-خاص الهديل –
لأول مرة يواجه الثنائي الشيعي تعقيدات بخصوص تجديد ولاية الرئيس نبيه بري في موقع رئاسة مجلس النواب.
وليس خافيا ان الحزب تنبه لاحتمال ان تفرز نتائج الانتخابات معادلات داخلية جديدة تشكل تحديا امام رغبته بالتجديد الرئيس بري رئيسا البرلمان، وهذا ما دفع الحزب للتشدد بموضوع الحصول مع حليفه حركة أمل، على كافة المقاعد الشيعية ال ٢٧ .
وأكثر من ذلك فإن قيادة الحزب وحركة أمل ، دققت بأسماء المرشحين الشيعة على لائحتيهما، بحيث تم استبعاد شخصيات شيعية لديها مواصفات انها تصلح لان تكون تسوية بين مطلب إقصاء بري وتقديم شخصية مقبولة للمعارضة ولبيئة الحزب والحركة.
واضح منذ ما قبل الانتخابات، ان حزب الله وحركة أمل صمما خطتهما لإدارة الانتخابات فوق الساحة الشيعية على قياس ان تسفر نتائجها عن معادلة اساسية، مفادها ليس لدى الشيعة سوى مرشح واحد لرئاسة المجلس وهو نبيه بري.
وحاليا ينظر الحزب لاستحقاق رئاسة مجلس النواب من ثلاث زوايا أساسية:
اولا : هذا الاستحقاق سيشكل اختبارا كي يعرف الحزب هل انه يواجه معارضة موحدة ام انه يواجه معارضات .
سوف يحاول الحزب في هذا الاستحقاق معرفة ما اذا كانت هناك بين قوى المعارضة جهات تريد فتح خطوط تنسيق على القطعة مع حزب الله . ومن هي هذه الجهات ؟ وماذا تريد ثمنا مقابل تعاونها مع حزب الله.
ويريد الحزب أيضا معرفة ما اذا كانت القوى الجديدة تعبر عن قرار خارجي بخصوص لبنان في هذه المرحلة ؟؟.
ثانيا: حسب تصويت الكتل في استحقاق رئاسة المجلس النيابي، سيبني حزب الله موقفه من استحقاقي تشكيل الحكومة ورئاسة الجمهورية. ففي حال تعاظم حجم الصراع بين الحزب والقوى الجديدة والمستقلة ، فإنه سيذهب لأعلى درجات التشدد في ملفي تشكيل الحكومة والرئاسة الأولى ، وسينظر إلى المعركة الداخلية بوصفها امتدادا لمعركته الإقليمية.
لغاية هذه اللحظة يتحدث حزب الله بأسلوب احتوائي، رغم أن مصادره تبدي تشاؤما حيال امكانية ان ينجح الحزب باحتواء القوى الجديدة ، كون هذه الأخيرة أصبحت أسيرة شعاراتها التي طرحتها في الشارع الذي انتخبها.
وداخل ازمة الحزب مع تجديد الانتخاب لبري لرئاسة المجلس يوجد أيضا ازمة العلاقة بين جبران باسيل وبين نبيه بري. وفي العمق فان هذه الازمة هي بين الرئيسين بري وميشال عون ، ومن هنا يجد السيد حسن نصر الله صعوبة في ضبطها ووضع سقفا صلبا لها.
وتقول مصادر مطلعة أن خطة حزب الله تقوم حاليا على ثلاثة معالجات :
الاولى هي الانتظار لمعرفة سلوك القوى الجديدة داخل جلسة انتخاب رئيس المجلس. فهل ستراعي هذه القوى التوازنات السياسية والطائفية الداخلية ، أما ستضربها جميعها بعرض الحائط ؟؟ .
الثانية هي إصلاح ذات البين ما أمكن بين بري وباسيل وذلك قبل انتخابات الرئاسة الثانية .
الثالثة هي إبرام صفقة مبكرة تشمل ملفي تشكيل الحكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية.
لا شك أن الازمة المتوقع ان يمر بها لبنان بعد الانتخابات ، سيكون هناك شبه كبير بين معطياتها وبين معطيات الازمة الجارية حاليا في العراق؛ فكلتا الازمتين لديهما مشترك واحد، وهو ذات الظرف الدولي والعربي المواكب لهما.
.. وعليه يجزم البعض انه لا ازمة لبنان ولا ازمة العراق ستحلان قبل أن تصور عدسات الصحافة ورقة الاتفاق الاميركي الايراني في فيينا، وورقة التفاهم السعودي الايراني في بغداد او في عمان.
وقد يتم انتخاب رئيس لمجلس النواب ، كما حصل في العراق، ولكن من الصعب تشكيل حكومة وعقد انتخابات رئاسية في موعدها، وايضا كما حصل ويحصل الان في العراق.