيخرج الارنب من كمّه هذه المرة وينجز اعجوبة في بلاد الارز؟
ومع جمود المواقف السياسية، عاد ملف التدقيق الجنائي الى الواجهة خلال اجتماع عقد امس في بعبدا وحضره وزير المال للبحث في عودة شركة "الفاريز اند مارسال" والية التفاوض معها مجدداً، وهو ما يدفع بالتفاؤل الحذر لتحريك بعض الملفات العالقة.
كورونياً، دق مدير مستشفى رفيق الحريري فراس الابيض مجدداً ناقوس الخطر، بإعلانه دخول لبنان حاليًا في المستوى الرابع (وهو الاسوأ): وباء خارج عن السيطرة مع قدرة محدودة للنظام الصحي، فَهل مَن يعتبر؟
محلياً:
التفجير الإرهابي في وسط بغداد يجب أن يشعل عندنا في لبنان الضوء الاحمر بخصوص انه يؤشر لارتفاع احتمال أن تشهد الساحة اللبنانية عودة الإرهاب الدامي .
والواقع أن الساحات الثلاث اللبنانية والسورية والعراقية هي في هذه المرحلة على خط زلزالي واحد .. والعراق يعد الأقرب في تشابه وضعه الداخلي، بالوضع اللبناني. وما يجري من معادلات إرهاب او تسوية او تعقيدات في العراق، يجب النظر إليه في بيروت على انه مؤشرات عما قد يحدث في لبنان.
.. اما سورية فهي الساحة الأقرب للبنان جغرافيا، وبالتالي لا استقرار في لبنان من دون إتضاح منسوب الاستقرار في سورية.
في الماضي كان يقال ان توازن الاستقرار في لبنان يعتمد على وئام جارته القريب سورية وجارته البعيدة السعودية، ولكن اليوم ، وفي ظل ان سورية ضعف دورها الإقليمي، وفي ظل ان السعودية تم التجني على دورها اللبناني لمصلحة الدور الايراني، فإن واقع الحال السياسي الحالي في لبنان أصبح يعيش، وفق معادلة اهتزاز اوضاع جارته القريبة سورية وجارته البعيد، العراق.
والواقع ان توقيت تفجير وسط بغداد الارهابي، يبعث على القلق بمثلما يبعث على القلق التفجير ذاته. وفي لبنان يحب التمعن برسالة توقيت التفجير الإرهابي الذي حصل اليوم في العراق، حتى يتم في بيروت استخلاص العبر حول ما إذا كانت عودة الإرهاب إلى بغداد سيكون لها تتمة في لبنان.
ثمة توقع وتحسب لا يحب على المستويين السياسي والأمني في لبنان ان يسقطهما من حسابهما، ويجب وضع الحرب الاستباقية اللبنانية ضد الارهاب في أعلى مراحل يقظتها بعد تفجير وسط بغداد.
ما يقود لإطلاق هذا التحذير، هو أن تفجير بغداد الارهابي جاء في اول من يوم من تسلم بايدن زمام البيت الابيض، ما يطرح سؤالا عما اذا كانت هناك جهة او جهات متقاطعة او متنازعة، ستتوسل تطير رسائل التفجيرات الإرهابية لجس نبض موقف الإدارة الأميركية الجديدة من ملفات شتى، ولجس نبضها حول مدى رغبتها بالتفاوض في المنطقة وفق أولوية ان الإرهاب لا يزال له أولوية على كل الأولويات الأخرى.
.. واذا كان هدف تفجير بغداد هو إيصال مثل هذه الرسالة، فهذا يعني أن تفجير بغداد الارهابي ، ليس فقط موجها ضد استقرار العراق ، بل هو اخذ من ساحة الازمة العراقية صندوق بريد ليخاطب من خلاله كل ساحات الازمات في المنطقة. وعليه فان صندوق البريد العراقي الدامي ، يعني ان صتدوق البريد اللبناني الدامي قد يتم استخدمه مجددا لاستكمال مسلسل ايصال الرسائل المتفجرة .
