خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
قبل ساعة من اتصال جرى بين مبعوث أميركي لشؤون الأسرى وبين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون بريمر؛ كان الأول قام من وراء ظهر إسرائيل بإجراء لقاء وجاهيا في الدوحة مع القيادي في حركة حماس خليل الحية وذلك في الدوحة.
ويكشف موقع إسرائيلي أن تل أبيب كانت طلبت قبل نحو شهر من الإدارة الأميركية الجديدة أن لا تقوم واشنطن بأي اتصال مباشر مع حماس؛ ولكن خلال الأيام الثلاثة الأخيرة يكتشف نتنياهو أن إدارة ترامب اتصلت بشكل مباشر بحماس وفاوضتها على نقطة أساسية، وهي إطلاق أربع جثث أسرى إسرائيليين من أصل أميركي وأسير خامس إسرائيلي أميركي لا يزال حياً.
حاول مكتب نتنياهو أمس الإيحاء بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية كان على علم بأن إدارة ترامب تجري اتصالاً مع حماس؛ ولكن وقائع ما جرى على هذا الصعيد تؤكد أن ترامب لم يراجع أحداً قبل مفاوضة حماس. وواضح أن نتنياهو قرر أن يبتلع السكين؛ وذلك ببساطة لأنه يخشى أن يواجه نفس مصير زيلنسكي مع ترامب.
.. غير أن ترامب غاضب حالياً على نتنياهو بسبب قضية أخرى، مفادها أن نتنياهو أبدى عتباً على ترامب لأنه أرسل لإيران رسالة من أجل فتح كوة في جدار التفاوض معها حول ملفها النووي
يقال بحياء في مكتبه أن نتنياهو أبدى نوعاً من العتب ضد رسالة ترامب لإيران، الأمر الذي استفز الأخير.
في إسرائيل يقولون أن صداقة نتنياهو مع ترامب هي أشبه بحبل قصير وأنه سيأتي يوم ويشاهد العالم لقاء تحت الكاميرات في البيت الأبيض بين ترامب ونتنياهو: سيقول الرئيس الأميركي لنتنياهو: أنت لا تبدي امتناناً لمقدار الدعم الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل التي لولا دعمنا لما كانت موجودة اليوم، وسيضيف ترامب: لا أسمح لك بأن لا تبدي احتراماً حينما تتحدث مع رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
سوف يلتفت نتنياهو بعينين تائهتين إلى الكنبة التي يجلس عليها جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي الذي يقال أنه عقل ترامب ومفكر الليبرالية الجديدة المناهضة لليبرالية المعتمدة في أوروبا؛ ولكن نتنياهو سيكتشف أن فانس لا يقل وقاحة عن ترامب في توجيه الانتقادات له.
سوف يطلب ترامب من نتنياهو الإعتذار منه لما صدر عنه من ألفاظ لا تليق بمكانة إدارته، وسوف تهرول القيادة الوسطى الأميركية لتقدم نصيحة عاجلة لنتنياهو كي يعتذر أو حتى كي يستقيل من أجل المصلحة العليا الإسرائيلية التي لا يمكن ضمانها إلا بتحالف وثيق مع الولايات المتحدة الأميركية التي وصفتها غولدا مائير بأنها “مخلص إسرائيل”..
ما تقدم هو سيناريو محتمل موجود في مخيلة نتنياهو وهو يحاول تجنبه… كلمة السر التي يحفظها زعماء كثيرون في العالم بعد لقاء الإهانة لزيلنسكي مع ترامب هي: لا تستفزوا ترامب..