خاص الهديل:
من بيروت إلى الخليج..
بسام بو سليمان مسيرة ملهمة في صناعة الضيافة
لبنان خيرٌ بشبابه وشبابه ملهمٌ لمسيرته في مختلف القطاعات.. بسام بو سليمان واحد من الأسماء البارزة في عالم الضيافة، خبرةٌ تمتد لأكثر من عشرين عاماً في إدارة وتشغيل الفنادق والمنتجعات الفاخرة في الشرق الأوسط والخليج العربي. خلال مسيرته الحافلة، تولّى مناصب قيادية في مؤسسات فندقية مرموقة، مسجلاً نجاحات بارزة في تطوير استراتيجيات تشغيلية مبتكرة، وتحقيق مستويات استثنائية من الخدمة والتميز التشغيلي.
بدأت مسيرة بسام بو سليمان في لبنان، حيث شغل منصب المدير العام لفندق ريفييرا بيروت بعد سنوات من العمل في مختلف الأقسام الفندقية، مما ساهم في تشكيل رؤيته العميقة لإدارة الفنادق؛ فبفضل استراتيجيته الفعالة ونهجه الديناميكي، تمكن من إعادة تأهيل الفندق وتحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة، ما عزّز مكانته بين أفضل الفنادق في العاصمة اللبنانية.
خبرةُ بو سليمان لم تقف فقط ضمن حدود بلد الأرز؛ فمن لبنان بعد افتتاحه مشروع Mist Hotel & Spa by Warwick في إهدن، شمال لبنان بقيمة 20 مليون دولار، والذي ساهم في وصوله إلى أعلى المراتب فيما يخصّ نتائج رضا الزبائن والموظفين، انتقل بو سليمان بخبرته إلى منطقة الخليج العربي، حيث لعب دوراً محورياً في قيادة العديد من الفنادق الفاخرة، منها إدارته لفندق The Palms Beach Hotel & Spa في الكويت؛ إضافةً إلى ذلك فقد شكّل تعيينه كمدير عام لفندق ميلينيوم بلايس دبي محطة بارزة في مسيرته، حيث أشرف على افتتاح الفندق وتعزيز موقعه في سوق الضيافة التنافسي في الإمارات.
اليوم، يواصل بسام بو سليمان رحلته المهنية في دولة قطر، حيث يشغل منصب المدير العام لفندق ميلينيوم بلازا الدوحة؛ فمنذ توليه هذا المنصب، عمل على تطوير الفندق ليكون وجهة متميزة تعكس روح الضيافة القطرية بمعايير عالمية، ومن خلال استراتيجيات مبتكرة، يسعى بو سليمان إلى تحقيق تجربة استثنائية للضيوف، مع التركيز على الجودة العالية، والاستدامة، وتقديم خدمات تتجاوز توقعات العملاء.
وفي لقاء خاص مع موقع الهديل الإلكتروني
كان لنا هذه الدردشة مع السيد بسام بو سليمان:
-
تمتلكون خبرة واسعة في إدارة الفنادق بين لبنان والخليج. كيف ترون تطور قطاع الضيافة في هذه المنطقة خلال السنوات الأخيرة؟
قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان وبالاخص في دول الخليج، شهد تطورات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة. هذه التطورات جاءت نتيجة عوامل متعددة، منها التغيرات الاقتصادية، والتوجهات السياحية، والتكنولوجيا، بالإضافة إلى تأثيرات جائحة كورونا التي أعادت تشكيل أولويات القطاع والتركيز على مقومات اساسية لمواكبة التحديات ومنها:
التركيز على الاستدامة والسلامة
أحد أبرز التوجهات الحديثة في قطاع الضيافة هو التركيز على الاستدامة والسلامة. أصبح الضيوف يبحثون عن تجارب سياحية مستدامة وصديقة للبيئة، مع ضمان أعلى معايير السلامة الصحية. هذا التوجه دفع الفنادق إلى تبني ممارسات مستدامة مثل تقليل استهلاك الطاقة والمياه، واستخدام المواد القابلة لإعادة التدوير.
التكنولوجيا والرقمنة
التكنولوجيا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من قطاع الضيافة. الفنادق في الخليج ولبنان تبنت تقنيات حديثة مثل تطبيقات الحجز الذكية، والذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة العملاء. هذه الابتكارات ساهمت في تحسين الكفاءة التشغيلية وتقديم تجربة مميزة للنزلاء.
إبراز التراث والثقافة المحلية
في دول الخليج، هناك اهتمام كبير بإبراز التراث المحلي في تجربة الضيافة. العديد من الفنادق تقدم تجارب تعكس الثقافة المحلية، مثل تقديم الأطعمة التقليدية أو تنظيم فعاليات تعكس التراث المحلي. هذا التوجه يعزز من جاذبية المنطقة للسياح الباحثين عن تجارب أصيلة.
