-مقدمة الهديل-
نعيش اليوم ذكرى مجزرة قانا، نستذكر شهداءنا الذي تجاوزوا المئة حينها، نتيجة عمليات عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
ومع تحررنا من احتلال الخارج، انتقلنا للعيش في ظل احتلال داخلي، يقتل الشعب اللبناني ويهدر دمه ويدمر كل أمل تبقى له للعيش على هذا الكوكب.
وأمام مشهد الدمار هذا تتخبط القوى السياسية، يصف نائب رئيس تيار المستقبل ما يجري على الصعيد القضائي أنه "ابتزاز تحت مسمى عدالة".
فيما اعتبر البطريرك الراعي، حديث المسؤولين عن إصلاح بالعبث السياسي، ما لم تتشكل حكومة من اختصاصيين.
واسترسل الراعي: "لا نستطيع قبول خيار المسؤولين سلك طريق الانهيار".
حسنًا، ولكن ما العمل.. ما الخطوات المطلوب إجراؤها لحث القوى السياسية على التحرك لوقف الانهيار وتداعياته.. هل من حل لديهم؟ وهل الحل موجود عندهم؟
محلياً:
أهالي الطلاب في الخارج: ملفنا لا يحتمل التأجيل:
استنكرت جمعية “أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج”، في بيان، “عمليات السطو المنظم التي ينتهجها مصرف لبنان وجمعية المصارف في تنفيذ قانون الدولار الطالبي 193، وكأنهم جعلوا من تحويره ملاذا آمنا لتسهيل مكاسبهم، بحيث اعتادوا نهج التضليل والمراوغة للتهرب من تطبيقه، غير آبهين بالنتائج الكارثية التي لحقت بطلابنا”.
كذلك استنكرت “أسلوب البيانات المكثفة وآخرها بيان الأمانة العامة لجمعية المصارف عن بقيمة التحويلات المالية للطلاب في الخارج التي بدت خيالية ومنافية للحقيقة، وهذا ما نستنكره ونجد في الأمر شبهة واضحة وشكوكا كثيرة، لذلك نعتبر ان هناك من استغل قانون الدولار الطالبي واستباح المال العام بالتعاون بين التجار وسماسرة المصارف والمصرف المركزي، وكل ذلك باسم قضية الستة آلاف طالب في العالم الذين اصبحوا ضحايا الفساد ولم يحصلوا على حقهم الذي شرعه لهم القانون حتى الآن. وسبقت تلك الظاهرة، تجربة اهالي الطلاب مع الصرافين الذين استولوا على مئات ملايين الدولارات من البنك المركزي، ولم تصل الحقوق لأي طالب”.
وتوجهت الجمعية إلى مؤسسات التفتيش المالي والقضائي واضعة أمامهم “هذا الملف الذي اصبح بندا مهما ولا يحتمل التأجيل، للبدء بالتحقيق والتدقيق الشفاف لصون اموال الناس التي تعيش أصعب الأزمات الاقتصادية، ومع ذلك ترى اموالها تتبعثر بدون وجه حق”.
كذلك، توجهت الى رئيس الجمهورية ميشال عون “ليكون الحكم والمرجع الصالح لحماية المال العام بوضع هذا الملف من اولويات بنود التدقيق المالي الجنائي، لاننا ما زلنا في وطن لم تتفكك قوانينه بعد، والفرض على حاكم مصرف لبنان ايداع القضاء جداول تبين اسماء الطلاب المستفيدين وقيمة الاستفادة لكل طالب إن لجهة الصرافين أو المصارف”.
الراعي: عبثاً يتحدثون عن تدقيق جنائي وإصلاح ما لم تتألف حكومة اختصاصيين:
أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أنّ "شعب لبنان يتعرّض لحرب اقتصادية مفتوحة تستدعي الانتصار بالصمود والبقاء في الوطن".