والأرجح ان يكون لتفجير بغداد مكملات له من مشاهد تفجير في سورية ولبنان.
كما أن تفجير بغداد بالشكل الذي حصل فيه يوحي ان بلدان الازمات في المشرق مرشحة للعودة الى مرحلة ما قبل حرب فجر الجرود ، اي تفجيرات تتوسل قتل المدنيين وسط ساحات العواصم وبين تجمعات الابرياء .. وهذا يعني أن المقصود هو إعادة مناخ المنطقة لأجواء سطوة داعش والتخويف منها.
كما ان تفجير بغداد يأتي في ظل عودة التفجيرات الإرهابية إلى اوروبا، وهنا أيضا رسالة بأن الإرهاب المعولم يعود بقوة كاجندة حرب باردة دولية وإقليمية.
وكل ما تقدم يفيد بأن هناك دليلا ماديا ولو نظريا يسمح بالاعتقاد بأن لبنان قد يكون مرشحا لان يكون بمواجهة بداية تسونامي ارهابي مستجد يشبه الذي كان شهده قبل سنوات خلال ذروة موجات عواصف الإرهاب في سورية والعراق.
.. وبفعل ان ألاداء الرسمي في لبنان ارتضى إدخال البلد في لحظة عدم استقرار سياسي، فإن هذا يعني أن لبنان التحق عمليا بحالة اللااستقرار السائدة في سورية والعراق. وهذا الواقع يضيف من خطورة الوضع خطورة إضافية.
يجب حبس الانفاس لمعرفة اية تتمة ستكون لتفجير بغداد الذي بذكر بمرحلة سطوة الإرهاب كوسيلة لاستدراج عروض تفاوض او لفرض وقاىع اشتباك، وذلك بدماء الأبرياء..
ما جديد كورونا؟
أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي الذي يشرح حالة انتشار جائحة كورونا في مختلف المناطق اللبنانية عن تسجيل عدد جديد من اصابات حيث تم تسجيل 4594 إصابة جديدة بكورونا و67 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية
قضائياً:
*يستمر مسلسل التعديات على اسلاك الكهرباء في محافظة عكار، فقد تمت سرقة كابل محطة في الريحانية ببنين – مشروع طبو، ما ادى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن تلك المنطقة. وتعمل فرق bus جاهدة لإعادة وصل الاسلاك.
وكانت قد أوقفت دورية من مكتب امن الدولة في مرجعيون بإشراف رئيس المكتب المقدم حسين طباجة وبالتنسيق مع القضاء المختص، وبعد الرصد والمتابعة الدقيقة، عصابة مؤلفة من 3 سوريين (ي.ا، ي.ع، م.ا) تقوم بسرقة كابلات كهربائية في منطقة مرجعيون وضواحيها.
*الامن الداخلي: مفرزة استقصاء الشمال توقف مروج مخدرات قام بنشر اعلان لبيعها على فايسبوك
صدر عن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه البيان الآتي:
دهمت دورية من مديرية المخابرات بتاريخ 21/ 1/ 2021 مصنعاً لحبوب الكبتاغون والمخدرات في بلدة بوداي ـــ البقاع، وأوقفت عدداً من الأشخاص وضبطت كمية كبيرة من المخدرات وآلات تصنيع حبوب الكبتاغون.
بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
عربي ودولي:
*أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أن بلاده هزمت الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب.
ورأى مادورو في بث على "تويتر" أن رحيل ترامب هو انتصار لفنزويلا.
