-خاص الهديل –
ًاستحقاق انتخاب رئيس لمجلس النواب، سيشكل مدخلا لأظهار طبيعة الاشتباك لموازين القوى الجديدة التي ظهرتها على أرض الواقع نتائج الانتخابات النيابية . وقد يكون من اول نتائج هذه الاشتباك تأجيل بدء الاستشارات لتسمية رئيس حكومة مرحلة ما بعد الانتخابات.
والواقع أن الازمة المرتقبة لعقد جلسة انتخاب ناجحة لرئيس جديد لمجلس النواب، هي أزمة مركبة، وليس هناك إمكانية لتمريرها بسلاسة عبر صفقة بين مكونات الواقع السياسي الجديد الموجود حاليا في مجلس النواب..
اول زاوية حادة لهذا الاستحقاق يتمثل بأن الرئيس نبيه بري هو المرشح الوحيد لهذا المنصب، كون كل النواب الشيعة الذين يحق لهم الترشح هم ضمن تحالف أمل- حزب الله. وعليه لن يكون لدى المعارضة التي لم تحصل على اي مقعد شيعي ، مرشحا شيعيا لتطرحه بوجه مرشح الثنائي الشيعي نبيه بري.
وهنا سيكون أمام معارضيي ترشيح بري خيارين اثنين :
الأول تعطيل نصاب الجلسة عبر منع حصولها على النصف زائد واحد .
والثاني حضور الجلسة وحجب اصواتهم عن بري.
وليس معروفا بعد، ما اذا كان الثنائي الشيعي يملك فعليا وحتى عدديا، نسبة النصف زائد واحد، ليتجاوز مانع تأمين النصاب الدستوري لعقد جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب.
كما أن هناك اعتبارا اخرا ، قد يدخل على اللعبة ، وهو انه ليس كل أطراف المعارضة ، تؤمن بتعطيل النصاب كأسلوب عمل، لاتهم يعتبرون هذا الأسلوب هو تعطيل للعبة الديموقراطية المنتجة، وهؤلاء قد يشاركون في جلسة انتخاب بري لمنع تعطيل عمل المؤسسات، رغم أنهم لن يقترعوا له .
… كما أنه هناك شكوك بأن جنبلاط سيساير حلفاءه في المعارضة بخصوص منع نصاب جلسة انتخاب بري وحتى في عدم انتخاب بري.
.. ويبقى في هذا المجال ، اعتبار ثالث سوف يتم فحصه خلال جلسة انتخاب بري، وهو موقف باسيل من المشاركة اولا في تأمين نصاب عقد جلسة انتخاب بري، و موقفه ثانيا من انتخاب بري نفسه، حسب رغبة حزب الله .
من حيث المبدأ ، فحتى لو استطاع الثنائي الشيعي تأمين نصاب عقد الجلسة بالنصف زائد واحد من النواب، فإن حزب الله سيكون أمامه مهمة أخرى لجعل جلسة انتخاب بري ميثاقية، وليس فقط دستوريا . وتتمثل هذه المهمة بإقناع باسيل بانتخاب بري ؛ كون امتناع العونيين عن التصويت لبري، سيجعل الاخير بمواجهة ان انتخابه سيكون دستوريا صحيحا، ولكنه معنويا سيكون ناقص الميثاقية ، أي أنه سيصل رئيسا للمجلس بصيغة ضعيفة، خاصة وأن بري هو صاحب شعار ان يأتي الرؤساء الثلاثة بأغلبية عددية وميثاقية.
يبدو واضحا أن انتخاب بري لرئاسة البرلمان ، سيشكل أول مناسبة لاظهار طبيعة الاشتباك بين أطراف الواقع السياسي الجديد في البلد . فهل سيتجه المعارضون نحو الانخراط في لعبة التعطيل لاسباب سياسية، ام انهم سيعبرون عن مواقفهم السياسية مع حرصهم على ان لا يؤدي ذلك إلى تعطيل المؤسسات السيادية؟؟ .
الوقائع التي ستجري يوم استحقاق انتخاب بري سيجيب عن هذا السؤال ، حيث سيتضح طبيعة الاشتباك السياسي الذي سيذهب إليه لبنان في مرحلة ما بعد انتخابات ١٥ أيار…