وفي العظة التي ألقاها خلال ترؤسه قداس الأحد في بكركي، قال: "ما لم تتألّف حكومة من اختصاصيين من غير الحزبيين عبثاً يتحدّثون عن تدقيق جنائي وإصلاح"، مشدّداً على "أنّنا نريد حكومة واحدة لكلّ اللبنانيّين وللبنان واحد، لا مجموعة حكومات في حكومة ولكلّ طائفة حكومتها".
وأضاف الراعي: "قدرنا أن نعود إلى النهضة والازدهار ولا نستطيع قبول ممارسة الجماعة السياسية ولا نستطيع قبول سلوك درب الانهيار كما إقفال كل باب يأتي منه الخير للشعب وللبنان أكان من الدول المانحة أو من صندوق النقد الدولي أو من الدول العربية الشقيقة".
وجاء في عظة الراعي:
"إنّ الذين يصنعون الخير يختبرون حضور الله في حياتهم. اليوم شعب لبنان يتعرّض بكل فئاته ومناطقه، لحربٍ اقتصاديّةٍ ونقديّة ومعيشيّة مفتوحةٍ تستدعي مواجهتَها والانتصارَ عليها بالصمود الذي يبدأ بالبقاءِ في لبنان للحفاظِ على وجودِنا وهوّيةِ الأرضِ والوطن. الكنيسة، بطريركيّةً وأبرشيّات ورهبانيّات ومؤسّسات ومنظّمات خيريّة تابعة لها ومحسنين من أبنائها، كلّهم يلتزمون بتوفير الحاجاتِ الماديّةِ للعائلات المعوزة. إنّنا، بانتظارِ عودةِمؤسّساتِ الدولة المركزيّةِ، ندعو جميعَ السلطاتِ المحليّةِ والبلديّاتِ واتّحاداتِ البلديّات، والجمعياتِ المدنيّةِ والأحزابِ والنوادي والتعاونيّات والنِقابات والفئاتِ الميسورة إلى توحيدِ الجهود، وإلى استعمالِ جميعِ القدراتِ الشرعيّة الاقتصاديّة المتوافرِةِ في القرى والبلدات والمناطق لتأمينِ إنعاشٍ اقتصاديٍّوزراعيِّ وتجاريٍّ وسياحيٍّ وماليٍّ، من شأنه أن يؤمِّنُ مقتضياتِ الحياةِ والصمودِ للأفرادِ والعائلات، وأن يثني الشبابِ عن الهِجرة، ويساعد اللبنانيّين على منعِ سقوطِ وطنِهم، وعلى استعادةِ دولتِهم الواحِدة والمحرّرة من ذوي المصالح الخاصّة والمشبوهة. قَدرُنا أن نبقى أمناءَ على هذا الوطنِ ونمنعَ الاستيلاءَ عليه. قَدرنُا أن نقومَ من بين أنقاضِ الدمارِ والانحطاطِ والانهيار. قَدَرُنا أن نعودَ إلى النهضةِ والبناءِ والازدهارِ والسلام.
لا نستطيع بأيّ شكلٍ من الأشكال قبول ممارسة الجماعة السياسيّة خصوصاً المقامين في السلطة، أعني خيارهم سلوك درب الإنهيار، مكابرتهم على قبول الحلول المتوافرة، إقفالهم كلّ باب يأتي منه الخير والمساعدات للشعب وللبنان، أكان من الدول المانحة، أم من صندوق الدعم الدوليّ، أم من الدول العربيّة الشقيقة، وبالمقابل إبقاءهم معابر الهدر والتهريب على الحدود الشماليّة والشرقيّة مفتوحة على مصراعيها.