وقال الرئيس الفنزويلي في هذا الصدد: "اليوم 20 كانون الثاني غادر دونالد ترامب، غادر غادر غادر. لقد هزمناه. وهذا نصر لفنزويلا. لقد غادر وحيدا.. هذا هو انتصارنا"
* أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بيانا أعربت فيه عن إدانتها الشديدة "للهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف العاصمة العراقية بغداد اليوم الخميس، والذي سقط ضحيته عدد من المواطنين الأبرياء بين قتيل وجريح"، مستنكرة "استهداف المواطنين الآمنين وزعزعة استقرار وازدهار جمهورية العراق الشقيقة".
*بعد أشهر من المفاوضات، توصلت شركة "غوغل" التابعة لشركة "الفابت" أخيراً إلى اتفاق مع ناشري وسائل الإعلام الفرنسية، ينص على دفعها أموالاً لشركات النشر ووكالات الأنباء مقابل استخدام محتواها.
وقالت شركة التكنولوجيا الأميركية في بيان: "إلى جانب الإتفاق مع نقابة الصحافة، سنتفاوض بشأن اتفاقيات الترخيص الفردية مع الناشرين، بناءً على عوامل تشمل المساهمة في المعلومات السياسية والعامة، والحجم اليومي للمنشورات". لكن الشركة والنقابة لم تنشرا التفاصيل المالية للإتفاقية.
وكان الناشرون الأوروبيون يضغطون في السنوات الأخيرة للتعامل مع قوة شركتي "غوغل" و"فايسبوك" اللتين استقطبتا المليارات من عائدات الإعلانات.
وبحسب "بلومبرغ" فقد كافح الاتحاد الأوروبي للتعامل مع الشكاوى من أن غوغل تعرض محتوى الناشرين بشكل غير عادل، بينما جادل المسؤولون التنفيذيون في وسائل الإعلام منذ فترة طويلة بأن أخبارهم هي ما يجذب المستخدمين إلى تلك المنصات، بينما تستحوذ شركات التكنولوجيا على معظم الإنفاق الإعلاني عبر الإنترنت.
وكانت "غوغل" قد توقفت العام الماضي، عن عرض الأخبار من الناشرين الأوروبيين على نتائج بحثها لمستخدميها الفرنسيين، امتثالاً لقانون حقوق النشر الجديد.
وقالت الشركة الأميركية في تشرين الأول ( أكتوبر) الماضي، إنها خصصت مليار دولار لمدة ثلاث سنوات لدفع أموال لوسائل إعلامية مختارة لعرض محتوى منظم على تطبيقها الإخباري.
وقالت هيئة تنظيم المنافسة الفرنسية العام الماضي، أن محركات البحث مثل "غوغل" تمثل ما بين 26% و 90% من حركة المرور المعاد توجيهها على المواقع الإخبارية بناءً على بيانات من 32 صحيفة مطبوعة.
مقدمات نشرات الاخبار:
LBC:
الكلمة للعدَّاد، وارقامُه ليست وجهة نظر…
العداد لا يرحم… اليوم ضرب ضربة جديدة من خلال ارتفاع وفيات كورونا إلى سبع وستين وفاة، واربعةِ آلاف وخمسمئة وأربع وتسعين إصابة…
العداد مخيف، وهو لم ينخفض منذ بدء الإقفال العام ومنعِ التنقل في الرابع عشر من هذا الشهر. وإذا كان القرار تمديدَ الإقفال إلى الثامن من شباط المقبل، يكون الإقفال عند ذلك التاريخ قد طوى ثلاثة اسابيع، فهل تكون كافية لتبطيئ الإصابات؟
يتزامن أسبوع الإقفال في شباط مع وصول الدفعة الأولى من اللقاح، على أن تصل الدفعات التالية تباعًا، وسيبدأ اعتبارًا من الإثنين المقبل تسجيلُ الأشخاص والمؤسسات لتلقي اللقاح، وفق الأولويات التي تحددها الجهات المختصة، إذ ان الاولوية ستُعطى للجسم الطبي والتمريضي والصيدلي.
