الهديل

ردع العدوان”… أبرز الفصائل السورية المعارضة التي تقاتل في حلب

 

“ردع العدوان”… أبرز الفصائل السورية المعارضة التي تقاتل في حلب

تشهد المنطقة الشمالية الغربية من سوريا معارك عنيفة بين فصائل المعارضة والجيش السوري، حيث تركزت الاشتباكات في غرب محافظة حلب وشرق محافظة إدلب.

وفي هجوم مفاجئ أطلق عليه اسم “ردع العدوان”، شنت فصائل المعارضة أوسع هجوم من نوعه منذ أكثر من خمس سنوات، وتمكنت من السيطرة على العديد من البلدات والقرى والنقاط العسكرية في ريف حلب الغربي.

وأعلنت فصائل المعارضة المسلحة صباح اليوم الجمعة، دخولها لأول مرة إلى أحياء مدينة حلب، بعد أن حققت تقدمًا كبيرًا وسيطرت على عشرات البلدات والقرى في معارك شرسة مع القوات السورية وحلفائها.

وتجمع الفصائل المسلحة تحت مسمى “إدارة العمليات العسكرية”، وقد تمكنت خلال اليومين الماضيين من السيطرة على عدة مناطق استراتيجية في ريف حلب الغربي، منها بلدات قبتان الجبل وعنجارة وأورم، بالإضافة إلى قرية الشيخ علي، وكذلك قاعدة عسكرية هامة تُعرف بالفوج 46. وكانت هذه المناطق تحت سيطرة الجيش السوري، الذي كان يستخدمها لقصف القرى المجاورة.

وفي تطور آخر، فتحت فصائل المعارضة جبهة جديدة في ريف إدلب الشرقي يوم الخميس، حيث اندلعت معارك عنيفة أسفرت عن سيطرة غرفة عمليات الفصائل على بلدة داديخ والتلة الاستراتيجية المجاورة لها، وقطعت الطريق الدولي الحيوي الذي يربط دمشق بحلب.

وفي المقابل، شنّت الطائرات السورية وروسيا غارات جوية استهدفت مناطق سكنية في ريفي إدلب وحلب، بالإضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي أسفر عن مقتل عدد من المدنيين، وفقًا لما ذكرته “الدفاع المدني السوري”.

أحدث الغارات الجوية على الأتارب أسفرت عن مقتل 11 مدنيًا وإصابة 5 آخرين. وطلب “الدفاع المدني” من الأهالي تجنب التجمعات والتخفيف من التنقل لتجنب المزيد من الخسائر.

ومع تصاعد القتال، شهدت مناطق في ريف حلب الغربي ومناطق في إدلب محاذية لخطوط جبهات القتال نزوحًا جماعيًا باتجاه مناطق أكثر أمنًا في شمال سوريا، قبيل بدء العمليات العسكرية.

وفي تصريحات خاصة لموقع “عربي بوست”، أكد المقدم حسن عبد الغني، القيادي في “غرفة عمليات الفتح المبين”، أن السبب الرئيسي وراء انطلاق المعركة كان الحشود العسكرية السورية على تخوم المناطق المحررة، وهو ما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي وسكان المنطقة.

وأضاف، “من واجب غرفة العمليات الدفاع عن أهلنا في وجه هذا الخطر الوشيك، الذي يستهدف وجودهم وأمانهم”.

أما أسامة حاج حسين، القيادي في فصائل المعارضة، فقد أكد في حديثه لـ”عربي بوست” أن الهدف الرئيسي للعملية هو السيطرة على الجزء الممتد من جنوبي سراقب في ريف إدلب شرقًا، وحتى منطقة خان العسل على الأطراف الجنوبية من مدينة حلب، بما في ذلك الطريق الدولي “M5″، لقطع إمدادات قوات الجيش السوري، وبالتالي تحقيق إمكانية التقدم نحو مدينة حلب والسيطرة عليها.

من جانبه، قال السياسي المعارض محمد خير الدين من ريف حلب إن العملية تهدف إلى تحقيق غايتين رئيسيتين، هما: حماية المناطق المحررة وردع اعتداءات الجيش السوري، ومنع إعادة تمركز الجماعات الإيرانية وحزب الله في محيط مناطق المعارضة.

وأشار إلى أن هناك محاولات من هذه الجماعات لاستيطان المناطق المحررة، خاصة بعد انسحابها من لبنان.

وتُدار عملية “ردع العدوان” من قبل غرفة عمليات مشتركة تسمى “إدارة العمليات العسكرية”، وهي على ما يبدو مرتبطة بتنظيم “الفتح المبين” التابع لـ”هيئة تحرير الشام”.

وتشير التقارير إلى أن مقاتلين من “هيئة تحرير الشام” وشريكتها “أحرار الشام” ومجموعات من “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، بالإضافة إلى فصائل أخرى، يشاركون في العملية.

أمّا الفصائل المشاركة فهي:

– هيئة تحرير الشام: هي جماعة إسلامية مسلحة تشكلت في كانون الثاني 2017 من عدة فصائل جهادية، وهي تسيطر على معظم محافظة إدلب وتديرها من خلال “حكومة الإنقاذ السورية”. يقودها أبو محمد الجولاني، وكان سابقًا قائدًا لـ”جبهة النصرة”.

– أحرار الشام: هي حركة إسلامية نشأت في بداية الصراع السوري، بعد اتحاد أربع فصائل إسلامية. تتمركز قوتها في إدلب وريفي حلب وحماة، وبرزت في العديد من المعارك ضد الجيش السوري.

– الجبهة الوطنية للتحرير: تحالف فصائل معارضة سورية تأسس في أيار 2018 في إدلب ويضم حوالي 30 ألف مقاتل، ويضم فصائل مثل “جيش إدلب الحر” و”فيلق الشام”.

– الجيش الوطني السوري: تحالف من فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، تأسس في كانون الأوّل 2017، وشارك في عدة عمليات عسكرية شمال سوريا.

– جيش العزة: جماعة سورية معارضة تابعة للجيش السوري الحر، نشطت في شمال غرب سوريا. تم تزويدها بصواريخ مضادة للدبابات من قبل الولايات المتحدة في 2015.

– كتائب نور الدين الزنكي: كانت جزءًا من “جيش العزة” وشاركت في معركة حلب، وقد اندمجت في 2018 مع “أحرار الشام” لتشكيل “جبهة تحرير سوريا”.

Exit mobile version