العالمُ ينتظرُ أن تُؤلّفَ حكومةٌ ليتّخذَ المبادراتِ الإيجابيّةَ تجاه لبنان. ما من موفدٍ عربيٍّ أو دوليٍّ إلا ويُردِّدُ هذا الكلام. جميعُهم يَتوسَّلون المسؤولين عندنا أن يَضعوا خلافاتِهم ومصالحَهم وطموحاتِهم الشخصيّةَ جانبًا، وأن يَنكبّوا على إنقاذِ البلادِ.ما لم تتألفْ حكومةُ اختصاصيّين غيرِ حزبّيين لا هيمنةَ فيها لأيِّ طرفٍ، عبثًا تَتحدثون، أيهّا المسؤولون، عن إنقاذٍ، وإصلاحٍ، ومكافحةِ فسادٍ، وتدقيقٍ جنائي، واستراتيجيّةٍ دفاعية، ومصالحةٍ وطنيّة. إنَّ معيارَ جِديّةِ المطالبةِ بكلِّ هذه المواضيع هو بتأليف الحكومة. فلا تَلهُون المواطنين بشؤونٍ أخرى، وهم باتوا يميّزون الحقَّ من الباطل.
لكي تكون الحكومة الجديدة فاعلة وقادرة على إجراء إصلاحات وشدّ عُرى الوحدة الوطنيّة استُبعدت حكومة من كتل نيابيّة، لئلّا تكون مجلسًا نيابيًّا مصغّرًا تتعطّل فيها المحاسبة والمساءلة. واستُبعدتحكومة حزبيّة، منعًا لخلافات داخليّة تعطّل عملها. وكان الإتّفاق أن تكون حكومة من إختصاصّيين ذوي خبرة في شؤون الدولة وفي مختلف حقول الحياة، ومجلّين في أخلاقيّتهم ونتاجهم. فإذا بنا نسمع اليوم بحكومة من وزراء طائفيّين ومذهبيّين يعيّنهم السياسيّون. في دستورنا، لبناندولة مدنيّة، طوائفها تنتمي إلى ربّها. وميثاقنا الوطنيّ يقتصر على الشراكة الوطنيّة في إطار المناصفة والمساواة. ليس لبنان بحكم هويّته دولة دينيّة وطائفيّة ومذهبيّة،بل الإنتماء إليه هو إنتماء بالمواطنة لا بالدين.
إنّنا نريد حكومة واحدة لكلّ اللبنانيّين وللبنان واحد، لا مجموعة حكومات في حكومة، لكلّ طائفة حكومتها داخل الحكومة، منعًا لنزاعات طائفيّة ومذهبيّة يرفضها عيشنا المشترك الذي يميّز لبنان عن سواه من الدول المحيطة.
أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء، نأمل ان نتعظمن جائحة كورونا التي إجتاحت الكرة الأرضيّة بكاملها، من دون سلاح وجيوش وأموال، وركّعت الجميع بدءًا من الكبار، فتؤول بنا جميعًا إلى وقفة وجدانيّة مع الذات ومع الله، لكي يدرك كلّ واحد منّا هشاشة الحياة، ويبدّل مجرى حياته، ويوجّهه إلى الخير والحقّ والجمال. لله المجد والتسبيح الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".
دولياً:
طهران تتوعد بالرد على هجوم نطنز في الزمان المناسب:
أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، أن الرد على الحادث "الإرهابي" في منشأة نطنز النووية ضرورة حتمية وسيأتي في الزمان المناسب.
وخلال اجتماع البرلمان قال قاليباف، اليوم الأحد، إن "العلماء الإيرانيين الشباب حققوا مرة أخرى مفخرة لبلادهم، وتمكنوا من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، ما يعد حدثا تاريخيا في مجال العلم والتكنولوجيا، وله أيضا تداعيات سياسية مهمة".
وأضاف قائلا: "إن أعداء الشعب الإيراني متورطون في أنشطة إرهابية ضد الصناعة النووية الإيرانية، وكانوا يسعون من خلال الأعمال الإرهابية الى تعطيل أو تقليص النشاطات النووية".
وأوضح قاليباف أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة تحقق في إطار المادة الأولى من قانون العمل الاستراتيجي، وفي فترة وجيزة للغاية، ما أظهر الحد الأدنى بين الفاصل الزمني واتخاذ القرار والعمل في الصناعة النووية في البلاد، وذلك بفضل جهود العلماء الإيرانيين الشباب.
