جائزة نوابغ العرب للطب في الإمارات للجزائرية بلقايد.. ما القصة؟
حازت البروفيسور الجزائرية ياسمين بلقايد على جائزة نوابغ العرب لفئة الطب بالإمارات العربية المتحدة، تقديراً لتميزها في أبحاث المناعة والميكروبات والأمراض المعدية.
وبارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لياسمين بلقايد، فوزها بجائزة نوابغ العرب عن فئة الطب لعام 2024، منوها بما قدمته من “إسهامات استثنائية في علم المناعة، ودراسات مرتبطة بدور الميكروبات في تعزيز المناعة والوقاية من الأمراض”.
وأشار رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، في تدوينة له، أمس الأربعاء على حسابه بمنصة “أكس”، إلى ما نشرته بلقايد من بحوث علمية في مجالات العدوى والمناعة التي بلغت 220 بحثاً.
كما نقل الحساب الرسمي للجائزة علي منصة “أكس” لحظة تلقي البروفيسور ياسمين بلقايد خبر تتويجها من طرف وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا لـ “مبادرة نوابغ العرب”، محمد القرقاوي، الذي أبلغها بالفوز، بينما كانت على متن طائرة متجهة للعاصمة السنغالية دكار للمشاركة في مؤتمر طبي.
وبمشاعر مفعمة بالفرحة والفخر، قالت بلقايد أنها لا تستطيع أن تتخيل ما الذي يمثله هذا الفوز “بالنسبة لها ولشعبها وللنساء وللعالم العربي”، مضيفة “إنه امتياز ويشرفني بشكل كبير”.
مسار طويل من الإنجازات
وتنحدر ياسمين بلقايد، المولودة بالجزائر العاصمة سنة 1968، من مدينة ندرومة ولاية تلمسان (غرب الجزائر)، وهي نفس البلدة التي ينحدر منها المدير السابق لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية، إلياس زرهوني، إبان عهدة الرئيس جورج بوش الإبن.
وياسمين هي ابنة أبو بكر بلقايد الذي تقلد عدة منتصب وزارية في الجزائر، آخرها حقيبة الاتصال والثقافة سنة 1992، والذي اغتالته جماعات متشددة سنة 1995 لمواقفه المناوئة للإسلاميين المتشددين.
درست ياسمين بلقايد في جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا بالعاصمة الجزائرية، وتخرجت سنة 1990 بعد حصولها على الشهادة الجامعية في العلوم، كما درست بجامعة هواري بومدين التي نالت فيها شهادة الماجستير في الكيمياء الحيوية، كما نالت شهادة الدراسات المعمّقة في الكيمياء الحيوية من جامعة باريس الجنوبية، سنة 1995.
وواصلت بلقايد مسارها العلمي بالتنقل للولايات المتحدة الأميركية، حين انخرطت في بحوث مخابر المعهد الوطني الأميركي للحساسية والعدوى في مطلع الألفية، كما علمت أستاذة مساعدة في جامعة بنسلفانيا سنة 2008.
وأهلتها مهاراتها العلمية في علم المناعة لأن تُنتخب عضوا مدى الحياة في الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم سنة 2017، وإضافة لحصدها العديد من الجوائز، عُينت مطلع سنة 2024 مديرة لمعهد باستور الفرنسي ، وهو مؤسسة تختص بدراسة علم الأحياء والميكروبات والأمراض واللقاحات تأسست عام 1887.
كفاح امرأة وعالمة
ويقول رئيس الهيئة الجزائرية لترقية وتطوير الصحة، مصطفى خياطي، أن ياسمين بلقايد “ابنة الجامعة الجزائرية التي تلقت فيها دراساتها العلمية، وبرهنت على قدراتها الكبيرة بعد تنقلها للخارج”.
وأردف المتحدث أن بلقايد “معروفة منذ سنوات بأوراقها البحثية الرائدة في مجالات تخصصها، وكان دخولها الأكاديمية الأميركية للعلوم دليل على قدراتها الشخصية الفائقة”، مشيرا إلى أن أبحاثها المعمقة في المناعة وتحليل الخلايا، وكذا تميزها في هذا المجال الذي تخصصت فيه مثال على إرادتها الصلبة في تحقيق النجاح”.
ويعتبر مصطفى خياطي في حديثه لـ “الحرة” أن “مسار بلقايد يؤكد أن المدرسة الطبية في الجزائر، نجحت في تخريج كفاءات علمية مشهود لها في مختلف دول العالم”، مشيدا بكفاح ياسمين بلقايد “كامرأة وعالمة وبمهاراتها التي اكتسبتها عن جدارة طيلة مسارها المهني والعلمي داخل الجزائر وخارجها