التوسع في الاستثمارات الفندقية
ما زالت تشهد المنطقة استثمارات ضخمة في قطاع الفنادق والمنتجعات، خاصة في دول الخليج التي تسعى إلى تنويع اقتصاداتها بعيدًا عن النفط. هذه الاستثمارات تشمل إنشاء فنادق فاخرة ومنتجعات سياحية متكاملة، مما يعزز من مكانة المنطقة كوجهة سياحية عالمية.
التحديات والفرص المستقبلية
رغم التطورات الإيجابية، يواجه القطاع تحديات مثل المنافسة الشديدة، والتغيرات في أنماط السفر العالمية. ومع ذلك، فإن الفرص المستقبلية واعدة، خاصة مع استضافة أحداث عالمية مثل إكسبو 2020 في دبي وكأس العالم 2022 في قطر، والتي ساهمت في تعزيز السياحة الإقليمية.
-
كمدير عام لفندق ميلينيوم بلازا الدوحة، ما هي الاستراتيجيات الأساسية التي تعتمدونها لتوفير تجربة استثنائية للضيوف؟
كمدير عام لفندق ميلينيوم بلازا الدوحة، هناك مجموعة من الاستراتيجيات الأساسية بالتناسق مع قيم وتطلعات فنادق و منتجعات ميلينيوم العالمية والتي نعتمدها لضمان توفيرو تقديم تجربة استثنائية للضيوف، مع التركيز على الجودة، الراحة، والابتكارمن خلال فريق عمل مؤهل ومدرب باستمرار. الفندق يتميز بموقعه المثالي في منطقة السد التجارية المزدحمة، مما يجعله وجهة مفضلة للمسافرين من رجال الأعمال والسياح على حد سواء. نحرص على فهم احتياجات وتوقعات كل ضيف لتقديم خدمات مخصصة. سواء كان الضيف في زيارة عمل أو سياحة، يتم تصميم التجربة لتتناسب مع متطلباته. على سبيل المثال، نوفر خدمات مريحة للمسافرين من رجال الأعمال مثل الإنترنت عالي السرعة وغرف الاجتماعات المجهزة بالاضافة الى المواصلات من و الى الفندق. كما يقدم الفندق مرافق راقية لتعزيز الراحة و الرفاهية مثل مركز السبا، حوض الاستحمام الساخن، وحوض السباحة في الهواء الطلق، مما يضمن للضيوف تجربة باعثة على الاسترخاء وتجديد النشاط. كما يتم الاهتمام بأدق التفاصيل في الغرف لضمان إقامة مريحة.
بسبب موقع الفندق الاستراتيجي في قلب منطقة الأعمال في السد، وقربه من المعالم السياحية الرئيسية ومراكز التسوق مثل سوق واقف الاثري و مشيرب و الكورنيش، يجعل الوصول إلى الوجهات المهمة في الدوحة سهلاً وسريعاً لقربه ايضا” من محطة المترو. هذا الموقع يعزز من تجربة الضيوف ويجعل الفندق خيارًا مثاليًا للإقامة.
نقدم خيارات متنوعة من المأكولات والمشروبات التي تناسب مختلف الأذواق، مع التركيز على تقديم تجربة طعام مميزة داخل الفندق. يتم إعداد الأطباق بعناية لضمان الجودة والتميز.
نستفيد من التكنولوجيا الحديثة لتسهيل عملية الحجز وتقديم خدمات ذكية داخل الفندق. كما نوفر خدمة الإنترنت المجانية لضمان بقاء الضيوف على اتصال دائم.
كما نولي أهمية كبيرة لتقييمات وآراء الضيوف، حيث يتم تحليلها باستمرار لتحسين الخدمات وتلبية توقعاتهم بشكل أفضل. هذا النهج يساعدنا على التطور المستمر وتقديم تجربة استثنائية.
-
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، هل هناك استعدادات خاصة في فندق ميلينيوم بلازا لتلبية احتياجات الضيوف في هذا الشهر الكريم؟ ً
شهر رمضان الكريم يمثل فترة مميزة للغاية في المنطقة، ويعتبر فرصة لتعزيز روح الضيافة وتقديم تجارب فريدة للضيوف. في فندق ميلينيوم بلازا الدوحة، نعتمد على مجموعة من التحضيرات الخاصة لتلبية احتياجات الضيوف خلال هذا الشهر المبارك، سواء كانوا مقيمين في الفندق أو زائرين للاستمتاع بالأجواء الرمضانية. نقوم بإعداد بوفيه إفطار واسع ومتنوّع باشراف رئيس الطهاة ويضم أشهى الأطباق الشرقية والعالمية، مع التركيز على المأكولات التقليدية التي تعكس روح رمضان مثل الشوربات، المقبلات الساخنة والباردة، والأطباق الرئيسية المميزة. كما نوفر قائمة سحور مصممة بعناية لتلبية احتياجات الضيوف، مع خيارات صحية وخفيفة تساعدهم على الاستعداد لصيام اليوم التالي. اما بالنسبة للأجواء الرمضانية يتم تزيين بعض الاماكن في الفندق بلمسات مستوحاة من التراث الرمضاني، مثل الفوانيس والإضاءة الهادئة التي تخلق أجواء روحانية مميزة ويوفر الفندق جلسة خاصة لمحبي متابعة مباريات كرة القدم خلال الفترة ما قبل السحور. كما نهتم ايضا” بتوفير مساحات مريحة مخصصة ومجهزة للصلاة داخل الفندق، مع مراعاة الخصوصية والراحة للضيوف. كما يتم تنسيق مواعيد الإفطار والسحور بما يتناسب مع أوقات الصلاة، لضمان تجربة سلسة ومتكاملة.