وأشار قاليباف الى أن هذا الإنجاز المهم أثبت أن الصناعة النووية الإيرانية أصبحت محلية، وأن أي عمل غير مدروس وأي ضغوط تمارس لزعزعة الارادة الوطنية لتحقيق التقدم العلمي ستبوء بالفشل .
وأكد قاليباف على رفع مستوى حماية المنشآت النووية من قبل الجهات المسؤولة، مشددا على أن "الرد على الهجوم الإرهابي على نطنز، بات أمرا مؤكدا وسينفذ في الوقت المناسب".
ونوه بأن "العدو" وضع استراتيجية لتقويض المباحثات (في فيينا) من خلال إطالتها دون تحقيق أي نتيجة، من أجل تعطيل كامل الهيكل السياسي والاقتصادي للبلاد، موضحا ان العدو يريد فرض مطالبه على إيران من خلال الخداع والضغوط، ومنع الشعب الإيراني من الوصول إلى اقتصاد خال من العقوبات.
ماذا كتبت الملكة إليزابيث في وداع زوجها الأمير فيليب؟!
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لرسالة كتبتها ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، على تابوت زوجها الراحل الأمير فيليب وتظهر أنّها تحمل عبارة "أحبّك".
وذكر برنامج "توداي" الأميركي، أنّ الملكة إليزابيث وخلال جنازة دوق إدنبرة التي أقيمت السبت في قلعة وندسور، وضعت على التابوت إكليلاً من الزهور، ورسالة حزينة بخطّ يدها لم يكن واضحاً ما تحتويه، سوى عبارة "أحبك".
وتكهن بعض المحققين على وسائل التواصل بأنّ الرسالة تقول "حبيبتك ليليبت"، التي تستخدم من قبل العائلة المقربين، وهو لقب تلقته الملكة عندما كانت صغيرة لأنّها لم تستطع نطق اسمها.
وكان من المعروف أن الأمير الراحل فيليب يستخدم هذا اللقب في رسائله إليها، عندما كتب مرة إلى الملكة الأم، "عزيزتي ليليبت.. أتساءل عما إذا كانت هذه الكلمة كافية للتعبير عما بداخلي".
وبدأ الزوجان الملكيان في تبادل الرسائل لأول مرة في بداية خطبتهما، بعد أن التقت إليزابيث البالغة من العمر 13 عاما بفيليب، وهو أمير دنماركي يبلغ من العمر 18 عاماً، ونظراً لأن فيليب كان على وشك الانضمام إلى البحرية الملكية، فقد انقطعت علاقتهما الشخصية حتى بدأ الاثنان في تبادل الرسائل، وعندما عاد فيليب طلب من والدها الملك جورج السادس يد ابنته للزواج.
وكان قصر "باكنغهام" كشف عن إجراءات مشددة ستتبعها ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية خلال جنازة الأمير الراحل فيليب الذي توفي الجمعة الماضية عن 99 عاماً.
وبسبب القواعد الصارمة لمكافحة فيروس "كورونا" في بريطانيا بشكل عام وبالقصر الملكي خاصة، جلست الملكة البالغة من العمر 94 عاماً بمفردها بعيداً عن أفراد العائلة المالكة، وارتدت كمامة في ساحة كنيسة القديس جورج، مع اتباع جميع المعزين لقواعد التباعد الاجتماعي.
أمنياً:
في الليلكي… جريمة في وضح النهار:
وقعت جريمة في منطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث أقدم "ق. ن. زعيتر" على إطلاق النار على "ع. ط. حجولا" وهو في العقد الرابع، ممّا أدى إلى مقتله على الفور.
وتُشير المعلومات إلى أنّ الجريمة حصلت نتيجة خلافات ثأريّة. وتشهد المنطقة استنفاراً من قبل عائلتي حجولا وزعيتر. كما تقوم القوى الأمنية بمتابعة الموضوع من أجل توقيف مطلق النار.