باستثناء حدث تمديد الإقفال العام، وارتفاعِ عدد وفيات كورونا والإصابات، لم يُسجّل أي تطور يرقى إلى مستوى الحدث، باستثناء استماع المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في قضية "المساعدة القضائية" التي طلبها القضاء السويسري من القضاء اللبناني.
في هذا السياق، قرر الحاكم أن يُسمِع القضاء السويسري ما لديه، وما يُطرَح عليه من أسئلة. وهذا التطور سيشكِّل سابقة في العلاقة بين مصرف لبنان والقضاء السويسري، ومن شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه في شأن تحويلات من لبنان إلى سويسرا.
في ملف الحكومة لم يظهر اي بصيص، ويبدو أن مبادرة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، لم تلقَ الإستجابة المطلوبة.
OTV:
في السياسة، سمير جعجع يحضِّر لجبهة جديدة، لكنَّ اللبنانيين ملّوا الحروب، التي لا تكون نتيجتها عادة، إلا خسائر تتوزع على الجميع، وجُلَّ ما يطلبون في هذا المرحلة هو الوحدة والتضامن والتعاون، على أساس من الثقة المتبادلة المستعادة ولو في حدِّها الأدنى، تمهيداً لتشكيل الحكومة الموعودة، التي يجب أن تبعث بمضمونها وشكلها ومسار تشكيلها برسالة تفاؤل، اللبنانيون في أمسِّ الحاجة إليها اليوم. وفي هذا الإطار، تُنتظر بلورة المساعي الجديدة المبذولة من أكثر من طرف على خط التأليف، وسط معلومات عن زيارة لفرنسا يقوم بها قريباً رئيس الحكومة المكلف، وتأتي هذه المرة في ظل إدارة أميركية جديدة، يترقب العالم ما ستتَّبعه من سياسات في المرحلة المقبلة، ويأمل لبنان في أن يناله منها النصيب الإيجابي، بجو إقليمي أكثر ارتياحاً، يدفع حكماً في اتجاه تمتين الوضع الداخلي على أساس من التوازن. أما كرة التأليف، فلا تزال منذ اليوم الأول في ملعب الرئيس سعد الحريري الذي يناشده الناس، الذين يئنون جراء الأزمات المتوارثة منذ ثلاثة عقود، بأن يتواصل مع رئيس الجمهورية على قاعدتي الميثاق والدستور، لا اكثر ولا اقل.
وفي الملف الإصلاحي، وبغض النظر عن تفاصيل العناوين القضائية المطروحة راهناً من لبنان إلى سويسرا وغيرها، يبقى الأساس مواكبة رئيس الجمهورية سياسياً وشعبياً في إصراره على تحقيق التدقيق الجنائي، وهو عقد اجتماعاً مخصصاً لهذا الأمر في قصر بعبدا امس، هذا فضلاً عن مطالبة السلطة التشريعية بالانكباب على اقرار القوانين الاصلاحية، المتعلقة بالأموال المحولة والمنهوبة والكابيتال كونترول وسواها من دون مزيد من الممطالة أو الإبطاء.
أما في الملف الصحي، فمعركة الحياة أو الموت مع الفيروس القاتل دخلت اليوم منعطفاً جديداً مع الإعلان عن تمديد الإقفال التام، في وقت تتكرر الدعوات إلى اللبنانيين إلى التجاوب مع الحملات التوجيهية التي يتوقع أن تتكثف في الأيام المقبلة، لحث المواطنات والمواطنين على التزام الحد الأدنى من التجول وعدم الاختلاط، لأن الوضع من أخطر ما يكون، وسط تجديد الدعوة أيضاً لعدم الانجرار وراء ما يرمى في سوق التداول الإعلامي وعلى مواقع التواصل، من وصفات طبية بلا وصفة طبيب، ومن نظريات مؤامرة، لا تمت إلى الواقع بصلة، لتبقى المقاربات علمية هي وحدها التي يعول عليها من دون أي إشراك.
