أثارت تصريحات لأنتوني فاوتشي، طبيب الأمراض المعدية وكبير المستشارين الطبيين خلال إدارتي الرئيسين دونالد ترمب وجو بايدن، الجدل بعد قوله إن بعض إجراءات التباعد التي اتخذت وقت كورونا لم يكن لها أساس علمي. وقال فاوتشي إن قاعدة «التباعد الاجتماعي لمسافة ستة أقدام» تم اختلاقها وإنها «قرار تجريبي لا يستند إلى البيانات»، مضيفاً أن تلك القاعدة لم تساهم كثيراً في إبطاء انتشار الفيروس.
جاءت تصريحات فاوتشي في يناير (كانون الثاني) أمام اللجنة الفرعية المعنية بجائحة فيروس كورونا بمجلس النواب الأميركي، وبعد ذلك قام الجمهوريون مؤخراً بنشر النص الكامل لمقابلتهم معه.
وكانت مراكز السيطرة على الأمراض في أميركيا أفادت بتوصية حول التباعد الاجتماعي بمقدار ستة أقدام حتى أغسطس (آب) 2022، مع بعض التعديلات بعد بداية انتشار جرعات تطعيم بين الأميركيين ضد الفيروس، وضغط المسؤولين لإعادة فتح المدارس.
وقال فاوتشي أيضاً عندما سئل عما إذا كان يتذكر «مراجعة أي دراسات أو بيانات تدعم إخفاء الأطفال خلال كوفيد»، فقال: «لم أكن على علم بأي دراسات في الواقع، وستكون هذه دراسة صعبة للغاية».
ومن المقرر أن يعود فاوتشي إلى مقر الكونغرس الأميركي اليوم الاثنين للقاء بعض أشرس خصومه: أعضاء لجنة بمجلس النواب بقيادة الجمهوريين الذين يتهمونه بالتقصير خلال أسوأ جائحة منذ قرن، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.
وتم إنشاء اللجنة الفرعية المختارة المعنية بأزمة فيروس كورونا، والتي أنشأها مجلس النواب الأميركي في 23 أبريل (نيسان) 2020، لدراسة جميع القضايا المتعلقة بالوباء مثل الكفاءة والفاعلية والإنصاف والشفافية المتعلقة بأزمة فيروس كورونا.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الجمهوريين في اللجنة الفرعية المعنية بجائحة فيروس كورونا بمجلس النواب أمضوا 15 شهراً في البحث في رسائل البريد الإلكتروني ومقترحات البحث للحصول على أدلة ضد الدكتور فاوتشي. وفي نصف مليون صفحة من الوثائق وأكثر من 100 ساعة من الشهادات المغلقة.
وأوردت الصحيفة أن اللجنة كشفت عن رسائل بريد إلكتروني تشير إلى أن مساعدي الدكتور فاوتشي السابقين كانوا يحاولون التهرب من قوانين السجلات العامة في وكالة الأبحاث الطبية التي أدارها لمدة 38 عاماً حتى تقاعده في ديسمبر (كانون الأول) 2022.
وعدت الصحيفة الأميركية أن فاوتشي، الذي أمضى أكثر من 50 عاماً في الخدمة الحكومية وقدم المشورة لرؤساء كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن تفشي الأمراض المعدية مثل الإيدز والإيبولا والجمرة الخبيثة والأنفلونزا، كان دائماً الشخص الأكثر قيمة في اللجنة العلمية. وفي الأيام الأولى للوباء، قلل فاوتشي أيضاً من أهمية الأقنعة لعامة الناس، ساعياً إلى الحفاظ عليها للعاملين في المجال الطبي، لكنه شجع لاحقاً على استخدام الأقنعة – مما دفع منتقديه إلى القول إنه كان متقلباً.