-خاص الهديل –
بعد إقفال الصناديق الانتخابية، وفرز النتائج النهائية، وبعد اتضاح الخيط الابيض الانتخابي من الخيط الأسود السياسي على المستوى السني صار يمكن التوقف عند أسئلة وعند ملاحظات وعند استنتاجات ؟
أبرز الأسئلة المطروحة في الوسط السني هو لماذا غامر خالد قباني برزانته ودخل ” سيرك تجربة السنيورة الانتخابية” التي حرص فيها السنيورة على خوضها عن بعد وبصفته المرجع الروحي والسياسي لها .
في هذا المجال ، هناك نوع من ” الزعل ” على خالد قباني، وهناك ايضا نوع من ” الزعل من خالد قباني” .. ‘ زعل عليه” لأن كل بيروت تكن له الاحترام ، و” زعل منه ” لانه لا احد في بيروت كان يريد لخالد قباني ان يخوص انتخابات ناقصة وغير محسوبة ولا تؤدي الى نجاحه.
وهناك ايضا ملاحظات تتعلق بأن انتخابات ١٥ أيار فوق الساحة السنية، جرت بأسلوب حرب العصابات او حرب الانصار، ما يجعل اي مراقب يستنتج ان الشخصيات السنية التي خاضت هذه الانتخابات لا تعبر عن حالة واضحة المعالم او عن اتجاه له حيثيته الكاملة، بل تعبر عن دوريات انتخابية وليست سياسية عابرة وموسمية.
والواقع أن هذه السمة التي تسبغ طبيعة القوى السياسية التي خاضت الانتخابات، تتمظهر من خلال تشتت أصوات الاقتراع السني بين أطراف كثيرة ومرشحين كثر، بحيث لا يمكن اليوم إيجاد تحالف سني نيابي، او تيار نيابي سني ، وكل الموجود حاليا هو تشرذم سني داخل البرلمان.
بالمبدأ هناك حاجة لجمع الشمل النيابي السني ولو على اساس خطوط عريضة ، ولكن من هي الشخصية السنية التي تملك القدرة على فعل ذلك، ومن هي الشخصية السنية التي تملك الحيثية السياسية والثقة الشعبية بها، كي تقوم بهذه المهمة؟..
لم يعد سرا ان فؤاد السنيورة، حاول خلال الانتخابات ، وحاول بعد صدور نتائج الانتخابات، أن يطرح نفسه ” رئيس السنة الانتخابي والسياسي” او شيئ يقارب رتبة ” المدير الرسولي السياسي ” لأهل السنة ، كما وصفه أحدهم .
لكن السنيورة فشل في مرحلة التحضير للانتخاب ، حيث انه لم يكن مقنعا للبيارته بأنه ” المخلص” من الإحباط القادم على السنة، كما أوحى السنيورة في خطاباته .
والان، وبعد صدور نتائج الانتخابات، يتوقف البيارته امام حقيقتين اثنتين، تقول الاولى ان اول سني محبط بعد مرور يوم واحد على انتخابات ١٥ ايار ، كان فؤاد السنيورة الذي خسرت لائحته في بيروت ، وخسرت رهاناته الانتخابية كلها في صيدا. وبكلام موجز يمكن القول أن السنيورة الذي جاء او تم استحضاره ليخلص السنة من خطر ان يصيبهم الاحباط في حال قاطعوا الانتخابات، يعتبر اليوم اول المحبطين السنة نتيجة تعثره الكبير في عملية خوضه الانتخابات النيابية برتبة ” مخلص ” من الإحباط الذي سيفرض على السنة نتيجة عزوف الحريري.
الحقيقة الثانية التي ينظر اليها البيارته والسنة بعامة اليوم، هي سعي السنيورة لانقاذ صورته من حريق النتائج الكارثية التي حصلت عليها اللائحة التي دعمها وشكلها وخصص التمويل لها ( بيروت تواجه) في العاصمة ؛ وذلك عن طريق الطلب من المرشحين السنة الذين فازوا في الانتخابات بأن يجتمعوا في تكتل نيابي واحد، على أن يكون السنيورة هو رئيس هذا التكتل( !!).
.. الفكرة لو انها صالحة للتنفيذ كانت ستكون ممتازة ؛ ولكن، اولا لا يمكن للسنيورة ان يكون رئيس تكتل نيابي وهو ليس نائبا.
يقال ان السنيورة حاول أن يجادل في هذه النقطة ، ضاربا مثلا ان سمير جعجع لديه كتلة وهو ليس نائبا. واغلب الظن أنه تم تصويب انطباعه هذا، بالقول له أن جعجع لديه حزب وانت ليس لديك حزب .. لكن السنيورة فيما ورد من أنباء كان يسعى لتأسيس حزب ، غير أنه كان يراهن على تحقيق لائحة بيروت تواجه نتأئج جيدة في بيروت ليكون هذا الحدث مدخلا لإنشاء حزب السنيورة الذي له حيثية خاصة به.
ثانيا – النواب السنة المنتخبون في ١٥ ايار ، ليسوا شخصيات لديها اي سبب لتقف على باب الدخول إلى تجربة السنيورة السياسية الجديدة .
… بمعنى اخر ، فإن السنيورة لم يوضح طبيعة المهمة السياسية التي قام بها خلال الانتخابات او التي سيقوم بها بعدها؛ فكان على السنيورة ايضاح ما هي مهمته السياسية بالضبط : هل هي، كالعادة، تعبئة فراغ غياب الحريري، وذلك ريثما يعود الاخير إلى الساحة السياسية؟؟؟ .
.. ام هل ان مهمة السنيورة تكمن في تنصيب نفسه على انه ” مخلص السنة” من الإحباط القادم اليهم بحسبما لمح خلال الانتخابات، واذا كان الأمر كذلك؛ يجب ان يوضح السنيورة ما اذا كان لا زال عند مهمته هذه كمخلص من الإحباط، بعد ان طاله الاحباط الكبير بعد فرز نتائج الانتخابات في بيروت . .