-خاص الهديل –
ليل هذا اليوم يطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عبر قناة المنار. وثمة مصادر قريبة من الحزب تطلق على إطلالته نسمية “خطاب الانتخابات “، وذلك على الرغم من أنه سوف يتعرض لأحداث اوكرانيا حيث سيركز نصر الله على فكرة أساسية وهي أن ما يحصل اليوم في اوكرانيا، وما كان حصل في الامس بافغانستان ، يؤكد على ان واشنطن تورط حلفائها بمواقف خطرة، ومن ثم تتركهم يواجهون مصيرهم حينما تأتي ساعة دفع ثمن هذه المواقف. وانطلاقا من تركيزه على هذه النقطة، سيسخف نصر الله مواقف لبنانيين يراهنون على دعم واشنطن ، سيما أولئك الذين يتهمهم بأنهم سيخوضون الانتخابات بدعم وتمويل من اميركا والغرب .
وبحسب ما تسرب من معلومات فان نصر الله سيسمي الليلة في حديثه بعض مرشحي الحزب لانتخابات أيار النيابية .
ومن بين مقاصد اطلالة نصر الله الليلة ليلقي “خطاب الانتخابات” ، هو إظهار أن حزب الله انطلق عمليا في بدء المعركة الانتخابية.
وتريد حارة حريك عبر توقيت هذا الخطاب توجيه رسالة إلى داخل لبنان وخارجه ، مفادها أن الجهات السياسية والاعلامية التي تقول ان حزب الله يسعى لتطيير الانتخابات، هي جهات مضللة ولا تقول الحقيقة، بدليل أن حزب الله هو من بين أوائل الاحزاب في لبنان التي بدأت مسار تسمية مرشحيها.
كما يقصد نصر الله من أن يعلن هو شخصيا بدء خوض الحزب الانتخابات ، إعطاء البعد السياسي لهذه المعركة الانتخابية أولوية مضاعفة، وذلك عن طريق وضع ثقله السياسي ورصيده الشخصي فيها، توصلا لاستنفار أوسع دائرة في البيئة الشيعية الشعبية.
هناك سؤالان اثنان سيتم الليلة ترقب ما اذا كان نصر الله سيجيب عنهما بوضوح ، وهما سؤالان مطروحان في الشارع الشيعي:
السؤال الأول يتعلق بمدى التغيير الذي سيقوم به نصر الله على مستوى ترشيح وجوه جديدة من الحزب. فليس خافيا انه يوجد داخل البيئة الشيعية ناخبين لا يزالون يؤيدون الحزب، ولكنهم يطالبون بالتغيير ولو على مستوى الوجوه النيابية التابعة للحزب. وهؤلاء سئموا ان يستمر الحزب على مدى دورات متتالية بترشيح نفس الوجوه تقريبا التي يوجد على بعضها ملاحظات من قبل أبناء مناطقها.
خلال الدورات الانتخابية الماضية رفض نصر الله تغيير الكثير من هذه الوجوه تحت عنوان ان الانتقادات ضدها غير مقنعة، حتى ولو جاءت من داخل البئات الشعبية الشيعية اللصيقة او القريبة من حزب الله.
ومن المستبعد أن يغير نصر الله رأيه الان بخصوص هذه النقطة، إذ أنه من المتوقع أن يستمر بترشيح نفس الشخصيات الحزبية تقريبا ، رغم أن الظروف التي تجري فيها انتخابات هذا العام تتم على خلفية وجود رغبة كبيرة لدى المواطن، بغض النظر عن مذهبه او انتمائه، لمشاهدة تغيير ولو بالشكل ، أي اقله على مستوى تغيير بأسماء مرشحي الاحزاب.
ولكن على ما يبدو فان نصر الله قرر أن يخوض انتخابات أيار العام ٢٠٢٢ من حيث انتهى موقف الحزب في الانتخابات الماضية، أي اثبات ان شعبية الحزب داخل بيئته الشعبية ، لم تتأثر رغم كل ما حصل في لبنان، ودليله على ذلك هو إعادة طرح نفس مرشحيه ونفس مواقفه ونفس تحالفاته.
.. والسؤال حول هذه النقطة هو كيف سيكون تفاعل بعض اليئات الشعبية الشيعية غير البعيدة عن الحزب، مع إصرار نصر الله على رفض مطلبها باحداث تغيير ات في وجوه المرشحين الحزبيين؟؟.
السؤال الثاني الذي هناك انتظار لدى بيئات شعبية شيعية لمعرفة كيف سيجيب نصر الله عليه، يتعلق بما اذا كان حزب الله سيغير استراتيجيته في تمثيل المناطق الشيعية في البرلمان ، بمعنى ما اذا كان سيرشح شخصيات مناطقية هي عمليا لديها نفس مواقف حزب الله السياسية، ولكنها ليست منتمية لحزب الله. والفكرة هنا تنطلق من وجود نقد شعبي شيعي لاداء نوابهم الحزبيين سواء من حزب الله او من حركة أمل، حيث هؤلاء لبوا خلال ولاياتهم النيابية، احتيجات الحزب والحركة السياسية بأكثر مما نجحوا بمتابعة وتلبية شؤون وحاجات مناطقهم الانمائية. ولذلك يجب استبدالهم بشخصيات شيعية مؤيدة للمقاومة، ولكن من غير الحزبيين، بحيث يتفرغوا لشؤون مناطقهم الانمائية، وأن يكونوا من أصحاب الاختصاص ومن الذين لديهم داخل بيئاتهم الشعبية في مناطقهم السمعة الطيبة على مستوى شفافيتهم.
.. وكان هذا المطلب برز بقوة خلال الانتخابات الماضية في منطقة البقاع بشكل خاص، وحينها تدخل نصر الله بزخم لكسر هذا الاعتراض الشيعي البقاعي، عبر طرح حل مفاده انه بدل تغيير النواب الحزبيين سيتم التعهد من قبل نصر الله شخصيا بأن نواب حزب الله سيغيرون سلوكهم لجهة ان يكثفوا بشكل أكبر من جهودهم لمتابعة حاجات مناطقهم الإنمائية. ولكن هذا الوعد لم يلحظ أهالي تلك المناطق انه نال حصة من التنفيذ خلال السنوات الماضية التي فصلت بين موعد الانتخابات الماضية والانتخابات الحالية.
ورغم ان هذه الأسئلة مطروحة على مستوى بيئات شيعية غير قليلة الحجم، إلا أنه من المستبعد أن يستجيب لها نصر الله الذي سيتابع ذات استراتيجيته التي تقول ان على الناخب الشيعي ان يعطي أولوية لشعار معركة مقاومة ” المؤامرة ” التي تريد ضرب المقاومة، وليس لأي شعار اخر.