تأثرت كل القطاعات حول العالم بجائحة كورونا التي غيّرت حياة البشر وقلبتها رأسا على عقب، ومما لا شك فيه ان الفن قد تاثر هو الآخر بهذه الجائحة، حيث تراجعت الانتاجات والاعمال الفنية والدرامية وبشكل خاص في عاصمة الفن هوليوود، التي اصاب المرض العديد من نجومها، اما اليوم، فهي تنتفض من هذه التجربة المرة التي ستذكرها سيناريوهات العديد من الاعمال وتستوحي منها قصصا لم تكن لترد حتى في الخيال….
عادت شوارع لوس انجلوس تشهد حركة نشطة لطواقم انتاج الاعمال السينمائية والتلفزيونية، كما فتحت الصالات ابوابها، وعادت الاستديوهات الى تنسيق مواعيد التسجيل على انواعها وخصوصا مع قرار العودة الى فتح البلاد منتصف حزيران المقبل، علما ان الانتعاش الاقتصادي المنتظر، يعتمد بشكل كبير على مجال الترفيه والتسلية الذي سيشهد تهافتا كبيرا بعد فترة الاقفال والحجر الطويلة التي شهدتها البلاد.
الجدير ذكره ان الوظائف الثابتة في هذا القطاع والتي تجاوزت في شباط من العام 2020، 152,500وظيفة
تراجعت الى 92,000 فقط في كانون الثاني من هذا العام، بحسب ما ورد في "لوس انجلوس تايمز".وعلى الرغم من تفاؤل عدد كبير من الممثلين بالعودة الى العمل والتصوير، الا ان البعض يعتبر انه لن يحتمل حتى فكرة العودة مجددا الى الاقفال العام وما تأتى عنه من قرارات موجعة اتخذها عدد من الصالات والمسارح الكبرى بالاقفال النهائي نتيجة الخسائر الناتجة عن الجائحة.
الى ذلك، فقد رأى بعض صناع الافلام في هوليوود، مثل مايك لاروكا وجو روسو وانتوني روسو، ان قطاع السينما والتلفزيون لن يعود ابدا كما كان بعد ان بات الاعتماد فيه على تقنية العمل عن بعد ان على صعيد الاشخاص او المجموعات، ولكن وعلى الرغم من ذلك، فهم يعتبرون ان ما من شيء يمكن ان يحل محل التفاعل المباشر، وهذا يفسر بلوغ الانتاجات 60% من عملها الطبيعي بعد ان وصلت في شباط الماضي 20% فقط !!
يذكر ان مجموعة وارنر، تستعد للعودة التدريجية للعمل مع بداية الصيف، اما سوني بيكتشرز انترتاينمنت، فأبلغت موظفيها عن العودة الى العمل مع بداية حزيران، وكل ذلك هو نتيجة تعاون حثيث لاستعادة الحياة الطبيعية ولو ببطء، وقد تطلب ذلك تقديم شركات التأمين بعض التنازلات وصيغا جديدة من الاتفاقيات التي تتناسب مع التغييرات التي فرضتها الجائحة، وذلك لتشجيع ارباب العمل على العودة الى الانتاج، في ظل الظروف المادية الصعبة التي واجهتهم منذ اكثر من عام.
من ناحية ثانية وايضا بهدف تسهيل العمل والتاقلم مع ترتيبات التباعد الاجتماعي والوقاية، فقد تبدلت بعض نصوص الاعمال لتتناسب مع شروط التصوير الحي، مما يدل على تضافر كل الجهود للعودة الى الحياة الطبيعية وتخطي كل التحديات. ولعل هذا ما يفسر التقدم الخجول للاعمال التلفزيونية التي تبلغ ذروتها عادة في الربيع من كل عام، وقد حققت عودة مقبولة حتى الان ما يحيي الامل بالعودة الى الحياة الطبيعية وزخمها من جديد….وقد اعتبر المخرج جوناثان شو ان العمل من المنزل ليس مناسبا لناحية الابداع الفكري، لان معظم الافكار المبتكرة والخلاقة، تتبادر الى الاذهان عند التوجه مع فريق العمل لتناول فنجان من القهوة !!