خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
أثار لقاء ترامب – نتنياهو تسونامي من ردود الفعل في الشرق الأوسط وفي العالم. قال ترامب لنتنياهو: سنقضي على حماس.. قال ترامب لنتنياهو “سيكون هناك تطبيع مع السعودية”. قال ترامب لنتنياهو: “لن أسمح بامتلاك إيران سلاح نووي”. قال ترامب لنتنياهو “ستشرف أميركا على قطاع غزة بعد نقل سكانها وإعادة بنائها!!”.
لقد سمع نتنياهو من ترامب ما لم يكن ممكناً أن يتخيل أن يسمعه أي مسؤول إسرائيلي يزور واشنطن. بكل المعايير كان اللقاء تاريخياً بحسب الإعلام الإسرائيلي؛ حيث منح ترامب إسرائيل مزايا لم تكن تحلم بها: لقد منحها هدية تهجير غزة؛ وهذا حلم تاريخي ليس فقط لنتنياهو بل لرابين وشارون ودايان؛ ومنحها هدية أكبر وهي غسل يديها (أي إسرائيل) من فعلة تهجير الغزاويين، وذلك عبر تبرع ترامب بالإيحاء بأن من يريد فعل ذلك هو الولايات المتحدة الأميركية وليس إسرائيل.
ولكن يبقى هناك سؤال عالق وكبير وهام وهو هل أفكار ترامب عن تهجير غزة تمهيداً لإعادة بنائها هو كلام واقعي؛ بمعنى هل يمكن تنفيذه على الأرض؟؟..
كبير صحافي قناة ١٣ قال: وعود ترامب لا يحلم بها أكثر الصهاينة تفاؤلاً؛ ولكن المشكلة هي كيف يمكن أن تتحقق أحلام ترامب؛ فهو يستطيع أن يحلم ولكن هناك آخرون يعيشون واقعاً؛ هم الفلسطينيون الذين لا يزالون – رغم كل ما حصل – فوق أرضهم.
قد يستلزم لقاء ترامب – نتنياهو بعض الوقت لتحليل نتائجه بشكل أعمق؛ ولكن في هذه اللحظة المبكرة يمكن تسجيل الملاحظات الأولية التالية:
أولاً- النتيجة السريعة التي حصدها نتنياهو هي أنه يستطيع استثمار لقائه مع ترامب حتى يحافظ على ائتلافه الحكومي الذي بدا مهلهلاً بعد توقيعه على اتفاق وقف النار مع حماس؛ حيث سيقول نتنياهو لأعضاء ائتلافه من معارضي الاستمرار بالاتفاق مع حماس: إصبروا قليلاً حتى نحصد معاً هدايا ترامب لإسرائيل في غزة وفي كل المنطقة.
ثانياً- نتنياهو يستطيع توزيع مشاهد دفء استقبال ترامب له حتى يقول لخصومه في اليمين وفي اليسار داخل إسرائيل أنه كان على حق حينما راهن على وصول ترامب للبيت الأبيض.
ثالثاً- قصة تهجير الغزاويين كما طرحها ترامب تتفاعل وستستمر بالتفاعل على نحو انقلابي في العالم وفي المنطقة وذلك خلال الفترة المنظورة؛ وعليه قد يقدم ترامب على التراجع عنها أو تعديلها. وهذا الواقع يجعل هناك حاجة لانتظار النتائج التي ستسفر عنها زيارتي ملك الأردن والرئيس المصري إلى البيت الأبيض خلال الأسبوعين المقبلين.