في تصريح صادم يضرب عرض الحائط بالسياسة الأميركية المستمرة منذ عقود تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للصحافيين مساء أمس الثلاثاء، إن “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وستفكك جميع القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الخطيرة في الموقع”.
كما أشار إلى خطته لتحويل القطاع المدمر إلى ما وصفه بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”، في تلميح إلى إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى منطقة سياحية تعج بالمنتجعات والمطاعم والمباني الحديثة.
إلا أن هذا الطرح قوبل برفض واسع، لا سيما من قبل سكان غزة، الذين عادوا سريعًا إلى شمال القطاع بعد وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 كانون الثاني، حيث تمسكوا بحقهم في العودة إلى منازلهم، رغم الدمار الهائل.
فالعديد منهم افترشوا الأرض فوق أنقاض بيوتهم المدمرة، خاصة في شمال غزة، وسط تأكيدات فلسطينية ودولية على أن أي مخطط لتهجير سكان القطاع يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
وكان ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى إسرائيل، قد لمح الأسبوع الماضي إلى خطة مشابهة بعض الشيء لإعادة إعمار غزة، تضمنت تشييد أبراج سكنية بارتفاع 50 طابقًا، على أن تُمنح كل عائلة شقة ملائمة شرط التخلي عن حق العودة إلى أراضيها الأصلية التي طُردت منها عام 1948.
كما تحدثت الخطة عن بناء مجموعة فنادق ومنتجعات حديثة على شاطئ غزة، في ما بدا أنه محاولة لإعادة تشكيل القطاع وفق رؤية جديدة، وهي أفكار تداولتها أوساط إسرائيلية عدة خلال الأشهر الماضية.
لكن ترامب لم يشر في حديثه إلى عودة الفلسطينيين إلى القطاع، بل تحدث عن سكان جدد.
فعندما سُئل عن هوية من سيعيش في غزة وفق خطته، أجاب بأن القطاع قد يصبح “موطنًا لشعوب العالم”، في إشارة إلى استقدام سكان جدد من خارج فلسطين، وهو ما أثار مخاوف واسعة حول نوايا تهجير الفلسطينيين بشكل دائم.
ورغم حديثه المتكرر عن سيطرة أميركية طويلة الأمد على غزة، لم يوضح ترامب تحت أي سلطة يمكن للولايات المتحدة الاستيلاء على القطاع، الذي يقطنه نحو مليوني فلسطيني، فضلاً عن كون حق العودة مكفولاً بقرارات الأمم المتحدة.
وفي ظل هذه التصريحات، تزايدت ردود الفعل المنتقدة، وسط تأكيدات بأن أي محاولة لفرض واقع جديد على غزة بالقوة ستواجه رفضًا محليًا ودوليًا واسعًا.