-خاص الهديل-
شكّل تحذير ممثل البنك الدولي ساروج كومار خضة غير مسبوقة في لبنان، واستنفر سياسيوه للتنبّه الى هفواتهم والتلطي خلف اعتبارات سياسية ملحة زعموا انها فرضت عليهم هذه الآلية بتلقي اللقاح من خارج المنصة، وبعضهم الاخر راح يعتد بنفسه ويباهي بأنه رفض عرض تلقيه الطعم تنازلاً منه للشعب اللبناني!
هؤلاء هم انفسهم اعتادوا ان تتم جميع عملياتهم وفسادهم، بعيداً عن الأضواء وبالتكافل والتضامن فيما بين بعضهم البعض، بحيث لا يكون بالإمكان فتح ملف في سبيل تحقيق الإصلاح الا ويتفرع منه الاف الرؤوس المشاركة لتتم لفلفته وعلى طريقة المثل القائل "دافنينو سوا"…
واعتبرت بعض الأصوات ان تهديد كومار فيه انتقاص واجحاف بحق الشعب اللبناني، ذلك انه ليس على الأخير ان يتحمل تبعات فساد الطبقة السياسية واستهتارها، او ان يُعاقب على أفعال حكامه.
ورأى مراقبون ان تحذير البنك الدولي يحمل عدة رسائل واشارات للداخل اللبناني:
-أولاً، تعتبر المرة الأولى التي توجه فيها مؤسسة عالمية تنبيها للبنان بما يؤكد ان الأخير صار تحت مجهر الرعاية الدولية، ما يفتح الباب حول تساؤلات عما قد يحمله المقبل من الأيام مع توجه بعض الأطراف وعلى رأسها بكركي لتدويل العديد من الملفات منها انفجار مرفأ بيروت بعد ان وصلت قناعات الخارج ان المسؤولين اللبنانيين هم ابعد ما يكون عن تحقيق إصلاحات مجدية.
-ثانياً، يعتبر البنك الدولي مصدراً حيوياً للدعم المالي والتقني لجميع البلدان النامية، وبما ان الازمة المفتوحة في لبنان تؤشّر الى حاجة متزايدة للقروض والمساعدات التي يقدمها، لربما شكّل تحذيره رادعاً للتفلت الحاصل، حيث يشير مراقبون الى ان التهديد الذي اطلقه كومار ليس سوى هز العصا لوقف جميع اشكال الهدر وممارسات النهب الحاصلة في لبنان.
من جهة أخرى، تولي مجموعة البنك الدولي أهمية كبرى لمكافحة جائحة كورونا عالمياً، وهي تتوقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 4% عام 2021، إذا شرعت الدول بتوزيع اللقاحات على نطاق واسع خلال العام، وتحرّك صانعو القرار لكبح جماح الجائحة وتطبيق إصلاحات لتعزيز الاستثمار.