د. حمد الكواري:
حذارِ يا دمشق!!
”ويأبى الله إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكافرون”
حذارِ، حذارِ يا دمشق
فقد كشر الأشرار عن أنيابهم
يا شام، يا مهد الحضارة، ويا موطن الكبرياء، يا من تعانقت فيك الأديان، وتسامى مجدكِ في صفحات التاريخ نورًا لا يخبو. بين قاسيون الشامخ وبردى المتدفق كنغمٍ أبدي، تنبض روحكِ أصالةً وعراقة، شاهدةً على مجد لا يُمحى، وعلى جراحٍ أثخنتها يد الغدر، لكنها لم تكسر عزيمتكِ يومًا.
فيك تفتحت زهور المجد، ومن ترابكِ نهلت العقول حكمةً، وصنعت الأيدي مجدًا لا يُضاهى.
فيك يا شام، تنفستُ عبق التاريخ، وسرتُ في أزقتكِ كواحدٍ من أبنائكِ، واحتضنتني بيوتك وأهلك كما تحتضن الأم وليدها. وفيكِ، في لحظةٍ لا تنسى في حياتي وحياة أسرتي وُلِدَ نور عيني وفلذة كبدي “تميــــــــم” الذي شاءت الأقدار أن يكون عطره خالدًا، يملأ روحي حبًا وحنينًا، وإن غيّبته يد المنية عن دنيا الفناء. له الرحمة ولروحه الطمأنينة في دار الخلود، حيث العدل المطلق، والرحمة التي لا حد لها.
أما أنتِ، يا شام، فستبقين رغم المحن منارةً لا تنطفئ، وأملًا لا ينكسر، وحضارةً لا تفنى.
والآن وقد كتب لك النصر، فإن قوى الشر بدأت تكشر عن أنيابها، لتطفئ نور الله الذي سطع في أرضكِ.
لا تسمحي لهذا النور أن ينطفئ، ولا تسمحي للنصر الذي تحقق أن يزول.
لكِ منا كل الحب، وكل الوفاء، ودعاءٌ لا ينقطع أن يحفظك الله من كل شر، شامخةً كقاسيون، نقيةً كنبع بردى، عظيمةً كأهلكِ الطيبين أحرار.
سلامٌ عليكِ ما أشرقت شمسُ التاريخ، وما بقي في القلب نبضُ محبةٍ ووفاء.