-خاص الهديل –
تجري الانتخابات إلنيابية وسط أمن مواكب وتنافس على القطعة بين أحزاب سياسية لا احد يضمن انه يوم ١٦ أيار لن تبدأ بالتفتيش عن تسوية تعيد تركيب كيمياء المصالح بينهم.
الجميع يريد أن يمر هذا اليوم الإنتخابي من دون اي خلل امني، ولكن هذا مرهون بما اذا كانت بعض الاحزاب الوازنة ستقبل نتائج الانتخابات حتى لو كانت في غير صالحها.
وبانتظار ان يخيم الليل، وتطلع الشمس على ما تحتويه صناديق الاقتراع في لبنان وفي المغتربات من نتائج، يبقى من المهم الإشارة منذ هذه اللحظة إلى الامور الأساسية التالية :
الأمر الأول – ان هذه الانتخابات جرت وفق قانون على قياس مصالح أحزاب الطوائف، وليس على اساس قانون انتخابي على قياس إرادة المواطنين.
الأمر الثاني يتمثل بان هذه الانتخابات شهدت ظاهرة قديمة – جديدة، وهي ‘ شراء الذمم ” بالف أسلوب واسلوب.. ولكن ما جعل هذه الظاهرة أكثر بشاعة هذه المرة، هو أن القوى النافذة استغلت حاجة الناس للرغيف، فعرضته على الناس مقابل حصولها على اصواتهم، واستغلت حاجة الناس للمازوت وللبنزين ولفرق العملة بين سعر صرف الدولار والليرة، ولم تتوان هذه القوى النافذة عن استغلال قهر الناس لتكسب اصواتهم عنوة ورغم قناعاتهم.
طبعا لجنة الإشراف على الانتخابات لن تسجل استغلال القوى النافذة لحاجات الناس الناتجة عن افقار البلد، في صالح رصيدها الانتخابي،، كون هذا النوع من الاستغلال لا يراه القانون، بل يشعر به المواطن المستغل والمضطر لبيع إرادته في سوق حاجته للخبر
والكهرباء والدواء، الخ..
الأمر الثالث هو أن هذه الانتخابات شهدت قدرا كبيرا من الاتهامات الشخصية وشعارات شد العصبيات المذهبية ، وءلك على نحو انه لو كنا في دولة حقيقية ، لتم اتهام مطلفيها على الجانبين بالإضرار بالسلم الأهلي، ولكن في لبنان ليس فقط لا توجد دولة، بل ايضا يوجد بدائل طائفية ومذهبية عن الدولة ، وهذه الأخيرة هي التي تحمي استمرار الانهيار، وليس إنهاء الانهيار، وهي التي تحمي تهميش القضاء، وليس تفعيل القضاء، وهي التي تحمي جعل الانتخابات في يوم ١٥ أيار مناسبة لبقاء البلد والدولة في مربع الانهيار.
مع حلول الليل سيحتفل الفائزون بنصرهم الانتخابي، ولكن الناس والمواطنين بماذا سيحتفلون؟؟
هل سيحتفلون بعدم القدرة على جعل مطالبهم ترفع مرشحبها إلى البرلمان ؟؟ .
هل سيحتفل المواطن باعترافه انه عاجز عن التغيير سواء في الشارع أو في الانتخابات او حتى في القضاء؟؟.
إن أموال المودعين الذين هم المواطنون لن تعود طالما أن السارق سيكتشف ليلة ١٥ – ١٦ أيار ان الناس المسروقين جددوا له سلطته عليهم، وأعطوه حصانة حتى لا يطارده القضاء لتحصيل أموالهم المنهوبة منه.
اغلب الظن انها ليست انتخابات، بل هي افتراءات جديدة من قبل القوى النافذة على المواطنين وعلى البلد وعلى الأمل بظهور شيئ ولو قليل، يصلح شيئا ولو زهبد ، من هذا الخراب الكبير.