خاص الهديل…
كتب بسام عفيفي
أحيط الرئيس جوزاف عون خلال مشاركته بالقمة العربية غير العادية في القاهرة بعناية واهتمام لافت من ملوك ورؤساء وممثلي الدول العربية المشاركين في القمة. لقد ظهر فعلياً أن العرب يعودون إلى لبنان كما لبنان يعود إليهم.
وفي غمرة الحفاوة العربية والمصرية والخليجية بلبنان كان هناك أيضاً اهتمام لافت من ملك الأردن عبد الله الثاني بدعم حضور لبنان وقضيته خلال اللقاءات الجانبية التي شهدتها القمة. فالملك عبد الله اجتمع مع الرئيس جوزاف عون وبعد اللقاء قال أن هناك دفعة جديدة من الآليات العسكرية سيقدمها الأردن للبنان وللجيش اللبناني الذي يحرص الأردن على دعمه.
إن العلاقة الأردنية اللبنانية هي استمرار لصلة البلدين التاريخية ببعضهما البعض؛ فالأردن ولبنان لديهما لحد بعيد ذات التحديات الكبيرة وأضعف الإيمان أن يكون لديهما أعلى التنسيق في مواجهتها. فإسرائيل تنظر للأردن على أنه وطن بديل للفلسطينيين وتنظر للبنان على أنه بلد توطين اللاجئين الفلسطينيين؛ بهذا المعنى تريد إسرائيل أن تصفي القضية الفلسطينية المحقة على حساب لبنان والأردن؛ فيما بالمقابل يؤكد لبنان والأردن على رفضهما لهذه السياسة العدوانية الإسرائيلية بكل تصميم.
والواقع أن لبنان ينظر إلى الأردن على أنه الشقيق الأكثر قرباً لجهة تفهمه لمشاكل لبنان وهمومه وقضاياه الصعبة والمعقدة. وروحية الانفتاح على قضايا لبنان وإسهام الأردن في حلها؛ يجسدها على نحو كبير ورائع وأخوي الملك عبد الله الثاني وذلك في جميع مواقفه من لبنان.
لا شك أن هناك في لبنان رهاناً كبيراً على أن علاقة الثقة والانفتاح القائمة بين الملك عبد الله الثاني والرئيس جوزاف عون ستسهم أكثر فأكثر في تعزيز علاقات البلدين على غير صعيد حيوي؛ وأيضاً ستجسد سياسات استراتيجية مشتركة لمواجهة التحديات التي تهدد أمن البلدين القومي.
وفي هذه اللحظة المتسمة بكثافة المخاطر المحيطة بالمنطقة تبدو العلاقة الأردنية اللبنانية هي خط دفاع استراتيجي من منظور فهم البلدين للأخطار والتحديات القادمة.
.. ومن جهة ثانية فإن الرؤية الاستراتيجية والأخوية المخلصة للملك الأردني لجهة حرصه على دعم لبنان وعلى دعم جيشه بخاصة، إنما يشكل إشارة نوعية لمدى تفهم العاهل الأردني لاحتياجات البلدين الشقيقين للتعاضد بمواجهة تحولات جيوسياسية مفاجئة وغاية في الخطورة..
من دون شك يجد الأردن لدى لبنان الكثير من التعاطف والثقة بدوره في مساندة قضايا البلدين المشتركة؛ وعلى هذا فإن اللقاء الذي جمع بين العاهل الأردني والرئيس اللبناني ترك ارتياحاً في لبنان على كافة المستويات.