فيما يتصاعد التوتر بين بكين وواشنطن على وقع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لمنطقة جنوب شرق آسيا، وتحديدا اليابان وكوريا الجنوبية، وحضوره قمة تحالف كواد الرباعي الذي يضم علاوة على بلاده كل من أستراليا والهند واليابان والتي انعقدت بطوكيو، وتصريحاته المثيرة للجدل حول استعداد واشنطن للتدخل عسكريا ضد بكين في حال مهاجمتها لتايوان.
وفي تطور لافت في مستوى التنسيق العسكري والسياسي بين الروس والصينين، أجرت طائرات روسية وصينية تدريبات مشتركة لتسيير دوريات في منطقة آسيا والمحيط الهادىء، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء.
وقالت الوزارة في بيان، إن التدريبات المشتركة استمرت 13 ساعة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وشاركت فيها قاذفات استراتيجية روسية من طراز توبوليف تو-95 وطائرات صينية من طراز شيان-إتش 6.
ويرى خبراء عسكريون أن هذه المناورات التي تمت فيما كان الرئيس الأميركي يعقد قمة مع قادة تحالف كواد، والتي تفسر صينيا كحشد للحلفاء لتطويق الصين ومزاحمتها في مناطق نفوذها التقليدية في جنوب وشرق آسبا وفي عموم منطقة المحيطين الهندي والهادىء، هي تأتي كرد مشترك من موسكو وبكين على التحركات الأميركية في هذا الجزء من العالم.
ما يعني وفقهم أننا أمام تشابك وتداخل معقدين للملفات الدولية الساخنة، ولا سيما ملفي الأزمة الأوكرانية والمواجهة الروسية الأطلسية على وقعها، وملف تايوان والمواجهة الصينية مع واشنطن وحليفاتها في المنطقة كطوكيو وسول.
وللإحاطة بخلفيات ما يحدث وتداعياته، على مجمل المشهد الدولي وتوازناته، لا سيما في منطقة جنوب وشرق آسيا، يقول الخبير العسكري محمد صالح الحربي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لا بد في معرض الحديث عن هذا التطور اللافت ولفهم مقدماته، من الإشارة إلى ما تم في يوم 4 فبراير الماضي، أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن للصين واجتماعه مع نظيره الصيني شي جين بينغ، في بكين وإعلانهما حقبة جديدة في العلاقات الدولية، ووضع حد للهيمنة الأميركية، معلنين شراكة بلا حدود بين الجانبين، مشددين على أن موسكو وبكين تعارضان أي توسيع للحلف الأطلسي مستقبلا، وعلى هذا الأساس دعمت بكين مطالبة موسكو بضرورة عدم ضم أوكرانيا لحلف الناتو، ومن جانبها أبدت روسيا دعمها للموقف الصيني المشدد على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين الواحدة”.
أما بالنسبة للمناورات الحالية بين الصين وروسيا، يقول الحربي :”فهي تمثل على ما يبدو ردا على اجتماع تحالف كواد الرباعي بين الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان في طوكيو، ولاظهار توازن الردع، ورفضا للمواقف التي أبداها الرئيس الأميركي بايدن، وتصريحه بأن واشنطن ستتدخل عسكريا ضد الصين في حال مهاجمتها لتايوان، رغم أن مساعدي بايدن حاولوا فيما بعد تدارك الموقف، ولهذا فهذه المناورات مؤشر واضح إلى الدعم الروسي للصين في مواجهة الولايات المتحدة، لكن الصين رغم ذلك تبقى حريصة على مراعاة مبدأ التوازن في حلحلة المشاكل والأزمات”.