فجبهة المعركة مع كورونا هي الوحيدة التي يهتم بها اللبنانيون اليوم، وكسب الحرب مع فيروس الموت هو الهمُّ الوحيد.
أما سائر جبهات المصالح السياسية وحروب الشعارات الفارغة، فيعلمنا التاريخ أنها غالباً ما تشنّ لأهداف تختلف عن تلك المعلنة، لتكون الحصيلة بكل بساطة، لا انتخابات مبكرة ولا من يحزنون، بل هزيمة مبكرة للوحدة والتضامن والتعاون والأمل في كل لبنان.
الجديد:
بخلافِ الهزةِ الأرضية التي شعر بها اللبنانيون في كلِّ المحافظات فإنهم لن يشعروا بأيِّ تطوّرٍ آخر حيث الإغلاقُ أصبح مُحكماً في السياسةِ والأمنِ الصّحيّ ولبنانُ دولةٌ مقفلةٌ في الداخل ومقفَلٌ عليها من الخارج وسرعةُ انتشارِ الوباءِ المتحوّر اقتَضَت تمديدَ الإغلاقِ العامِّ في لبنانَ حتى صباحِ الثامِنِ مِن شُباطَ وذلك بتوافقٍ تامٍّ مهّد له رئيسا الجُمهوريةِ والحكومة وأقره مجلسُ الدفاعِ الأعلى اليوم وهو التمديدُ الذي سيتلاقى وزمنَ وصولِ أولى دُفُعاتِ اللَّقاح إذ وَضعت لَجنةُ الصحةِ النيابيةُ اليومَ آليةً لتوزيعِ اللَّقاحات ويُشرفُ عليها الدكتور عبد الرحمن البزري وفي الوقتِ المتجمّدِ الذي لا يتحرّكُ فإنّ الأرقامَ وحدَها ترفعُ أسهمَها: في الموتِ والأسعارِ المتفلّتةِ والمحرّرةِ مِن أيِّ قيودٍ على الرَّغمِ مِن الإغلاقِ العام وبانخفاضِ إصاباتِ كورونا نسبياً فإنّ عدّادَ الوفَياتِ إلى ارتفاعٍ مسجِّلاً اليومَ سبعاً وستينَ حالةً كرقْمٍ هو الأعلى منذ شباطَ الماضي وفي السلالةِ السياسيةِ المتحورة فإنّ صنّاعَها هم رُكنٌ معطل وإذا كان أحدُهم ينتظرُ الإدارةَ الاميركيةَ الجديدةَ فها هو جو بايدن قد دَخل البيتَ الأبيضَ ولم يَظهَرْ على جدولِ أعمالِه أيُّ طرفِ خيطٍ لبندٍ يَدُلُّ على اهتمامِه حاليًا بوضعِ لبنان لكنّ رئيسَ الجُمهورية ميشال عون أبرق إلى بايدن مهنئاً وأعلن أنه يتطلّعُ إلى العملِ معَ الرئيسِ الأميركيِّ في إطارٍ من التفاهمِ والاحترامِ المتبادلَين، معَ التمسّكِ بقيمِ الحقيقةِ والنزاهةِ والعدالةِ والحريةِ والديمقراطيةِ الأساسية ومرّتِ البرقيةُ على خير إذ لم يُضمِّنْها الرئيسُ ومستشاروهُ وَحدةَ معايير وميثاقياتٍ وسلوكًا دستوريًا يبلُغُ حدَّ الجريمةِ في المغالاةِ والمبالغةِ والخروق لكنَّ عناوينَ البرقيةِ مِن قيمٍ ونزاهةٍ وعدالةٍ سبق وقَضَت نَحْبَها في السلوكِ والممارسةِ مِن احتجازِ التأليفِ في قصر بعبدا الى "تعفين" التشكيلاتِ القضائيةِ في العُلبةِ الرئاسيةِ الى موظّفي مجلسِ الخدمةِ المدينة وقبل أن يوجّهَ عون برقيةَ تهنئة "مزورةَ المضمون" الى بايدن كان له أن يوقّعَ على تأليفِ الحكومة لتكونَ المراسلةَ إلى الاميركيين ذاتَ جدوى ولتصبحَ التهاني مشتركة أما أن يرسالَه ويُبلّغَه سرورَه بالعملِ معاً وتفعيلِ القيم فالأداءُ الرئاسيُّ لن يسمحَ بهذا التعاون، لا مع أميركا ولا مع أيِّ بلدٍ آخر وهو أداءٌ أصبح شفّافًا لدرجةِ المجاهرةِ بتَكرارِ اتهامِ الرئيسِ المكلّف بالكذِب وبعدما كانت المعادلةُ السابقةُ تقتضي ثنائية: لا سعد من دون جبران فإنها اليومَ باتت أكثرَ شراسةً على الرّغمِ مِن كلِّ الوساطات وقِوامُها: لا سعد في الحكومة على عهدِ ميشال عون ومعَ الإقفالِ المزدوِجِ على جبهتَين: سياسية وصِحية فإنّ الحدثَ أعطى اسمَه اليومَ لحاكمِ مصرِفِ لبنان رياض سلامة والاتهاماتِ من السلطاتِ القضائيةِ السويسرية بتحويلِ أموالٍ من المصرفِ المركزيّ وقد استمع المدعي العامُّ التمييزيُّ القاضي غسان عويدات الى سلامة الذي أبلغه أنه اختارَ المواجهةَ في القضاءِ السويسري فهو سيحضُرُ الى سويسرا ويقدّمُ ما لديه من معلوماتٍ وَفقَ الاستنابة التي تتيحُ له ذلك لكنّه في المقابل سيعيّنُ محامياً وسيدّعي على مَن سمّاهم الوشاة وبعد الاستماعِ إليه من قبل عويدات أعلن سلامة في بيانٍ أنه جَزَمَ للمدعي العام بأنّ أيَّ تحاويلَ لم تَحصُلْ من حِساباتٍ لمصرفِ لبنانَ ولا مِن موازناتِه والمعركة الان باتت على ارضٍ محايدة فإما يقدّمُ حاكمُ مصرف لبنان ما يدحضُ الاتهامات ويعرِضُ ادلتَه المالية فتتضحُ قيمةُ الاموال المحولة وتواريخُها وإما تزوّدُ السلُطاتُ القضائيةُ السويسريةُ لبنان نتائجَ مغايرةً ليُبنَى على الحاكمِ مقتضاه .
المنار:
العرسُ في واشنطن والنحيبُ في تل ابيب وعواصمِ التطبيع…
هي حالُ يتامى دونالد ترامب، الذين لن يَخرجوا حتماً من تحتِ عباءةِ جو بايدن ولكنهم سيفتقدونَ الى دفءِ جناحِ الثلاثي ترامب – كوشنر – بومبيو.
في تل ابيب، يصفُ كبارُ المحللينَ بنيامين نتياهو بالخاسرِ السياسي الاولِ من خروجِ ترامب ويتوقعون له نفسَ المصيرِ قريبا، ولذا فانه – وفقَ ما كشفوا – يُعِدُّ العُدةَ للتواصلِ الهادئِ معَ صديقِه الديموقراطي لعدمِ العودةِ الى الاتفاقِ النووي معَ ايرانَ ولمواصلةِ مشروعِ التطبيعِ العابرِ للانظمةِ العربية، وتنفيذِ ما تبقى من صفقةِ القرن..