خلال رمضان، نستقبل العائلات بأذرع مفتوحة ونوفر برامج مخصصة للأطفال لضمان استمتاع الجميع بالأجواء. يتم تقديم أنشطة ترفيهية تناسب الأجواء الرمضانية، إلى جانب قوائم طعام للأطفال كما يتم إطلاق باقات رمضانية خاصة تشمل الإقامة ووجبات الإفطار والسحور، بأسعار تنافسية ونقدم عروضًا مميزة للمجموعات أو الشركات من خلال فريق عمل المبيعات و التسويق المتخصص في تنظيم حفلات إفطار جماعية أو فعاليات رمضانية في قاعات الفندق او من خلال خدمة الطلبات الخارجية لضمان خدمة شاملة، نقدم أيضًا خدمة توصيل وجبات الإفطار والسحور إلى المنازل أو الشركات، مع نفس المعايير العالية التي يتم تقديمها داخل الفندق.
-
ما هي أهم المبادرات التي تم تنفيذها في الفندق لتعزيز رضا العملاء وزيادة ولاء الضيوف؟
في فندق ميلينيوم بلازا الدوحة، تعزيز رضا العملاء وزيادة ولاء الضيوف هو أحد أولوياتنا الأساسية. لتحقيق ذلك، قمنا بتنفيذ مجموعة من المبادرات المبتكرة التي تضمن تجربة استثنائية وتبني علاقة طويلة الأمد مع الضيوف من خلال تقديم خدمات مخصصة ومصممة حسب احتياجات الضيوف لاننا نحرص على فهم تفضيلات كل ضيف من خلال التفاعل الشخصي وتحليل ملاحظاتهم و يتم تخصيص الخدمات بشكل يعكس احتياجاتهم، مثل إعداد الغرف بطريقة خاصة، وتقديم خيارات طعام تناسب الأنظمة الغذائية المختلفة. تتيح شركة فنادق و منتجعات ملينيوم برامج ولاء مميزة للعملاء لكسب واستبدال النقاط مع كل إقامة أو استخدام لخدمات الفندق. البرنامج يقدم مزايا حصرية مثل ترقيات الغرف، خصومات على المأكولات والمشروبات، وعروض خاصة للأعضاء.
للاستجابة للتغيرات الحديثة، قمنا بتبني التكنولوجيا لتحسين تجربة الضيوف. أطلقنا تطبيقًا يسمح للضيوف بحجز الغرف، طلب الخدمات، أو التواصل مع طاقم العمل بسهولة كما قمنا بتحسين قوائم الطعام لتشمل خيارات متنوعة تلبي جميع الأذواق، مع التركيز على الجودة واستخدام المكونات الطازجة.
يتم تنظيم أمسيات خاصة وفعاليات مأكولات عالمية لتعزيز تجربة تناول الطعام داخل الفندق.
اننا نحرص على بقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الضيوف من خلال البريد الإلكتروني، المكالمات الهاتفية، ووسائل التواصل الاجتماعي.
يتم متابعة تقييمات الضيوف على منصات الحجز مثل Booking.com وTripAdvisor، والرد عليها بشكل سريع ومهني.
رضا العملاء يبدأ من الفريق الذي يقدم الخدمة. لذلك، نستثمر في تدريب موظفينا على تقديم تجربة استثنائية تشمل الاحترافية، حسن الضيافة، والاهتمام بالتفاصيل.
يتم تدريب الفريق بشكل دوري على كيفية التعامل مع المواقف المختلفة لضمان رضا الضيوف في جميع الأوقات.
ولكي يكون الفندق قيمة مضافة للنزلاء نقوم بتنظيم فعاليات خاصة مثل جولات داخل الدوحة بالتعاون مع شركات سياحية محلية، مما يعزز من تجربة الإقامة.
وللتعامل مع الملاحظات بشكل استباقي, نخصص قنوات لجمع آراء الضيوف وملاحظاتهم خلال وبعد الإقامة حيث يتم تحليل هذه الملاحظات واستخدامها لتحسين الخدمات باستمرار، مما يساعدنا على تلبية توقعات الضيوف بشكل أفضل.
-
بصفتكم أحد القادة في قطاع الضيافة، ما هي نصيحتكم للأجيال القادمة التي تطمح للعمل في هذا المجال؟