د. حمد الكواري:
شكرًا مؤسسة قطر على 30 عامًا من التميز والتفرد العالمي
“ما كان لمؤسسة قطر أن تكون وتنجح وتتآلق لو بقيت مقيدة بالمألوف، إنها من خارج الصندوق “
الشيخة موزا بنت ناصر
الليلة الماضية كان لي شرف حضور الاحتفال بمرور ثلاثة عقودٍ مضيئةٍ على تأسيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ذلك الصرح الإنساني الفريد الذي أصبح علامةً مضيئةً في سماء العالم، ونموذجًا رائدًا يجسد التكامل بين التعليم والبحث العلمي والتنمية المجتمعية تحت مظلة واحدة.
هذه المناسبة العظيمة تستحق منا وقفة إجلالٍ وتقديرٍ لكل من ساهم في صنع هذا الإنجاز الكبير.
فلنوجه أولًا جزيل الشكر والعرفان لصاحب الرؤية الثاقبة، صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني “الأمير الوالد”، الذي أرسى دعائم هذا الصرح العظيم، أطال الله في عمره.
كما نرفع التحية لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي لم تدخر جهدًا في دعم مسيرة المؤسسة منذ تأسيسها وحتى اليوم.
ولصاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالغ التقدير لاستمرار دعمه.
ولا أقول ذلك من منطلق المراقب، بل ممن عايش هذه التجربة عن قرب، وتابعها منذ البداية وكان له جهد متواضع في التجربة الثرية، وهو الآن على رأس إحدى صروحها المضيئة، مكتبة قطر الوطنية، التي تُعدّ منارةً للعلم والثقافة والمعرفة.
منذ انطلاقتها في عام 1995، تميزت مؤسسة قطر برؤيتها الاستثنائية التي جعلتها في مصاف أبرز المؤسسات التعليمية والتنموية على مستوى العالم.
ومن خلال المدينة التعليمية، استطاعت المؤسسة أن تجمع تحت سقفها أعرق الجامعات العالمية والمؤسسات البحثية الرائدة، لتصبح بذلك منارةً للعلم والمعرفة، ووجهةً للطلاب والباحثين من كل حدبٍ وصوب.
وأيضاً ما يجعل مؤسسة قطر فريدةً بحق ليس فقط استقطابها لأفضل الجامعات العالمية، بل تبنيها نهجًا شاملًا لا يقتصر على التعليم الأكاديمي، بل يمتد إلى دعم الابتكار، وريادة الأعمال، والثقافة، والبحث العلمي، والتنمية المجتمعية. إنها مؤسسة تعمل على تمكين الأفراد والمجتمعات، وبناء مستقبلٍ واعدٍ للأجيال القادمة، ليس في قطر فقط، بل في كل أرجاء العالم.
ورغم أن المشروع ككل يحمل بعدًا عالميًا، إلا أنه حافظ على جذوره الأصيلة، حيث أعطت مؤسسة قطر للغة العربية والثقافة الإسلامية اهتمامًا خاصًا. ويظهر ذلك جليًا في مبادراتها الرائدة مثل “الحديقة القرآنية” التي تمثل نموذجًا فريدًا في نشر القيم القرآنية بأسلوب تعليمي مبتكر.
ومن الإنصاف أن نشيد بـ”جامعة حمد بن خليفة” التي أصبحت منبرًا للفكر والبحث العلمي المتقدم، مساهمةً في تشكيل قادة المستقبل وتعزيز التنمية المستدامة.
ولا ننسى ”منار” أحد المشاريع الرائدة التي تعكس التزام المؤسسة بتعزيز الهوية العربية وتمكين اللغة العربية في بيئات أكاديمية تكنولوجية تحاكي آخر التطورات.
ولم تقتصر مؤسسة قطر على التعليم والبحث، بل قدمت إسهامات عظيمة في مجال الفنون والثقافة، حيث أطلقت العديد من المبادرات التي تعزز التفاعل الحضاري بين الشعوب. ومن أبرز هذه المبادرات مهرجان “غرة” الذي أصبح علامةً بارزةً في المشهد الثقافي، مؤكداً على دور قطر في تعزيز الحوار الثقافي والانفتاح على العالم.
ليس من الممكن في سطورٍ معدودة أن نمنح هذا الصرح حقه، فقد شكلت مؤسسة قطر تجربةً تراكميةً غنيةً بالإنجازات والدروس الملهمة.
ثلاثون عامًا من العمل المتواصل جعلت منها نموذجًا عالميًا في الابتكار، واستشراف المستقبل، والاستثمار في الإنسان.
ونحن على ثقةٍ تامةٍ بأن هذه المؤسسة العظيمة، وبقيادتها المبدعة، ستواصل مسيرتها بخطىً ثابتةٍ نحو مزيدٍ من التطوير والعطاء، لتبقى شاهدًا على أن الإرادة والعزيمة قادرتان على صنع المستحيل.
شكرًا مؤسسة قطر على 30 عامًا من التميز والتفرد العالمي!







