-خاص الهديل-
لبى وليد جنبلاط امس دعوة رئيس الجمهورية والتقاه في قصر بعبدا، حيث نصح جنبلاط بإنشاء تسوية وليس المهم الثمن لان الوقت يسير بسرعة نحو كارثة أكبر على كل المستويات في حال لم تشكل حكومة وقف الانهيار او البدء لمعالجته بمنطق دولة. كلام جنبلاط ، أو تحذير جنبلاط علّقت عليه مصادر قصر بعبدا بعبارة غريبة وهي أن الرئيس منفتح على التسوية ولكنه لن يقبل بحكومة من ١٨ وزير.
هذا التعليق يستحق تعليقاّ عليه يقول " فالج لا تعالج".
والواقع أن تلبية جنبلاط لدعوة عون ، وكلام الأول عقب اللقاء المثقل بالقلق بخصوص ما تحمله الأيام المقبلة من امكانيات الدخول في المجهول، أثار عند المراقبين أسئلة قلقة فوق تلك الموجودة لديهم أيضا. والواضح ان جنبلاط لم يرَ في كل المعالجات التي جرت في الأيام الأخيرة، ولا في خطاب نصر الله ، اية مؤشرات تدعو للاطمئنان ولو النسبي ، بل كلها كانت مؤشرات تدعو للمزيد من القلق : فدعوة عون المتلفزة للرئيس المكلف كي يزوره، هي إشارة على أن منطق المزرعة، وليس الدولة، هي السائدة في مؤسسات البلد السيادية. وخطاب نصر الله الذي دعا فيه للعودة إلى حكومة سياسية، هي مؤشر على ان ذهنية المحاصصة، لا تزال هي السائدة. وتلقف باسيل لكلام نصر الله، هو مؤشر على أن ذهنية الغلبة لا تزال هي السائدة. وحسنا فعل جنبلاط حينما قال : لم يعد هناك أقطاب في البلد ، ذلك أن كورونا هو القطب الوحيد المهيمن". وعبارة جنبلاط هذه فيها ما يكفي من الرسائل الذكية لكل القوى المستقوية!!، ولكن المهم أن يفهم اللبيب من الإشارة الخبيرة.
ولم يكن ينقص جنبلاط بعد لقائه بعون الا طرح سؤاله الشهير عليه وعلى كل القوى السياسية، وهو : إلى اين؟؟.
غدا أغلب الظن لن يكون يوما جديدا . كل المؤشرات تشي بذلك ، ولكن غدا في مسار الازمة ، لن يكون كالايام السابقة، ذلك أن كورونا الازمة السياسية لا لقاح محلي ولا دولي لها ، ولا ينفع معها رفع شعار لا داعي للقلق. فالازمة وصلت إلى الحائط المسدود سياسياً ، وهذا أمر أصبح ظاهراً، وحتى لو تم تشكيل الحكومة وفق الوصفة الفرنسية، بدليل ما بشر به نصر الله بخصوص ان اية حكومة غير سياسية ستسقط بالشارع . كما أن الازمة من ناحية أخرى يمكن أن تظل عالقة داخل بيت العنكبوت العوني حيث توجد بوجه حكومة المهمة شروط باسيل الذي اخذ من كلام نصر الله جرعة امل وتقوية.
وهكذا فان لبنان موجود في حصار مواقف أطرافه السياسية لانفسهم وللانقاذ؛ حيث ان نصر الله طرح في ربع الساعة الأخيرة قبل يوم الاثنين، " مبادرة حارة حريك" بوجه " مبادرة ماكرون". وباسيل طرح الاستقواء بكلام نصر الله بدل استفواء لبنان بحكومة المهمة. وجنبلاط استنتج ان لبنان ذاهب لحكم وانتداب كورونا السياسي والصحي والمعيشي.
هناك إجماع على أن الازمة الصعبة لا تزال موجودة بين أيدي القوى التي تسببت بها، والأخطر ان هذه القوى لا تزال تصر على معالجتها وفق الوصفة السياسية السابقة التي تؤدي اليوم إلى احتضار المريض.