إطلاق نار على دوريّة للجيش:
صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي:
"بتاريخ 18 / 4 / 2021 فجراً واثناء قيام دورية من مديرية المخابرات بملاحقة صهريج في منطقة شعث-بعلبك محمّل بمادة البنزين معدة للتهريب، تعرضت لاطلاق نار من شخص يستقلّ سيارة رباعية الدفع تواكب الصهريج ما اضطر عناصر الدورية إلى الرد بالمثل، وقد اسفر تبادل اطلاق النار إلى اشتعال الصهريج بعد فرار سائقه وتوقيف مطلق النار المدعو (م.ج). واثناء اقتياد الاخير إلى احد المراكز العسكرية تعرضت الدورية مجددا لاطلاق نار من قبل مجهولين.
كما دهمت دورية اخرى من مديرية المخابرات منزل المطلوب (ع.م) في بلدة حور تعلا واوقفته كونه متهم بجريمة قتل عام ٢٠٠٧ واقدامه بتواريخ سابقة على اطلاق النار باتجاه دورية لمديرية المخابرات، وافتعال المشاكل مع آخرين.
بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص وتجري المتابعة لتوقيف باقي المتورطين".
ما جديد كورونا ؟
أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا اليوم الأحد، عن 'تسجيل 1900 إصابة جديدة بكورونا (1858 محلية و42 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 510403'.
ولفتت الوزارة في تقريرها، إلى تسجيل '39 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 6925'.
مقدمات نشرات الأخبار :
Otv:
الى زواريب السجالات السياسية، وتعابير الاسفاف والانحطاط والحقارة المعتادة، يحاول البعض جر قضية بحجم مصير وطن وشعب، جسدتها في اليومين الماضيين قاضية تحولت هي بذاتها الى قضية… قضية القضاء على الفساد بدل القضاء على الوطن.
فبين بيانات سياسية فارغة، وتصريحات وتغريدات سخيفة، وعظات وخطب وخطابات لم تعد يقدم جديدا، راح ارباب المنظومة الفاسدة، بفروعها كافة، يتبارون اليوم في التهجم على غادة عون.
كأني بهم يعودون بنا اياما الى الوراء، الى مشهدية الحق المصلوب، يوم راح الجنود يهزأون ويسخرون، من دون ان يعلموا انهم في النهاية هم المائتون فيما الحق الذي ظنوا انهم أماتوه، هو الحي.
مشهدية لم ترتبط يوما بزمان ومكان، بقدر ارتباطها بكل زمان ومكان وحق وانسان.
هل القضاء اللبناني بخير؟ فليسأل كل لبناني نفسه هذا السؤال، وهو ضمنا يعرف الجواب.
وليقارن كل لبناني بين مشهد القاضية المتمردة بالحق، وصورة جمهور الفساد، العابر للطوائف والمذاهب والمناطق والجماعات والمجموعات والاحزاب، كيف يهزأ ويسخر. والمقارنة وحدها كفيلة بتظهير الحقيقة…فمن تصدقون؟
واذا كانت القاضية القضية استقطبت الاضواء في اليومين الماضيين، فعمليات التسلل التضليلية على الجبهات الاخرى لم تتوقف.
منها مثلا، ما نقله احدهم عن اجتماع وفد التيار الوطني الحر بدايفيد هايل، وقد نفاه المشاركون.
اما في موضوع التدقيق الجنائي، الذي بات يختصر كل عناوين الاصلاح في لبنان، فهو طبعا يحتاج الى حكومة. ليس لإطلاقه طبعا، لأنه انطلق… بل لمنع العرقلة ولوقف المماطلة التي تطل برأسها يوما، لتعود وتختبئ اياما، متحينة فرصة انقضاض جديد على الامل الاخير.
