خلف الحبتور:
كلمات رئيس لبنان
عن التكاتف العربي كانت رسالة إيجابية
ما يحدث في غزة لا يمكن السكوت عنه، وهذا ما استدعى القمة العربية الطارئة. لا مجال للمجاملات ولا للانتظار، تهجير أهلنا في غزة وصمة عار على الإنسانية، والعالم أجمع يجب أن يدرك أن الموقف العربي موحد، واضح، وصلب: لا للتهجير، لا لطمس الحقوق، نعم لإعادة الإعمار وحق الفلسطينيين في العيش بكرامة على أرضهم وضمن دولة تحميهم، وهذا ما أكد عليه البيان الختامي للقمة.
وكالعادة، جاء موقف جمهورية مصر العربية مشرفاً وقوياً. فمصر الشقيقة تقود الجهود لإعادة إعمار غزة، وتثبت مرة أخرى أنها الركيزة الأساسية للدفاع عن القضية الفلسطينية. دعمنا لمصر في هذه الجهود واجب، وليس خياراً، لأن نجاح إعادة الإعمار ليس فقط مستقبل غزة، بل مستقبل الكرامة العربية بأكملها.
ولا بد من التوقف عند أهمية عودة سوريا إلى الجامعة العربية بقيادتها الجديدة، وكلمات رئيس لبنان عن التكاتف العربي كانت رسالة إيجابية. وهذا كله يبشر بالأفضل بإذن الله. لكن الأهم من كل ذلك أن يكون لنا موقف عربي موحد وحقيقي، لأن الوحدة فقط هي التي تجعل العالم يأخذنا على محمل الجد. عندما يرى العالم أننا نقف صفاً واحداً، فإنه سيكون مضطراً لاتخاذ الإجراءات الضرورية.
هذه لحظة تاريخية، وإذا لم نحسن استغلالها، سنبقى ندور في حلقة مفرغة. فلسطين بحاجة إلى قرارات جريئة، مواقف صلبة، وعمل حقيقي، لا مجرد بيانات وخطابات.