-خاص الهديل –
بكل المقاييس يمكن القول بثقة أن عهد الرئيس ميشال عون انتهى، والوقت المتبقي له في قصر بعبدا هو نوع من انتظار حلول لحظة الخروج.
وخلال فترة الملل السياسي والانتظاري هذه، يمكن توقع حدوث صيف سياحي مهم في لبنان، كما تقول المعطيات التي يؤكد أن هناك مليون ونصف مغترب لبناني وسائح عربي سيأتون إلى صيف لبنان ليصطافوا في ربوعه.
ورغم ان لبنان يمر حاليا في فترة اقتصادية صعبة، إلا أن الحق يقال انه لا يزال لدى لبنان جاذبية سياحية وإمكانات سياحية رائعة، وأكثر من ذلك يمكن التاكيد على أن علاقة المواطنين الأشقاء الخليجيين العرب السياحية مع لبنان لا تزال بالف خير ، ولا تزال علاقة دافئة حتى لو شابها سياسيا بعض الغيوم العابرة.
..وهنا يمكن استعارة كلام قاله سفير عربي في بيروت، عن لبنان قبل نحو أسبوع ، وذلك لأصدقائه الذين كانوا يودعونه بمناسبة انتهاء خدمته في لبنان.
قال السفير العربي: منذ تعييني سفيرا في لبنان قبل عدة سنوات، اعتدت كل يوم جمعة ان اسافر وحيدا بسيارتي إلى منطقة في لبنان حيث أقضي فيها كل ايام العطلة.
ويضيف السفير ان جولاتي الإسبوعية السياحية على كل مناطق لبنان أوصلت لي استنتاجا لا يقبل الشك وهو أن لبنان جنة من الجمال على الأرض.
وقال السفير العربي : كل اسبوع اخرج وحيدا لازور مناطق بعيدة عن بيروت ، وقد تعلمت من كثرة ترحالي من منطقة إلى منطقة داخل لبنان، انه ليس هناك حاجة لان يرافقني حارس او ان احمل بطاقتي الدبلوماسية خلال ترحالي. وهكذا كنت اقود سيارتي بنفسي ، وانزع عني صفتي الدبلوماسية ، واجول كسائح وسط طبيعة خلابة وضيافة كريمة تتسم بأنها عائلية حميمة وطيبة وأصيلة.
ويقول السفير العربي أيضا وايضا ان بناتي اللواتي تعرفن على لبنان، جئنا من لندن حيث يتعلمن الان ، لوداع لبنان بمناسبة انتقالي كسفير من بيروت إلى لندن؛ ويقول السفير العربي أن شاهد ابنته وهي تجول في وسط مدينة بيروت، وكانت تبكي تأثرا كوننا سنغادر لبنان الجميل والأليف، وهذا البلد الذي ترفعه الجبال الخضراء على اكتافها، ويغسل البحر فدميه بالماء والملح.
ويخلص السفير العربي ليقول انه شاهد على أن لبنان رغم وضعه الصعب الا ان الامن فيه لا يزال الأفضل قياسا لدول كثيرة ليس فيها ظروف الفقر الذي يمر به بلد الأرز. وهذا يقول لنا إن اللبنانيين شعب مسالم وودود ، ولا تسكن الجريمة غدده الجينية.
والحق يقال – يضيف السفير العربي- ان السياحة في لبنان ليست فقط طبيعة جميلة معلقة بين الأرض والسماء ، بل هي انسان لبناني يقدم للسائح ضيافة عائلية لبنانية لا يمكن للسائح و خاصة العربي ان يجد مثيلا لها في أي مكان من العالم ..
.. يبقى القول ثلاثة أمور:
اولا – كل لبنان يجب أن يقول لسفير سلطنة عمان بدر المنذري الذي هو صاحب هذا الكلام عن لبنان : شكرا سعادة السفير .. لبنان يكون جميلا أكثر بمشاعرك ومشاعر عائلتك نحوه .
الأمر الثاني يخص لبنان الذي عليه أن يدرك انه فكرته كبلد اصطياف جميل ومميز في عيون أشقائه العرب ، تنطلق من كون انسانه بعيونهم هو عائلة تحضن السائح وتقدم له صدق الضيافة . وهنا لا بد من القول للفنادق والمطاعم والملاهي : حافظوا على هذه الصورة عن حسن الضيافة العائلية للسياحة في لبنان ، فهي التي ابقت لبنان وستبقيه على خارطة السياحة، اما التعامل مع السائح على انه فرصة سريعة للربح السريع والجشع، فهو خسارة لمعنى السياحة المميز في لبنان .
الأمر الثالث هو أن على وزارة السياحة والإعلام في لبنان ان يقدموا لمجهَود إنجاح موسم الصيف شيئا يساوي جزء مما يقدمه كلام السفير العماني المنذري لدعم السياحة في لبنان . ولكن يبدو أن وزارة السياحة كما اعلام لبنان ليس لديهما لدعم السياحة الا فكرة رفع اعلان عند المطار كتب عليه : “أهلا بهالطلة” ؛ وهي فكرة اكل عليها الدهر وشرب.