-خاص الهديل-
التحرك الفرنسي تجاه حل أزمة الحكومة يشهد زخما في هذه الفترة ، وذلك من خلال بدء محاولة جادة تقوم على ثلاثة اتجاهات :
الاتجاه الاول: والأهم يتعلق بنوع من التكامل بين الحركة الفرنسية والحركة المصرية. ويتضح هذا الأمر من خلال قيام وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارة إلى بيروت يوم الخميس، وفي طريقه إلى لبنان سيزور شكري باريس للتباحث بشأن إنشاء تطوير تحرك مشترك بهدف إلى تذليل العقبات التي تواجه تشكيل الحكومة.وبالاساس فإنه منذ بدء مبادرة ماكرون في لبنان،كانت مصر تواكبها من خلال اتصالات داخل لبنان من أجل تأمين فرص نجاحها.
الاتجاه الثاني: الذي يتحرك بالتوازي مع المبادرة الفرنسية يتمثل بالجهد الذي تبذله الجامعة العربية لمساعدة القاهرة وباريس بالتوصل لحل لازمة الحكومة العتيدة اللبنانية، ومن ثم ايجاد مسار حل لمجمل الازمة اللبنانية.
وبخصوص تطبيقات مساهمة الجامعة العربية في دعم الجهد الفرنسي-المصري، فأنه سيصل إلى لبنان في الأيام القريبة حسام زكي مساعد امين عام الجامعة العربية، حاملا معه دعم الجامعة لمسيرة إنقاذ لبنان. ويمكن القول أن هناك عملا عربيا وأوروبيا مشتركا لايجاد مخرج للازمة اللبنانية، ويبدو واضحا أن الاميركيين ليسوا بعيدين عن هذا الجهد الأوروبي العربي المشترك.
الاتجاه الثالث: الذي يساند جهود مصر وباريس لإنتاج حل في لبنان، يتمثل بدعم من الفاتيكان لمسار مبادرات الحل، وذلك على مستوى تشكيل حكومة في المدى القريب، والذهاب إلى إيجاد حلول لمشاكل لبنان المعقدة على المدى البعيد.
والواقع أن الإسهام الفاتيكاني بحل الازمة اللبنانية، تعكسه مبادرة الكاردينال الراعي بشقيها المتعلقين من جهة أولى، وعلى المدى الراهن،بالحث على تشكيل حكومة، ومن جهة ثانية،وعلى المستوى البعيد،بالدعوة لإعلان حياد لبنان.
ويمكن القول أنه منذ بدء المبادرة الفرنسية كان هناك نوع من الشراكة بينها وبين المصريين.
وتقول مصادر مطلعة أن ازمة لبنان أصبحت حاليا بين يدي مبادرة فرنسية مدعومة أوروبيا مشتركة مع مبادرة مصرية مدعومة عربيا من الجامعة العربية، فيما واشنطن الفاتيكان يمنحان هذا المسعى الأوروبي العربي تاييدا واضحا.
وتتوقع هذه المصادر أن يكون الاسبوعان المقبلان مساحة لتزخيم المبادرة الفرنسية والعربية، بحيث يصبح من الممكن القول أن تشكيل الحكومة قد يلد خلال الايام ال١٥ المقبلة.
ولا تستبعد هذه المصادر أن يقوم الفاتيكان خلال الأيام القليلة بإرسال موفد إلى لبنان او الاستعاضة عن ذلك بإطلاق رسالة من أجل لبنان من البابا فرنسيس.