-خاص الهديل-
زيارة الرئيس سعد الحريري لموسكو، حملت الكثير من المؤشرات، وذلك حسبما تناولتها مصادر مراقبة للزيارة من موقع مستقل.
ولقد أوردت هذه المصادر المتصفة بأنها مستقلة، الملاحظات التالية عن زيارة موسكو للحريري:
أولا- الزيارة تعاملت معها موسكو بوصفها زيارة رسمية وزيارة دولة
وكان لافتا أن الخارجية الروسية وصفت ضيفها الحريري بأنه رئيس حكومة لبنان ولم تطلق عليه صفة الرئيس المكلف.
وعندما تمت مراجعة مصادر روسية عن السبب التي جعلت الخارجية الروسية تصف الحريري برئيس الحكومة وليس بالرئيس المكلف، كشفت هذه المصادر عن سببين اثنين: الاول ان الحريري تمت تسميته كرئيس للحكومة من قبل أغلبية نيابية، وعليه فهو قانونيا رئيس حكومة.
والسبب الثاني هو رغبة موسكو بعدم الوقوع في فخ قوى لبنانية حاولت أن تتعامل مع الحريري ضمن صفة انه رئيس حكومة سابق، وكان هدفها من ذلك التقليل من أهمية دور الحريري في الحياة السياسية اللبنانية، ومن أهمية الدور المؤمل منه في هذه المرحلة لإنقاذ لبنان. وعليه فان موسكو كانت حريصة على تسمية الحريري بلقب رئيس الحكومة اعترافا منها بمكانته ودوره في إنقاذ البلد.
ثانيا- لم تخف موسكو خلال زيارة الحريري لها، تأييد القيادة السياسية الروسية لحكومة برئاسته.
وتعتبر موسكو أن الحريري هو فرصة يجب على لبنان التمسك بها، نظرا للإمكانات التي يستطيع توفيرها لبنان في هذه المرحلة.
لقد بحثت موسكو مع الحريري في قضايا الاستثمار في لبنان، كما استمعت باهتمام لمطلبه بتزويد لبنان بجرعات كبيرة من اللقاح الروسي.
والملاحظ أن زيارة الحريري إلى موسكو تزامنت مع زيارة الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة إلى موسكو.
ورغم عدم وجود ربط سياسي بين تواجد الحريري والدبيبة في روسيا في نفس الوقت، إلا أن هناك ربطا معنويا وذلك لجهة ان الحريري يبحث في روسيا عن حلول لبلد يعاني من الانهيار ، ونفس الأمر يفعله الدبيبة المعني بإعادة الاستقرار إلى ليبيا.
ثالثا – تأتي زيارة الحريري إلى موسكو بعد زيارة وفد حزب الله إلى روسيا. لكن مصادر لبنانية مواكبة للزيارتين تقول انه لا يوجد أي ربط بينهما، فالحريري زار موسكو من أجل الوضع في لبنان، بينما حزب الله زار موسكو من أجل الوضع في سورية.