غزّة لا يحكمها إلاّ فلسطيني
كتب عوني الكعكي:
74 يوماً وغزّة صامدة، تقهر العدو الاسرائيلي وتدمر دباباته وناقلات جنده… حيث بلغ عدد القتلى من «لواء غولاني» فقط 113 أغلبهم من الضباط الكبار، طبعاً عدد القتلى من الجيش الاسرائيلي وصل الى حوالى 345 قتيلاً من مختلف الألوية، حسب ادعاءات إسرائيل… وهذه هي المرة الأولى في التاريخ ينهزم الجيش الذي لا يُقهر على أيدي أبطال «طوفان الأقصى». صحيح أنّ الجيش الاسرائيلي احتل سيناء والجولان والضفة الغربية وغزّة في 5 أيام، ولكن «حرب أكتوبر» عام 1973 أعادت الاعتبار للجيشين المصري والسوري.
على كل حال، ما يحدث من بطولات يسطرها أبطال «طوفان الأقصى» تفوق الوصف والتصوير، وبالمناسبة يكفي أن يكون المنتجون العالميون في أميركا عمدوا الى إنتاج 40 فيلماً عن عملية «طوفان الأقصى»، وهذه أوّل مرّة أيضاً في تاريخ السينما الاميركية يستحوذ موضوع واحد على هذا الاهتمام.
وبالعودة الى ما تناقلته بعض الصحف، من أنّ وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن ناقش مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت مستقبل غزّة في مرحلة ما بعد «حماس»… كذلك المطالبة الاميركية بحل الدولتين، وهذا ما يرفضه رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو.
والمضحك المبكي قول وزير الدفاع الاميركي إنّه بحث مع نتانياهو استكمال العمليات العسكرية في غزّة لتكون أكثر دقّة وأقل تكلفة بشرية. موضحاً أنّ الولايات المتحدة الاميركية لا تُـمْلي على إسرائيل أيّ وقت زمني محدّد لإنهاء الحرب، لكنه أكد في المقابل حرصه على حماية المدنيين في غزّة.
فعلاً لم أسمع ولم يمر أمامي أحقر وأكذب من هذا التصريح، وأقول لحضرة وزير الدفاع مستر لويد أوستن ما يلي:
أولاً: هل تعلم ان عدد القتلى الفلسطينيين العُزّل بلغ 20 ألف مواطن، وأنّ 10 آلاف منهم أطفال وأنّ 5000 آلاف هُنّ من النساء؟
ثانياً: هل تعلم يا «مستر لويد» ان إسرائيل دمّرت 70% من مباني غزّة و90% من البيوت لم تعد صالحة للسكن؟
ثالثاً: وهل تعلم يا مستر لويد، أنّ جميع الكنائس التاريخية والمساجد في غزّة أصبحت مدمّرة؟
رابعاً: وهل تعلم يا مستر لويد أنّ 30 مستشفى في غزة دمّرت تدميراً كاملاً ولم تعد صالحة لإعادة الترميم والبناء؟
خامساً: وهل تعلم أنّ مليون وتسعماية ألف مواطن غزاوي من دون مأوى يعيشون في الخيم، وفي ظروف صحّية ومعيشية صعبة جداً، حتى ان عدداً كبيراً من المواطنين لا يجد مستشفى كي يُعالج فيه؟
سادساً: هل تعلم يا مستر لويد ان إسرائيل قتلت 3 أسرى يهود من مواطنيها، وأنّ حركة حماس لا تزال تحافظ على 140 أسيراً وتعاملهم معاملة حسنة حسب ما أعلنه الأسرى الذين أفرج عنهم؟
سابعاً: هل تعلم ما قالته إحدى السيدات عن معاملة حركة حماس عندما جاء الابطال عند الساعة الثانية عشرة ليلاً وأعطوهم مياهاً وتمراً.. حيث كانت الفتاة تظن انهم سيعتدون عليهم، وقالت في نفسها ليتركوا والدتي ويفعلوا بي ما يشاءون، لكنهم في المقابل أعطوها التمر والمياه…
أخيراً، بعد عملية طوفان الأقصى .. هناك فلسطين جديدة، فلسطين الحقيقية حيث ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنّ هذا الشعب العظيم الذي لا يزال يقاوم جميع أنواع العنف والتعذيب والقهر والسجن والقتل والإهانات، فمنذ 75 سنة، وهو صامد… وأخيراً فإنه من المؤكد أنه لا يقرّر مصير غزّة إلاّ أهلها.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*