خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
تذكر مفاوضات آدم بوهلر مع حركة حماس بالمفاوضات التي أجرتها إدارة ترامب الأولى مع طالبان في أفغانستان، وانتهت إلى اتفاق على ترك أفغانستان لحكم طالبان بشروط أميركية وافقت عليها الأخيرة.
صحيح أن غزة بمساحتها وبالوقائع المتصلة بقضيتها، لا تشبه أفغانستان؛ ولكن حماس لها روابط شبه مع طالبان.
والفكرة هنا سواء بموضوع طالبان أو حماس تقع تحت عنوان وجود إرادة أو توجه أو نمطية لدى ترامب لمفاوضة مجموعات إسلامية يعتبرها إرهابية، ومع ذلك يفاوضها ترامب على وقف الحرب تحت شروط تخدم مصالح أميركا العليا وتنهي الصراع العسكري.
والواقع أن مجرد تفاوض ترامب مع حماس بغض النظر عن ما يشاع حالياً عن أنه وصل لطريق مسدود؛ إنما يفتح باب التفكير لدى المراقبين على إمكانية أن يكرر ترامب مع الإسلام الحركي السلفي والجهادي في المنطقة نفس عملية التفاوض والاتفاق التي أجراها مع طالبان في أفغانستان؛ حيث هناك تخلى عن حليف واشنطن الأفغاني لصالح وضع يده بيد عدوه الطالباني لقاء أن يؤمن الأخير للجيش الأميركي انسحاباً سلساً من أفغانستان وأن تصبح طالبان قوة جهادية محلية وغير عالمية؛ بمعنى آخر أن تصبح ذات اهتمام أفغاني صرف.
في جولات التفاوض الأربعة مع حماس طلب آدم بوهلر منها إطلاق الجندي الإسرائيلي الأميركي ألكسندر وجثث أربع إسرائيليين أميركيين مقابل إطلاق عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين؛ ووافق بوهلر على مطلب حماس؛ ثم فجأة تعثرت الصفقة. لكن بوهلر قال أمس أن التفاوض الأميركي سيستمر مع حماس؛ ملمحاً بذلك إلى أن قرار ترامب بهذا الشأن لن يتأثر بموقف إسرائيل السلبي من تفاوض واشنطن مع حماس.
السؤال هو إلى أين ستقود مفاوضات إدارة ترامب عبر آدم بوهلر مع حماس بشخص مسؤول ملف التفاوض على الأسرى وقائد ساحة قطاع غزة خليل حية؟؟.
بمعنى آخر هل هذا التفاوض الأميركي هدفه فقط إطلاق الاميركي ألكسندر وتحرير الجثث الأربعة، أم أنه يعكس استمرار سياسة أميركية كانت إدارة ترامب مارستها في أفغانستان مع طالبان؟؟.
يلاحظ هنا أن المطالب التي عرضها بوهلر على حية تشابه مطالب أميركا من طالبان في حينه: إنهاء الحرب عبر إطلاقها الأسرى الأميركيين الأحياء والأموات. وهذا ما عرضته إدارة ترامب على طالبان: إنهاء الحرب لقاء حماية طالبان انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان الذي كان شبه أسير داخل معادلة صعوبة البقاء هناك.
الأمر الثاني الذي طلبه بوهلر هو أن لا تشكل حماس بعد اليوم خطراً على أمن إسرائيل؛ وفي أفغانستان طلب الأميركي أن لا تشكل طالبان بعد اليوم خطراً على مصالح أميركا.
.. أيضاً طلب بوهلر من حماس أن عليهم التخلي عن حكم غزة ولكن يمكنهم البقاء فيها كمواطنين.. وهذا طلب ملتبس وقد يكون هدفه هو الإبتعاد عن المشهد ريثما يتم ترتيب عودة حماس لحكم غزة وفق توقيت أميركي .
يبدو آدم بوهلر وكأنه بلقائه مع خليل حية يرد على قمة الدول العربية عبر القول للأخيرة: ترامب يستطيع ترتيب أمر غزة مع حماس بنفس الطريقة التي رتب فيها أمره مع طالبان في أفغانستان.
والسؤال الأكبر هنا هو هل بدأ موسم الحوار الترامبي مع الجماعات الإسلامية في المنطقة؛ وهل سيكون قبول العالم بتحول الإرهابي أبو محمد الجولاني إلى الرئيس أحمد الشرع ليس آخر مفاجأت المنطقة؟؟. وبكلام أوضح هل تشهد المنطقة ولادة أكثر من أحمد الشرع في دولها؟؟..