ان الحكومة المطلوبة اليوم، في وطن يصارع من اجل الحياة والبقاء، هي حكومة تواكب التدقيق ولا تمنعه… حكومة تحول دون تجسيد النوايا المبيتة حقائق غير قابلة للنقض بأكثرية النصف زائدا واحدا من عدد الوزراء، التي يحور البعض ويدور لمحاولة فرضها على الناس. وهنا بالتحديد بيت القصيد وجوهر القضية في ملف التشكيل
Lbc:
بالتكافل والتضامن، ومن تحت الطاولة وفوقِها، أسقطت الطبقة السياسية قانون الكابيتال كونترول.
والكابيتال كونترول، لو طبق منذ تشرين الاول ٢٠١٩، لكان أغلق احد مزاريب هدر المال العام، وتحويل الاموال والودائع الى الخارج، ولكان منع الاستنسابية التي تمارسها المصارف باخراج الاموال بين كبار المودعين، اصحاب "السوبر واسطة" وغالبية اللبنانيين.
فغالبية اللبنانيين عاجزة عن سحب ولو حتى عشرة دولارات من حسابها، اما اصحاب السوبر واسطة، فأموالهم تتنقل من لبنان الى الخارج، اما بالمونة واما "بالبرطلة"، واما بالتهديد المهذب او المكشوف.
بغياب قانون الكابيتال كونترول، أحكمت الطبقة السياسية الخناق على المصارف التي ربما استفادت من عدم وجود القانون في مراحل الانهيار الاولى.
اما اليوم، فالمصارف والناس وحتى اموال الاحتياطي في المصرف المركزي في مأزق، في ما تمارس الطبقة السياسية ضد المصارف كل انواع الابتزاز لاخراج الثروات.
اخراج الاموال ليس اذا جريمة يعاقب عليها القانون، انما عدم اقرار فانون الكابيتال كونترول فهو الجريمة التي يرتكبها النواب كل يوم، في حقنا جميعا، وهي جريمة اخلاقية تعاقب عليها المجتمعات. وهنا بيت القصيد.
هل مجتمعنا بخير؟ هل هو حقا يريد كشف من سرق امواله ،ام انه كما دائما يريد حماية طائفتِه اولا وزعيمِه ثانيا؟ هل سياسيونا بخير؟
وهم يمعنون جلسة بعد جلسة، واقتراحا بعد اقتراح، بتمييع القانون، لدرجة انه ممكن القول اليوم: "ما بقا حرزانة … ما يللي ضرب ضرب ويللي هرب هرب".
هل قضاؤنا بخير؟ وقضاتنا يُعَينون من مراجع سياسية، تتخاصم فيتخاصمون وتتصالح فيتصالحون؟ هل قضاتنا بخير، ولم نجد لهم حكما واحدا في ملف فساد يدحرج رؤوسا كبيرة؟
اليوم، أخرجت القاضية غادة عون كل هذه الاسئلة الى العلن، اما الاجوبة فستتضح الاسبوع المقبل، وهي على الارجح ستأتي على شكل تسوية، لا يموت فيها الديب ولا يَفنى الغنم.
خلال الحرب العالمية الثانية، وفي عز المعارك التي تخوضها بريطانيا، قال احد البريطانيين لونستون تشرشل: الخراب عم البلاد، والاقتصاد تراجع والرشوة تطال الجميع، فرد تشرشل: هل قضاؤنا بخير؟
فجاءه الجواب: نعم، فأجاب: اذن بريطانيا بخير.
واليوم، نحن نسأل: هل قضاؤنا بخير؟ كلا، ليس بخير، طالما ان يد السياسيين تمتد اليه لتتلاعب بحقوق الناس.
المنار:
تكسرُ زيارةُ رئيسِ الحكومةِ المكلفِ حسان دياب الى قطر هذا الجمودَ السياسيَ القاتلَ على أملِ أن تكسرَ هذا الحصارَ الخانق، فهل تشكلُ الخطوةُ بعضَ متنفسٍ للبلدِ الـمُغَرَّقِ بالازماتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والمعيشية؟ الرئيسُ دياب يحملُ ملفاتٍ الى الدوحة طالباً المساعدة ، فهل تكونُ الاطلالةُ الاولى للرئيسِ دياب عربياً أكثرَ من مجردِ استطلاعية؟ الامرُ مرتبطٌ بمدى التجاوبِ القطري، على أنه تمَ رصدُ زيارةٍ استطلاعيةٍ اخرى يقومُ بها وفدٌ روسيٌ الى بيروتَ تتوقفُ هذه المرةَ على مدى التجاوبِ اللبناني .
