أطلقت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" رؤيتها المستقبلية "مدائن 2040" تسعى من خلالها إلى جذب استثمارات أجنبية ومحلية تصل إلى 15 مليار ريال عماني عبر توطين مشاريع مختلفة يبلغ عددها بنهاية الخطة 10 آلاف مشروع، منها إقامة 6500 مصنع توفر فرص عمل لحوالي 270 ألف عامل.
رعى المناسبة قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وبحضور عدد من المسؤولين في القطاعين العام والخاص.
وتهدف "مدائن" من خلال هذه الرؤية إلى إيجاد مدن أعمال بهوية عمانية وبمقاييس عالمية وأن تكون الذراع الحكومية المعزّزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة عبر الشراكة مع القطاع الخاص وتطوير وتشغيل مدن أعمال متكاملة الخدمات وذات سرعة استجابة للمتغيرات وتعتمد على أفضل الحلول والتقنيات لتلبية متطلبات الأعمال مع مراعاة المعايير البيئية.
وقال الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة / رئيس مجلس إدارة "مدائن" إنه تم العمل على إعداد رؤية "مدائن 2040" تنفيذا لتوجيهات السلطان هيثم بن طارق والتي تقضي بقيام جميع الوحدات والمؤسسات والأجهزة الحكومية بإعداد استراتيجياتها طويلة الأمد ومواءمة خططها بما يتماشى مع "رؤية عُمان 2040"، موضحًا أن إعداد وثيقة رؤية "مدائن 2040" جاء متوافقا مع رؤية "عُمان 2040".
وأضاف إن مخرجات رؤية "مدائن 2040" تهدف إلى تعزيز تنافسية السلطنة في جذب الاستثمار الأجنبي وتوطين الاستثمار المحلي وتعزيز الإنتاج الصناعي وزيادة الصادرات العمانية وتوفير فرص العمل وزيادة مكونات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في جميع محافظات السلطنة.
وأشار الدكتور مسن إلى أن "مدائن" تمكّنت من جذب وتوطين استثمارات خلال خطتها 2011-2020 بما يزيد على 3 مليارات و300 مليون ريال عماني وبنسبة تحقيق للقيمة المستهدفة تجاوزت 72 بالمائة ليبلغ إجمالي حجم الاستثمارات الموطّنة في جميع المدن الاقتصادية التابعة لـ "مدائن" 6 مليارات و800 مليون ريال عماني، وفّرت ما يزيد على 40 ألف فرصة عمل خلال سنوات الخطة ليتجاوز عدد العاملين في المدن الصناعية بنهاية عام 2020 الـ 62 ألف عامل بنسبة تعمين بلغت 35 بالمائة.
وبين الدكتور صالح بن سعيد مسن أن "مدائن" تمكنت خلال سنوات الخطة من توطين ما يربو على 1650 مشروعا بمختلف القطاعات لتقترب من حاجز 2400 مشروع، مؤكدا أنه خلال هذه الخطة استمرت "مدائن" بخططها في استكمال البينة الأساسية والفوقية التي تحاكي أفضل الممارسات وفق الإمكانيات المتاحة حيث شهدت تطوير كل من مدينة سمائل الصناعية والمرحلة السابعة في مدينة صحار الصناعية وتوسعات في مدينة ريسوت الصناعية والمرحلتين الأولى
والثانية بالمنطقة الحرة بالمزيونة واستكمال التطوير في كل من المدن الصناعية في البريمي وصور ونزوى والمخطط الشمولي لواحة المعرفة مسقط.
وفي مجال توفير متطلبات الأعمال وتعزيز تنافسية مدائن، قال إن المؤسسة أنجزت بالشراكة مع القطاع الخاص المدن العمالية في كل من مدن الرسيل وصحار وريسوت الصناعية ومباني الخدمات في كل من واحة المعرفة مسقط ومدينة صحار الصناعية، وجارٍ العمل في مراحل متقدمة لمباني الخدمات والتسهيلات في كل من مدينتي سمائل والرسيل الصناعيتين والمنطقة الحرة بالمزيونة.
من جانبه قال هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" إن رؤية "مدائن 2040" ترتكز بشكل واضح على الأولويات والأهداف الوطنية التي تعمل رؤية "عُمان 2040" على تحقيقها خلال المرحلة القادمة، حيث تقوم الرؤية على تحديد 26 هدفا وسياسة مؤسسية تعتزم "مدائن" من خلالها تنفيذ 42 برنامجا و384 مشروعا تمت جدولتها زمنيا.
وأوضح أن أبرز مشاريع رؤية "مدائن 2040" تتمثل في استكمال تطوير المدن الصناعية في كل من صور والبريمي وصحار وريسوت ونزوى والمنطقة الحرة بالمزيونة وواحة المعرفة مسقط، والبدء في إنشاء مدن صناعية ومدن أعمال جديدة في كل من عبري وثمريت وشناص والمضيبي والروضة إلى جانب إنشاء مجمعات صناعية متخصصة في جميع المدن الصناعية كمجمع الصناعات البلاستيكية في مدينة صحار الصناعية ومجمع الصناعات الدقيقة وتقنية النانو في مدينة صور الصناعية ومجمع للصناعات الدوائية ومجمعات لصناعات الغذائية في كافة المدن الصناعية ومجمعات لصناعة المشغولات المعدنية في أغلب المدن الصناعية ومجمعات للصناعات الخفيفة في كافة المدن الصناعية وإيجاد مجمعات لوجستية متخصصة في كافة المدن الصناعية.
وأضاف إن الرؤية تتضمن إنشاء مدن عمّالية وسكنية في جميع المدن الصناعية والاقتصادية التابعة لـ "مدائن" مجمعات للخدمات وإيجاد مشاريع الطاقة البديلة "الخلايا الشمسية" في جميع المدن الصناعية، مؤكدًا أن ما وصلت إليه "مدائن" وما خططت أن تصل إليه من خلال هذه الرؤية هو نتاج لأكثر من 28 عاما من العمل حققت من خلالها انتشارا في كافة أنحاء السلطنة وعملت باستمرار على تعزيز مكانة السلطنة كمركز إقليمي ريادي في مجالات التصنيع وتقنية المعلومات والاتصالات والابتكار والتميز في مبادرات الأعمال عبر جذب الاستثمارات الصناعية وتقديم الدعم المتواصل لها من خلال وضع الاستراتيجيات التنافسية إقليميًا وعالميًا وإيجاد بنية أساسية متطورة وتوفير خدمات القيمة المضافة وتسهيل العمليات والإجراءات الحكومية.
وأعرب هلال بن حمد الحسني عن أمله من خلال هذه الرؤية في أن تكون المدن الصناعية التابعة لـ "مدائن" من أهم الوجهات الاستثمارية للمستثمر المحلي والأجنبي وأن تواصل تحقيق أهدافها المتمثلة في جذب الاستثمارات الأجنبية للاستثمار بالسلطنة وتوطين رأس المال الوطني وتحفيز القطاع الخاص للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والشاملة وإدخال التكنولوجيا الحديثة وإكساب العاملين المهارات الفنية اللازمة لتطوير إنتاجهم وإيجاد
فرص عمل جديدة للكوادر الوطنية وتشجيع الصادرات وتنمية التجارة الدولية وتشجيع إقامة الصناعات التصديرية وتنشيط القطاعات الاقتصادية العاملة بالسلطنة كقطاع النقل والقطاع المصرفي والقطاع السياحي وغيرها من القطاعات.
وأعلنت "مدائن" خلال حفل إطلاق رؤيتها الذي أقيم اليوم بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض عن أحد مشاريعها الجديدة في مدينة صحار الصناعية وهو مشروع مدينة صحار للسيارات "موتكار" و يعتبر مدينة متكاملة متخصصة في تجارة السيارات وكل ما يتعلق بها من قطع غيار وخدمات سيقام على مساحة 983 ألف متر مربع ويضم ساحة تخزين مسورة ومعارض سيارات ومنطقة خدمات ومول سيارات وإدارتي المرور والجمارك من شرطة عُمان السلطانية ومعرضا للمعدات والآليات الثقيلة ومعرض قطع غيار ومحطة خدمات السيارات ومحطة لفحصها ومصنع لهياكل السيارات.
وتسعى "مدائن" من خلال مشروع "موتكار" إلى أن يكون مركزًا إقليميًا لاستيراد وإعادة تصدير السيارات والآليات وكل ما يتعلق بها من وإلى مختلف دول العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما أعلنت "مدائن" عن تنفيذ مشروع "نافذ عُمان" وهو نظام للتحكم وإدارة دخول وخروج المركبات من وإلى كافة المدن الصناعية الحالية والمستقبلية التابعة لمدائن وتشغيله على المدى الطويل، ويأتي المشروع الذي وفّر أكثر من 100 فرصة عمل للعمانيين في مرحلته الأولى وبحجم استثمار يبلغ 10 ملايين ريال عماني ضمن سعي المؤسسة المتواصل لتطوير خدماتها المقدمة لمستثمريها وجذب المزيد من الاستثمارات الصناعية.ويعد مشروع "نافذ عُمان" ركنًا أساسيًا من الاستراتيجية التطويرية للبنية الأساسية للمدن الصناعية لجعلها مواكبة للتطور التكنولوجي وتوفير خدمات القيمة المضافة وتسهيل العمليات والإجراءات للمستثمرين وعملائهم، كما أن إدخال وتطبيق هذا النظام التكنولوجي الحديث ضمن كافة المدن الصناعية سيساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التي تسعى إليها السلطنة.
وأكدت "مدائن" خلال الحفل استكمال مشروع مركز الخدمات /مسار/ وافتتاحه رسميًا في جميع المدن الصناعية التابعة لها خلال العام الجاري وذلك بعد افتتاح المشروع في مدينتي الرسيل وصحار الصناعيتين بنهاية العام الماضي، ويعتبر المشروع نافذة استثمارية بنظام موحد لتيسير وتبسيط إجراءات حصول المستثمر على جميع الموافقات والتصاريح والتراخيص اللازمة لمشروعه الاستثماري في محطة واحدة ومدة زمنية محددة بهدف تشكيل منظومة من الخدمات المتكاملة التي يحتاجها المستثمر لتكوين وإيجاد قيمة مضافة لبيئة أعمال جاذبة للاستثمارات في السلطنة.