-خاص الهديل –
بيان مجلس الأمن الذي صدر أمس عن لبنان ، يؤشر إلى موقف دولي ليس جديدا وذلك من حيث وجهة النظر التي طرحها بخصوص خارطة طريق الإنقاذ في لبنان ، ولكنه من حيث توقيته يعتبر جديدا ، كون هذا البيان يمكن الاستنتاج منه ، انه لا يزال هناك اهتمام دولي بلبنان ، سيما وأن كل المعطيات خلال هذه الفترة تقول ان لبنان في اخر سلم اهتمامات الاقليميين والدوليين. .
.. وبهذا المعنى يمكن القول ان البيان ليس جديدا، كونه يؤكد ويكرر ما يقوله المجتمع الدولي منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩، حول ان مدخل مساعدة العالم للبنان ، يتوقف على تنفيذ لبنان الإصلاحات التي باتت معروفة وواضحة، وأنه على لبنان انتهاج سياسة خارجية تنم عن وجود دولة فيه تحترم علاقاتها العربية والدولية.
أما الجديد في هذا البيان فهو أنه يظهر رغم انشغال العالم بالحرب الأوكرانية ، فإن المجتمع الدولي لا يزال يولي اهتماما بلبنان . ويبرز هنا ان بيان مجلس الأمن يؤكد على أن لبنان لم يصبح ” ازمة منسية دوليا” ، ويؤشر أيضا إلى أن الانتخابات التي جرت في لبنان يمكن أن يتم البناء عليها، واعتبارها فرصة وطنية للانقاذ ، ويؤشر بيان مجلس الأمن أيضا إلى أن المشكلة في لبنان ، هي داخلية بأكثر مما هي خارجية وان حلها يبدأ من الداخل، ومن خلال معالجة ثلاثة أمور تعتبر مفتاحية لبلوغ الحل ، وهي :
-المساءلة ..
-الإصلاحات ..
-النأي بالنفس إقليميا…
وهذه العناوين الثلاثة متلازمة ، ولم يعد ممكنا القول أنه يمكن للإصلاح ان يبدأ عبر رفع شعار عفا الله عن ما مضى ، كون ما مضى متصل ليس فقط بالحاضر بل أيضاً بالمستقبل، وحتى يمكن أن انتاج مستقبل نظيف يجب محاسبة أخطاء الماضي وليس فقط تصحيحها.
. كما أن الإصلاحات الانقاذية لا يمكن تحقيقها من دون اعتماد سياسة خارجية تسهل الحصول على الدعم الدولي المالي والسياسي للبنان ؛ فالاقتصاد اللبناني بات أشبه بمدينة انهار كل شيئ فيها، وهي بحاجة لإعادة بنائها بالكامل، وهذه العملية تحتاج للتمويل والدعم الدولي.
والواقع أن توقيت صدور بيان مجلس الأمن، هو اهم معنى سياسي يحمله هذا البيان، وذلك لجهة انه يوحي بان لبنان لا يزال موجودا فوق الأجندة الدولية ولو على مستوى “إصدار بيان “.. وكونه يؤشر إلى أن المجتمع الدولي يعترف بنتائج الانتخابات ويطلب من اللبنانيين الانطلاق منها لتشكيل حكومة بأسرع وقت، ومقاربة كل الإصلاحات الاستحقاقات. وهذا يعني أن اللحظة مواتية لتشكيل ” حكومة بيان مجلس الامن” التي تنطلق من اعتراف دول الفيتو الكبرى في العالم، بأهمية مهمتها اللبنانية التي تأتي بعد انتخابات جرت في ظرف صعب، ومطلوب منها أن تنجز بداية شق الطريق لانجاز الحل الصعب .