خاص الهديل….
غنوه دريان..
كيف ظهر الجنس في الأفلام السينمائية هل هو مرآة لما يحدث في غرف النوم أم صورة مشوهة لما يدور في أذهان بعض الأشخاص التي تختلط احلامهم الجنسية المراهقة مع المفاهيم المغلوطة عن الجنس ؟
ايناس الدغيدي واحدة من اهم المخرجات العربيات اللواتي قدمن الجنس في افلامها الا انها تبنت النظرة الذكورية وأبرز مثال على ذلك فيلمها ” دانتيلا ” التي تتشاجر فيه صديقتان على رجل واحد فتتباريان في ارضائه جنسيا .
مع العلم بان هناك بعض الأفلام التي حاولت كسر الأفكار النمطية عن الجنس من أهمها فيلم “النعامة و الطاووس ” للمخرج محمد أبو سيف الذي يتناول العلاقة الجنسية المحبطة بين زوجين شابين وقد دخل كل منهما بيت الزوجية بتوقعات مختلفة عن الجنس فبينما الزوج متشبع بمفاهيم مغلوطة استقاها من الأفلام الجنسية ونصائح الأصدقاء تنظر الزوجة الي مسألة العلاقة بشكل مغاير الأمر الذي يقودهما الي صراع نفسي وجسدي فيلجأن الي طبيبة نفسية متخصصة تحاول تغيير مفاهيم الزوجين عن العلاقة الحميمة و الوصول الي نقطة وسط بين الطرفين .
وغالبا ما تظهر المرأة في الأفلام العربية بأنها لا ترغب بالعلاقة الحميمة بينما يطلبها الرجل فتضطر الي الانصياع لرغبته سواء لانها تحبه او لارضائه او لانه من واجبها فلا توجد نساء يأخذن المبادرة الا ويتم تصويرهن كنساء سيئات السمعة .
فالجنس في السينما العربية لم يأت يوما لخدمة الخط الدرامي وانما بهدف مداعبة خيال المشاهد في مجتمع غلب عليه الكبت الجنسي وهذا ما يدركه تماما صناع تلك الأفلام وهو الوتر الذين يلعبون عليه ويعتقدون بأنها وجهة نظر صائبة .
لذلك لم يأت الجنس يوما في السينما معبرا عن الواقع خاصة من ناحية المرأة التي غالبا ما تقوم بالعلاقة الحميمة منصاعة لرغبة الشريك دون ان تشعر بالمتعة على عكس ما يظهر على الشاشة مما يدفع المرأة الي المقارنة بينها وبين البطلة على الشاشة التي تستطيع الاستمتاع بينما تفتقد هي الي ذلك فتعتقد أنها تحمل عيبا جسديا أو قصورا .
فالسينما ظلمت المرأة الي حد بعيد عندما صورتها في معظم الأحيان كجارية وهي تحاول الثورة على هذا الواقع بعكس حال السينما ولكن المخرجين وبسبب الرقابة الشديدة كان عليهم تقديم الجنس وفقا لمعايير القواعد الذكورية فاستغلال جسد البطلة في مشاهد جنسية طويلة ومتكررة تثير الإحباط لدى فئة كبيرة من المجمع النسائي أو المناصر لحقوق المرأة .
فلم تلعب السينما العربية دورا إيجابيا في تفعيل دور المرأة في العلاقة الحميمة بل جعلته أكثر رضوخا وأكثر استسلاما واججت النظرة الذكورية في العلاقة التي يجب ان تكون متكافئة بين الطرفين .