شركةٌ روسيةٌ كبرى تحملُ عروضاً مغريةً فيما يتعلقُ باعادةِ اعمارِ المرفأِ والكهرباءِ وغيرِها من القطاعات. وبينَ وفدَي الذهابِ والايابِ لاعبٌ سلبيٌ مشترك ، فهل تُرفعُ البطاقةُ الحمراءُ الاميركيةُ بوجهِ ايِّ مساعدةٍ قطريةٍ أو رغبةٍ لبنانيةٍ بالتوجةِ شرقاً ولو جزئياً؟ وان كانَ الشقُ القطريُ خارجاً عن ارادتِنا ، فانَ الشقَ الثانيَ لبنانيٌ نحنُ من نُقرِّرُ فيه شرطَ توافرِ الارادةِ والمصلحةِ الوطنيةِ تماماً كما هو مطلوبٌ اليومَ من القضاء، فمطرقةُ القاضيةِ غادة عون على أبوابِ مكاتبِ مكتف ، طَرقت أبوابَ كلِّ المتضررينَ الذين حولوها الى الحلبة السياسية.
الى الحلْبةِ الجنوبيةِ تعودُ الذاكرة ، الى ربعِ قرنٍ حيثُ اَسقطت المقاومةُ عناقيدَ الغضب ، فردَّ الصهياينةُ بحقدِهم على عُزَّلٍ كانوا يحتمونَ بمظلةِ الاممِ المتحدةِ فكانت مجزرةُ قانا الاولى حيثُ دمُ نَيسانَ يتفتحُ في الثامنَ عشرَ من كلِّ ربيعٍ وروداً ورياحينَ حرية.
الجديد:
على ارتفاعِ حرارةٍ وَصلت الى ستٍ وثلاثينَ درجة مئوية طار الرئيس حسان دياب إلى أولِ الغيث قطر.. الدولةِ التي فَكّت عنه حصاراً طَوّقَ حكومتَه منذُ تشكيلِها. ينضمُّ رئيسُ حكومةِ تصريف الأعمال إلى روّادِ "شم الهواء".. لكنّه هواءٌ برياحٍ خمسينية تُرافقُ سوءَ طالَعِه وتقودُ إلى حصيلةِ زيارات "شِمّ ولا تدوق". وعلى جَناحِ رياحٍ كَنَسية يغادرُ الرئيسُ المكلف سعد الحريري إلى الفاتيكان الأسبوعَ المقبل ويُمضي في روما ثلاثةَ أيامٍ يتوِّجُها بلقاءِ الحبرِ الأعظم البابا فرنسيس وسَواءٌ بطَلَعاتِ الحريري أو بكسرِ حصارِ دياب فإنّ الرئيسين يذكّران العالم بأنّ لبنان ما زال بلداً على الخريطة ولم يتعرّض للذَوبان بعد.. وإنّ كان في طريقِه إلى التحلّل والزياراتُ الهوائية وإنْ جاءت بجُرُعاتٍ تذكيرية، فإنّها تُجرى على وقْعِ الفراغِ المدوّي في تأليفِ الحكومة.. والصراخِ الأكثرَ دَويّاً في نادي القضاء الذي أُصيب بجراحٍ مُبرحة وغداً يتحرّك مجلسُ القضاء الأعلى في اجتماعٍ طارئ لبحثِ مِلفّ القاضية غادة عون وهو الذي كان قد حَدّدَ الثلاثاء موعداً للاستماع إلى قاضيةِ جبل لبنان بعد تمنُّعِها أربعَ مراتٍ عن الحضور لكنْ ما هو دورُ جهازِ التفتيشِ القضائي الذي ناشدته وزيرةُ العدل وضْعَ اليد؟ في مضمونِ قرارته فإنّ التفتيشَ القضائي له صلاحيةُ رفعِ القراراتِ الظنية.. ويُعطيه القانون حقَ الإقتراح على مجلسِ القضاء الأعلى اتخاذَ التدبيرِ المناسب بحقِ أيِ قاضٍ منها تطبيقُ المادة الخامسة والتسعين التي تتعلّقُ بعزلِ قاضٍ لعدمِ أهليتِه وعملياً فإنّ التفتيش له رئيسٌ وتسعةُ أعضاء يَعملون تحتَ إشراف وزيرِ العدل والرئيس الذي يَشغَلُ هذا المَنصِب هو القاضي بركان سعد الذي لم لا يُشهر بطاقةِ نَسَبٍ حزبية.. علماً أنه محسوبٌ في العُرفِ اللبناني على تيار المستقبل وبركان سعد.. بات المطلوبُ منه اليوم أن يكونَ إسماً على المسمّى الأول.. بركاناً في قراراتِ المحاسبة القضائية.. غيرَ متأثرٍ برياحِ سعد في السياسة المحلية فالقضاءُ اليوم يترنّح ويتقاعد ويدخنُ السيجار عن بُعد.. ويُحيلُ إلى الادراج مِلفاتٍ تَمَسُّ بأمنِ المواطن حياتياً ومالياً.. ولا يتحرّك إلا بناءً على استنابةٍ صادرة من مرجِعياتٍ سياسية إلى أنْ تَوزّعَ العدلُ محسوبياتٍ وليس أقلُها ميزانَي: فَرعُ قضاء علي ابراهيم الموصول بمِطرقة الرئيس نبيه بري.. وفرعُ قضاء غادة عون ببثِّه المباشر من قصر بعبدا أو ميرنا الشالوحي وقياساً على ذلك تتوزّعُ النياباتُ العامة في المناطق لتيارِ المستقبل وأمل والتيارِ الوطني والاشتراكي ليَصبِحَ "العدلُ أساسَ المُلكِ السياسي" وإذا كانت غادة عون القاضية القضيةَ اليوم.. فإنّ عدمَ ضبطِ الموازين في القضاء سيَفتحُ الباب غداً على حالاتٍ أكثرَ تمرداً.. وكلٌ سوف يُصفِّق له ناسُه ومناصروه ولمّا كان التفتيش سيتحرّك, فليسألْ في طريقِه، ولو من بابِ العتب، على مصيرِ التشكيلاتِ القضائية التي طَلَعَ عليها العشبُ تحتَ أدراجِ بعبدا وحَجَزها رئيسُ الجمهورية، بدايةً لأنها تشكيلاتٌ قصّت جَناح غادة عون.. وثانياً في انتظارِ إدخالِ قُضاةٍ جُدُد إلى المسرحِ القضائي سيُقسِمُون اليمين على تأييدِ التيار ونصبحُ أمامَ سِلكٍ عدليٍ ممسوك من تحت إلى فوق.. وتتوسع رُقعةُ السياسيين في احتلالِ التشكيلات.. ويحيا العدل واليوم فإنّ القضاء يَطلُبُ العدالة بكَفِّ اليدِ السياسية والبَدْءِ بتطبيقِ استقلاليةِ القضاء عَفوياً، وبتطوُّعِ ذاتي من دونِ انتظارِ قوانينَ من مجلس النواب.. وتلكَ ستكونُ موادَ الانتفاضة التي دَعت إليها الوزيرة ماري كلود نجم وإذا كانت بوابةُ التفتيشِ القضائي قد ذُيّلت في الأشهرِ الأخيرة بعبارة "مُقفل.. بسبب الكورونا".. فإنّ جائحةً غيرَ مُستجِدّة تَستعجِلُه اليوم فتحَ أبوابِ التحقيق على كلِ الجبهات فهل سيثورُ البركان؟ أم ينفجر تحتَ الضغطِ السياسي؟