-خاص الهديل –
خلال عهد الرئيس ميشال عون شهد لبنان ثلاث حكومات وعدة محاولات لتشكيل حكومات لم تبصر النور .
خلال الجمهورية الاولى كان هناك مقولة تفيد ان عمر الحكومات في لبنان قصير معنى الزهور. وكان يشعر مناصرو الرئاسة الثالثة في لبنان ، وهم السنة ، ان دولة الرئيس الثالث السني مظلوم مقارنة الرئيسين الأول الماروني والثاني الشيعي اللذين لديهم فترة ولاية طويلة منصوص عليها في الدستور الذي يخلعهما عن منصبهما في حالات استثنائية ونادرا ما تحصل في بلد كلبنان.
غير ان تجربة رؤساء الحكومات في لبنان مع رئيس الجمهورية القوي شهدت بنظر السنة مظلومية مضاعفة ، رغم أن الطائف لا يعطي فخامة الرئيس الصلاحيات الواسعة التي كانت له في دستور ال ٤٣ والتي انتقلت لمجلس الوزراء مجتمعا.
.. الرئيس سعد الحريري بدأ ولايته كرئيس للحكومة بتسوية رئاسية مع الرئيس القوي، وانتهى باقصائه عن السرايا بسبب عراقيل وضعها بوجه تكليفه للمرة الثانية القوي.
ومصطفى أديب كلفه الرئيس القوى ومنعه من تشكيل الحكومة الزعماء الأقوياء من غير السنة، ومعهم الرئيس القوي.
وحينما اعتذر أديب، ذهب إلى المطار بمفرده، وجر حقيبة ثيابه وعاد إلى ألمانيا وهو يحمل لقب سعادة السفير دولة الرئيس السابق في عهد الرئيس القوي.
أما حسان دياب فجرت مراسم تكليفه بعد لقاء سري جمعه بصهر الرئيس القوي، وتم إقالته مع حكومته، بفعل حنق زعماء الطوائف غير السنة منه.
واليوم يشهد دولة الرئيس ميقاتي – اخر رئيس حكومة حتى الآن في عهد الرئيس القوي- بأم عينيه كيف يرسل باسيل ” جنوده السريين” إلى ما وراء خطوط رئيس الحكومة ليخطف منه ملفي الكهرباء لاسباب ذات علاقة بشعار باسيل : ” معمل سلعاتا اولا”.
ان كل هذه التجربة لرؤساء الحكومات مع عهد الرئيس القوي, تقول انها من بين جميع عهود رئاسة الجمهورية التي مرت على لبنان، تعتبر هي التجربة الأفضل بين موقعي الرئاسة الاولى والثالثة.
.. وتقول ايضا، ان نظام الطائف وتطبيقاته بخصوص ان مجلس الوزراء يحكم مجتمعا، لم يكن بخير خلال عهد الرئيس القوي المشبع الطموحات الصهر المدلل.
وهذا الواقع يطرح سؤالا جوهريا، وهو هل الخطأ في الطائف الذي يجعل الكيميا بين السرايا الكبير وقص بعبدا غير قائمة ويعتريها الكثير من النكد وعقد الرئيس الأول بأن الرئيس الثالث سرق صلاحياته في لحظة اقليمية مؤاتية له ، وعقدة الرئيس الثالث بأنه زمن فخامة الرئيس واسع الصلاحيات انتهت وعليه العام قصر بعبدا بأن عليها أن تسير وراء السرايا الكبير؟؟
ربما كان هذا النوع من الاعتبار النفسي قائما بين فخامة وبين دولة الرئيس الذي انتقل مجد صلاحيات إليه، ولكن بالنسبة للرئيس عون وصهره؛ فإن كل القصة هنا ، هي ان الرئيس القوي غير مقتنع بفكرة ان مجلس الوزراء يحكم مجتمعا، كما نص على ذلك نظام الطائف، وهو يعتبر أن تقليص صلاحيات فخامة الرئيس التي كانت سائدة خلال جمهورية ٤٣، كان ولا زال خطأ تاريخيا وهو أن الوقت حان كي تعود الحكومة لتسير وراء حصاني قصر بعبدا…