لم تكد وسادةُ بايدن تسخنُ تحتَ راسِه في بيتِه الجديد، حتى سالت الدماءُ الحارةُ في شوارعِ بغدادَ مجددا.. لا شكَ انَ صقورَ الاحزابِ الاميركيةِ ما اختلفوا يوماً على الهدفِ من اثارةِ حروبِهم بالاصالةِ والوكالة، وفي هذه الخانةِ ياتي تفجيرُ بغدادَ اليومَ دافعاً بالاسئلةِ عن الاستثمارِ الاميركي في الارهابِ الدموي مجدداً بعدَ الساعاتِ الاولى من بدءِ ولايةِ بايدن..
وعن التوقيتِ المريبِ لهذه الجريمةِ الوحشيةِ تحدثَ حزبُ الل في بيانِ اِدانتِهِ داعياً العراقيينَ للردِّ باليقَظةِ والوحدةِ ورفضِ الاحتلالِ ومواصلةِ الجهودِ في ملاحقةِ الإرهابيين..
في لبنان، الانشغالُ بالتغييراتِ الاميركيةِ قد يطولُ بقاؤه تحتَ الطاولة.. ولانَ الامرَ للكورونا اليوم ، فانَ ازديادَ عددِ الوفياتِ يمنعُ الانسحابَ من الاجراءاتِ المتخذة، ولذا كان تمديدُ الاقفالِ التامِّ الى الثامنِ من شباطَ المقبلِ معَ الابقاءِ على كلِّ التدابيرِ الحالية.
وتحتَ هذا العبءِ يقعُ اللبناني ، ومن كتلةِ الوفاءِ للمقاومة مطالبةٌ بالاسراعِ في تأليفِ حكومةٍ جديدةٍ ، ودعمِ العائلاتِ الاكثرِ فقراً في ظلِ فترةِ الاقفالِ العام. وما اكثرَ المواطنينَ المنضمينَ الى صفوفِ الفقراءِ حديثاً جراءَ السياساتِ المصرفيةِ اللاإنسانية، وما هربتهُ عبرَ تحويلاتٍ خارجيةٍ يُسالُ حاكمُ مصرفِ لبنانَ اليومَ عن وِجهتِها الاوروبية ، ويتحدثُ عنها الاعلامُ السويسريُ لشغفِ المحاسبةِ والحقيقة، فيما في بلدِنا اعلامٌ يصفنُ في السماءِ طويلا، مزقزقاً على موجةٍ اخرى ، وفياً لعطاءاتِ رياض سلامة.
Nbn
اليوم طويت صفحةُ إسبوعٍ كامل من فترة الإقفال المبدئية المحددة من الرابع عشر من الشهر الحالي حتى الخامس والعشرين منه. لكن إستمرار ضرب فيروس كورونا خبط عشواء فرض قراراً بتمديد الإقفال أسبوعين إضافيين حتى الثامن من شباط المقبل.
هذا القرار جاء كحصيلة لإجتماعات اللجان الفنية والعلمية والصحية لمتابعة كورونا والتي صبت توصياتها وإقتراحاتها في إجتماع المجلس الأعلى للدفاع. أما الإجراءات فستكون هي نفسها ولا إستثناءات جديدة.
صحيح أن الإقفال العام هو قرار مُرّ وان آخر الدواء الكيّ لكن الصحيح أيضاً أن المطلوب المزيد من التكافل الإجتماعي وأول حلقاته تقديم مساعدات للأسر المحتاجة.
وبينما كان المجلس الأعلى للدفاع ملتئماً في قصر بعبدا كانت لجنة الصحة النيابية تبحث مع رئيس اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية في إستراتيجية توزيع اللقاحات المضادة لكورونا وكان رئيس اللجنة النيابية يكرر أن اللقاحات ستبدأ في الوصول في أول أسبوع من شباط المقبل ثم تكر السبحة بوتيرة أسبوعية مشدداً على أن الأولولية ستكون لمقدمي الرعاية الصحية.
وفي شأن متصل قرر البنك الدولي ضخ أربعة وثلاثين مليون دولار لدعم توفير اللقاحات في لبنان