خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
هذا الشهر سيكون بحق شهر استذكار ثلاث حقب ومراحل سياسية داخلية كان لها دور بارز خلال فترات متفرقة داخل الحياة السياسية اللبنانية؛ الأولى إسمها المارونية السياسية التي امتدت على طول وعرض الجمهورية الأولى (جمهورية الـ٤٣)؛ والثانية إسمها السنية السياسية التي واكبت طوال فترة حكومات الرئيس رفيق الحريري وجزء من حكومات الرئيس سعد الحريري، والثالثة إسمها الشيعية السياسية التي ورثت النفوذ السوري ويبدو أن حبلها انقطع الآن..
في اليوم ١٤ من الشهر الحالي يصل سعد الحريري إلى بيروت لإحياء مناسبة ذكرى استشهاد والده حيث هذا العام لن يكتفي بقراءة الفاتحة أمام ضريحه؛ بل سيعلن مواقف سياسية تنهي فترة تعليق عمله السياسي.
أحمد الحريري استبق عودة الحريري لينفذ إطلالة سياسية هذه المرة وليس مجرد إطلالة وجدانية ليصف هذا المشهد بأنه ينم عن إعادة إحياء الدور السني وتياره “المستقبل”…
ويوم ٢٣ الشهر الحالي سيشيع حزب الله أمينيه العامين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين؛ وبذلك يتم فتح الباب أمام عصر شيعي جديد عنوانه مرحلة ما بعد غياب السيدين القائدين..
ومن وجهة نظر أوساط شيعية فإن تشييع الأمينين العامين بمشاركة شعبية كثيفة؛ ستساهم بإعادة تجديد شباب الحيوية الشيعية بعد أن طالتها ضربات قاسية.
وبالتوازي يتم على الساحة المسيحية النظر باهتمام إلى حجم التيار الوطني الحر الجديد كما ستعكسه تشكيلة الحكومة الجديدة. ولا شك أن جبران باسيل يعمل على اعتبار وزنه داخل تشكيلة حكومة نواف سلام سيؤشر إلى مدى قدرة الباسيلية المسيحية على وراثة العونية المسيحية.
كل ما تقدم يشي بأن أحزاب الطوائف الكبيرة الشيعية والسنية والمارونية تحاول إعادة تجديد شبابها بعد ما أصابها كل واحدة منها في مجال من إحباط وضعف وتراجع وتشتت، الخ..
.. باختصار إنه شهر محاولات أكبر أحزاب أكبر الطوائف تجديد شبابها وإعادة عصبيتها الشعبية للتفاعل؛ فهل تنجح محاولاتها(؟؟)، وكيف سيكون مستقبلها بعد تجربتها الماضية؟؟، وكيف سيكون مستقبل المرحلة اللبنانية الجديدة مع عودة هذه الأحزاب لاسترجاع سابق نشاطها وأدوارها ونفوذها؟؟.