خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
هناك حسب معلومات صحفية ودبلوماسية متقاطعة أمور مستجدة بخصوص احتمال أن يتم توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية:
الأمر الأول هو ما تم تناقله مؤخراً عن أن ترامب أبلغ نتنياهو باتصال هاتفي أنه يخشى أن تنتج إيران خلال فترة رئاسته قنبلتها النووية.
الأمر الثاني وهو متصل بالأول، يتمثل بشيوع تقدير للموقف الاستراتيجي في كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل يفيد بأن إيران قد تلجأ بعد خسارتها لأذرعها العسكرية الحليفة لها في المنطقة إلى التفكير بأن عليها تعويض ذلك بتسريع عملية إنتاج قنبلتها النووية.. وهذا الرأي يلقى انصاتاً له بين نخب القرار العسكري والسياسي والاستخباراتي في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وذلك على اعتبار أن طهران أصبحت بعد ضرب حلفائها في لبنان وسورية وغزة بحاجة لأن تبني منظومة دفاعها النووية لتحمي نفسها وحتى تتفادى الاستمرار في حالة أنها أصبحت عسكرياً مكشوفة على التهديد الإسرائيلي لبرنامجها النووي؛ ومكشوفة أميركياً لإمكانية تفكير إدارة ترامب بإسقاط نظامها.
الأمر الثالث المتصل بالأمرين الواردين أعلاه، يتعلق بأن إسرائيل بعد هجومها الأخير على إيران خلقت – من وجهة نظرها – نافذة فرص لتوجيه ضربة سهلة للأهداف التي تريدها في إيران، وذلك لأن الهجوم الإسرائيلي الذي شاركت فيه حينها ١٢٠ طائرة، نجح بحسب أحدث تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي السابق بضرب كل منظومة صواريخ أرض – جو التي تحمي أجواء طهران ومناطق إيرانية أخرى يوجد فيها منشآت إيران النووية.
.. وفي تقدير آخر متصل يقول الإسرائيليون ان سقوط نظام الأسد وضرب إسرائيل لترسانة سورية العسكرية الاستراتيجية، أديا إلى خلق “ممر آمن” للطائرات الإسرائيلية التي ستكلف باجتياز المسافة عبر سورية إلى إيران. ويلاحظ الإسرائيليون أنه بعد أن كان الطريق الهجومي سالكاً لصالح إيران من طهران عبر سورية ولبنان إلى إسرائيل؛ أصبح الوضع الآن معكوساً، إذ بات الطريق الهجومي لصالح تل أبيب سالكاً من إسرائيل عبر لبنان فسورية باتجاه إيران… لقد انهار طريق الهلال الشيعي الإيراني ليزدهر مكانه طريق نجمة داوود الإسرائيلي!!
الأمر الرابع ذو الصلة بالأمور السابقة الثلاثة جميعها يتمثل بانتظار متى تنتهي عملية المراجعة للموقف من إيران النووية التي تقوم بها حالياً في البيت الأبيض اللجنة المشتركة من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لنقل السلطة من بايدن إلى ترامب، من دراسة الخيار الاستراتيجي الأميركي من إيران ومن مشروعها النووي.
هناك نوعان من المعلومات: الأول يقول ان النقاش داخل هذه اللجنة لا يزال في مرحلتها المبكرة ولن يصل لنتيجة قبل استلام ترامب البيت الأبيض؛ والثاني يقول ان ترامب لن ينتظر ما ستوصي به اللجنة المشتركة من الحزبين الديموقراطي والجمهوري؛ وهو حسم أمره لجهة اتباع استراتيجية ضد إيران ترمي لمنعها من امتلاك قنبلة نووية؛ وتقوم هذه الاستراتيجية على الاستمرار بتنفيذ سياسة العقوبات الاقتصادية القصوى ضد إيران وبنفس الوقت التدرج بالتصعيد العسكري ضدها. وهذا يعني أن ترامب بولايته الثانية لن يكتفي بالعقوبات الاقتصادية بل سيدمج ذلك بضربات عسكرية قد تتطور لتصل لهدف ضرب المنشآت النووية الإيرانية!!.