خاص الهديل
غنوة دريان
أصبحت التيكتوكر في العالم العربي معرضة للقتل او السجن ،وهي ظاهرة بدأت منذ حوالي العامين بسجن التيكتوكر الشهيرة مودة الادهم في مصر وصولا الي مقتل التيكتوكر الشهيرة بأم فهد في العراق . مرورا بسجن الاعلامية الشهيرة حليمة بولاند الناشطة على التيك توك .
تخفي هؤلاء النساء العديد من الأسرار لأشخاص شهيرة في العالم ،فقد استطعن من خلال المحتوى الذي يقدمنه استدراج العديد من الذكور في العالم العربي، يصف الكثير من مراقبي هذا العالم بأن معظم فتيات التيك توك يقدمن محتوى خادش للحياء من خلال سعيهن للربح السريع ،وبما اننا مجتمع ما زال حتى الآن يوصف بالمجتمع الذي يتحكم فيه الكبت ،ولا يملك القدرة على التعبير عن نفسه بطريقة صحية ، يقعون في شباك هؤلاء النساء ،ولا يقتصر الامر على المراهقين فقط وانما يتعداه الي رجال ناضجين يجدون في التحدث مع هؤلاء الفتيات مساحة من الحرية والتعبير عن المشاعر المكبوتة بحرية ودون قيود ،في عالم لا يوجد فيه لا حسيب ولا رقيب ،وفجأة يجدون أنفسهم أسرى لفترات التيك توك ،بعد البوح بالاسرار و المكنونات التي لا يستطيعون البوح بها لاحد ،سواء أسرار شخصية ،او رغبات جنسية ، ومنتهى الذكاء وباحتراف شديد تصبح التيكتوكر مسيطرة على الرجل بصورة كلية مهما علا شانه ،عندها تصبح الضحية أمام خيار وحيد لا ثالث له ،وهو التخلص من تلك المرأة التي كانت معرفتها في البداية نعيم ثم تحولت الي جحيم ، وإذا كانت التيك توكر تعتبر نفسها في موقع قوة فهي مخطئة الي حد بعيد ،يكفي اتهامها باشاعة الفاحشة والفسق والفجور الي أن تصبح في غياهب السجون ،وقد يتخطى الأمر الي الاعتماد على طلقة واحدة اما من الأهل الذين يرون بأن ابنتهم قد جلبت إليهم العار او من أصحاب النفوذ الذين يرون أن التخلص من التيك توكر ومصادرة هاتفها هي الطريقة الوحيدة للتخلص من الفضيحة .فالتيكتوكر لا تدري سوى متأخرة بأن اللعب مع الكبار هو مكلف كثيرا لدرجة انها ممكن أن تفقد حياتها .
فالشهرة في هذه الحالة تصبح ملطخة بدماء الضحية ، والطامة الكبرى أن اية واحدة منهن لا تتعظ من مثيلاتها لان الثروة والربح السريع بالنسبة لها هي مرادف للحياة ،خاصة إذا ما كانت قادمة من بيئة فقيرة ،واكبر دليل على ذلك ما صرحت به يومي البلوغر والتيكتوكر الشهيرة عندما قالت لاحد متابعيها ،لا اريد ان اتذكر ايام الفقر لقد عشته ولا أريد العودة اليه من جديد .
فالسيارات الفارهة والتنازل الفخمة والهدايا والطائرات الخاصة لها ثمن باهظ .والثمن للأسف الشديد هي حياة تلك الفتيات الباحثون عن الشهرة والربح السريع باي ثمن .